الإثنين 7 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
حفيدتى..  والأونلاين

حفيدتى.. والأونلاين

فيروس كورونا أجبر الجميع على استخدام التكنولوجيا، بعد إلغائه فكرة التعلم فى قاعات الدراسة التقليدية، ولم يعد التعلم عبر الإنترنت يقتصر على فئات بعينها، ولكن جميع من فى منظومة التعليم أصبحوا مُجبرين على استخدام التطبيقات الإلكترونية ، ليتحول الأمر فى قطاع التعليم فى مصر إلى تكنولوجيا إجبارية، ومع بداية العام الدراسى الجديد «2020/2021» أُتيحت لى فرصة معايشة حفيدتى «ذات الخامسة عشرة عاماً» تجربة بدء الدراسة بمدرستها «أونلاين»، والتى بدأت أول سبتمبر الجارى وبعد مرور أكثر من ثلاثة أسابيع، اكتشفت أن التعلم عن بُعد كان مفاجأة للجميع، أولياء أمور، ومعلمين، وطلابا، صحيح هذه التجربة قد تكون غير مثمرة مع الأطفال - تلاميذ الإبتدائى - لأنهم يحتاجون إلى الاتصال المباشر مع معلميهم، خاصة فى سنوات التأسيس الست الأولى، بينما هى تجربة ناجحة مع طلاب المرحلتين الإعدادية والثانوية، ومن متابعتى لحفيدتى، لاحظت أن هذه الطريقة تجعل الطالب أكثر اعتماداً على ذاته وأكثر تفاعلاً ونشاطاً مع الآخرين، وتعدد طرق التعليم تُسهٌِل على الطالب اختيار الطريقة المناسبة فى تلقى الدروس، مما يعمل على اختصار الوقت والجهد، والهتمام الكفاءات فى تحقيق الأهداف التعليمية، مع توفير مصادر ثرية بالمعلومات للطلاب، وتخطى العقبات التى تمنع وصول المواد العلمية للطالب فى أى مكان، ولفت نظرى أيضاً الكفاءة  العالية للمعلمين والمعلمات سواء فى شرح المادة، أو فى تقبل أسئلة الطلبة بصدر رحب والإجابة عنها باستفاضة، علاوة على قدرتهم فى السيطرة على الطلاب خلال الحصة، عن طريق التفاعل والتركيز، بعد غياب عوامل التشتيت بسبب التكدس فى الفصول، وقد كان الاعتماد على النفس، من أهم مقومات نجاح عملية التعلم والتعليم عن بُعد، وهذا ما لاحظته على حفيدتى، حيث قامت بإعداد مشروعات دراسية وتحضيرات علمية لدروسها، معتمدة على نفسها، وبالتعاون مع زملائها فى مجموعات عمل رائعة، ولا أنسى هنا الإشادة بالحكومة المصرية وجهودها فى توفير وتحسين خدمة الإنترنت، مما سهٌل لأبنائنا الطلاب التواصل مع مدرستهم أونلاين لقد أصبح لدينا اليوم فرصة للتوسع فى استخدام التعليم الإلكترونى، وقبول أنماط أخرى من التعليم، لا تعتمد بشكل أساسى على الوجود الفيزيائى، بل تعتمد على استخدام وسائل حديثة فى التفاعل والتواصل، والنظر إلى هذا النوع من التعليم على أنه سيكون مستقبل التعليم ليس فى مصر فقط، وإنما فى العالم كله، وأنه ليس مجرد وسيلة تُستخدم عند الأزمات فقط .. وتحيا مصر.