الأحد 4 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

مصر تواجه الإرهاب!

مصر تواجه الإرهاب!
مصر تواجه الإرهاب!


تراجع كارثى فى قدرات الحشد الإخوانى فى الشارع ظهرت آثاره خلال مظاهراتهم الأخيرة وإحباط لاستهداف مجرى قناة السويس بأعمال إرهابية، وتواصل عمليات إلقاء القبض على القيادات الإرهابية المؤثرة فى الكيان التنظيمى.. مشهد عام يؤدى فى النهاية لدخول مصر مرحلة جديدة من الإرهاب الإخوانى، لأنهم لم يعد لديهم غير ذلك، فبعد التفجيرات أمام الأقسام بعبوات محلية الصنع وتحرشات إرهابية بقناة السويس والعثور على عدد غير قليل من القنابل فى العمق المصرى خلال الأيام الأخيرة وصلنا إلى موجة الاغتيالات الشبيهة بإرهاب التسعينيات، وكان من الطبيعى أن يكون المستهدف الأول رأس الجهاز الأمنى الذى يؤرقهم خاصة أن التحرك فيه سهل مقارنة بالقوات المسلحة!
 
وأكد خبراء عسكريون وأمنيون أن التنظيم الدولى للإخوان بدأ ينفذ مخططه فى مصر من تنفيذ سلسلة اغتيالات للشخصيات العامة المهمةوتفجير المنشآت الحيوية والكبارى وتهديد الأمن القومى الداخلى، وهذا يأتى ردا على الضربات القاصمة التى يوجهها لهم الجيش والشرطة فى كل مصر وخاصة سيناء، والآتى تطوير عمليات تفخيخ السيارات والعمليات الانتحارية وسط قلق من اتساع دائرة الاغتيالات خلال الفترة المقبلة!
 
خبراء الإرهاب والتطرف اطـلقوا على محاولة اغتيال وزير الداخلية «عملية جذوة» نفذتها جماعة الإخوان باستخدامها 200 كيلو جرام متفجرات فى محاولة فاشلة لاغتيال اللواء محمد إبراهيم، التى أسفرت عن وفاة شرطى وعدد من الإصابات وبتر ساق أمين شرطة من حراسة الوزير وبتر ساق الطفل «فارس» تصادف تواجده فى الشارع أثناء الانفجار، وأكدت المعاينة أن قائد سيارة الوزير ساعدت سرعته فى تلافى أكبر قدر من الإصابات أثناء الانفجار الرهيب الذى حدث أثناء مرور الموكب والذى تم عن طريق التفجير عن بعد عقب وضع كمية كبيرة من المتفجرات داخل حقيبة إحدى السيارات (ماركة فيرنا) التى احترقت بالكامل والتى أصابت شارع مصطفى النحاس بمدينة نصر بحالة من الهلع والخوف نتيجة شدة الانفجار الذى تسبب فى تحطيم جامع وعدد من المحلات التجارية ونوافذ الشقق كما أصيب عدد كبير من المارة بإصابات مختلفة نتيجة شظايا.
 
وعثرت الداخلية على أشلاء آدمية قريبة من موقع الانفجار تقوم الأجهزة بتحليلها لمعرفة صاحبها وهرعت كل أجهزة وزارة الداخلية إلى موقع الحادث الذى وقع صباح أول أمس الخميس أثناء مرور اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية بشارع مصطفى النحاس فى مدينة نصر قادما من منزله إلى وزارة الداخلية وأكدت المعاينات الأولية أن المجموعة الإرهابية استخدمت فى عملية التفجير أكثر من 200 كيلوجرام تم وضعها داخل حقيبة إحدى السيارات على جانب الطريق والمرجح أن عملية التفجير تمت باستخدام الريموت كنترول أو الموبايل، وقام بها عدة أشخاص وليس شخصًاواحدًا حتى تسفر العملية عن أكبر قدر من الضحايا، وأكد بعض شهود العيان أنهم شاهدوا شخصين وضعا سيارتهما قبل ساعة من مرور الموكب، وأكد تاريخ المعاينة أنه يبدو أن هذه العملية المقصود بها ليس اغتيال الوزير فقط ولكن هو إرهاب وزارة الداخلية بالكامل حتى تتوقف عن ملاحقاتها الأمنية المتتالية لقيادات الإخوان بعد أن استطاعت الداخلية فى وقت قياسى القبض على عدد كبير من القيادات الإرهابية على رأسهم محمد بديع مرشد الجماعة ومحمد البلتاجى وعلى صفوت حجازى وقبلهم خيرت الشاطر بالإضافة إلى العملية الضخمة التى نفذها الأمن بالقبض على «عادل حبارة» مسئول تنظيم القاعدة فى شمال سيناء واثنين من مجلس شورى الجهاديين بالإضافة إلى القبض على محمد الظواهرى شقيق قائد تنظيم القاعدة أيمن الظواهرى مما أصاب تلك الجماعة بالصدمة وجعلها تفكر فى الرد بأى طريقة فقامت بهذه العملية القذرة.
 
