عندما تكون القـرارات.. مدروسة

القرارات المهمة والمدروسة جيداً التى أعلنها الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم يوم الثلاثاء الماضى، كانت بمثابة طاقة إيجابية كبيرة بالنسبة لمعظم أولياء الأمور بصفة عامة، وبالنسبة لى بصفة خاصة، علاوة على أننى تأكدت من أن ثقتى فى اختيار القيادة السياسية للدكتور طارق شوقى - كوزير للتعليم - كانت فى محلها، رغم الكم المعارض لهذا الاختيار الذى ثبُت صوابه اليوم، وما تم إعلانه من قرارات، ليس فيما يخص شكل العام الدراسى هذا العام - ومع الخوف من عودة وباء الكورونا مرة أخرى - فقط، وإنما هناك قرارات تخص المستقبل القريب للتعليم فى مصر، وما تؤكده استراتيجية تطوير التعليم، التى وضعتها وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى فى مصر، من اليوم الأول لتولى الرئيس عبدالفتاح السيسى رئاسة مصر.

وكان القرار أن تكون امتحانات الثانوية العامة إلكترونية بالنسبة لى كان من أهم القرارات التى صدرت، لأن ذلك يعنى القضاء على الغش من ناحية، وضمان عدم تسريب الامتحانات من ناحية ثانية، والقضاء على مشكلة الدروس الخصوصية من ناحية  ثالثة، حيث سيتم تصميم الامتحان من خلال بنوك الأسئلة، ويُعقد من خلال أربعة نماذج امتحانية، كما سيتم إتاحة فرصتين للطالب للتقدم للامتحان فى العام الواحد، ويتم احتساب الدرجة الأكبر، كما سيتم تصحيح أوراق الامتحانات إلكترونياً - دون تدخل بشرى - وبالتالى لن تكون هناك تظلمات من نتائج التصحيح فى الثانوية العامة، مع وجود فرص أخرى لتحسين المجموع، ولن يحصل أى طالب على مجموع «410» درجات، إنما سيعود المعدل الطبيعى للمجاميع بحيث يكون أعلى مجموع - مثلاً -  «80%» ويؤهل صاحبه للالتحاق بكليات الطب والهندسة وغيرها.

كما أن قرار تأسيس أكاديمية لتدريب المعلم المصرى «أون لاين»، على أن يكون بها كل أشكال التدريب التى تمنحه إجازة معينة أو شهادة عبور لنطاق أوسع فى العمل، ومع  تعظيم مجموعات التقوية فى المدارس، ستكون هناك فرصة أن تذهب إيرادات هذه المجموعات للمعلم والمدرسة، مما يُعيد هيبة المعلم، ويعُظِم من أهمية ودور المدرسة، فى عودة الطالب إليها مرة أخرى.

وأخيراً - ومن القرارات التى صدرت - نستطيع القول أن العام الدراسى الجديد، هو عام دراسى عادى، فيه طابور للصباح، وفيه غياب وحضور، مع منح مديرى المدارس كل الصلاحيات لتحديد وتنظيم مواعيد حضور الطلاب للمدرسة، وتقرير مصير الطابور والغياب، كل حسب كثافة مدرسته، ولكن فى حدود الضوابط التى وضعتها الوزارة، مع الأخذ فى الاعتبار الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا المستجد. وتحيا مصر.