من جانبه أكد اللواء حسام سويلم الخبير الاستراتيجى أن محاولة اغتيال وزير الداخلية بسيارة مفخخة قد أظهر للعالم الوجه الحقيقى القذر لجماعة الإخوان وشدد على أنها بالفعل جماعة إرهابية تعمل على تدمير الوطن وخلق جو من الفزع والرعب فى الشارع بعد أن فقدت الجماعة عقلها وضميرها الإنسانى والأخلاقى!
 
العميد حسين حمودة خبير مكافحة الإرهاب كشف عن أن الإخوان أعدوا خطة اغتيالات لرموز سياسية وإعلامية معادية للمتأسلمين، فمنذ إلقاء القبض على عدد من قيادات تنظيم الإخوان الإرهابى وانعكس ذلك بالسلب على قدرة الجماعة على الحشد الجماهيرى وهذا ما نلمسه خلال الجمعتين الأخيرتين، فكان من الطبيعى أن تقوم الجماعة بأعمال لا تعتمد على الحشد الكبير ويكون لها أثر على الصعيد الداخلى والخارجى، إلى أن بدأ الإرهاب الإخوانى فى أعماله الاغتيالية التى بدأت بمحاولة اغتيال اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية.
 
حمودة أكدأنه عندما تم زرع قنبلة على أحد أرصفة محطة السكة الحديد بالإسكندرية وأخرى أسفل كوبرى ثروت توقعت أن يكون الدور القادم هو أعمال تفجيرات عبوات ناسفة بمعرفة عناصر من تنظيم القاعدة المدربة على مثل هذه الأعمال، لتحويل مصر إلى أفغانستان والصومال وسوريا والعراق، وتأتى محاولة اغتيال اللواء محمد إبراهيم فى إطار ذلك التوقع، ومن المحتمل أن تطور هذه الأعمال باستخدام قذائف صاروخية باعتبار أن هذه الأفعال هى الملاذ الأخير للجماعة وحلفائها للضغط على النظام الحاكم واستدعاء الضغوط الخارجية لمحاولة الخروج بهدف من أهدافها من خلال هذه الورقة الضاغطة مع احتمال استخدام المجرى الملاحى لقناة السويس مرة أخرى، وأيضا اغتيال بعض الرموز السياسية والإعلامية المعادية التيار الإسلام السياسى.
 
وأضاف الخبير الأمنى أن الحل يكمن فى الناحية الأمنية فى تركيز القوات الأمنية على استخدام الطائرات المتخصصة لكشف الأجسام الغريبة فى الشوارع والميادين وفق الإجراءات المتعارف عليها واستخدام كلاب حراسة الشرطة المدربة فى هذا الشأن خلال الفترة المقبلة، ونصح المواطنين بضرورة الإبلاغ عن أى جسم غريب يرونه فى الطرق، بالإضافة للحل السياسى الممثل فى فتح ممر سياسى واجتماعى آمن لعناصر التيار الإسلامى بصفة عامة ممن لم تلوث أيديهم بالدماء، فإذا لم تتم معالجة التطرف معالجة شاملة سنعود إلى ما كنا عليه فى فترة التسعينيات لأن الحل الأمنى بمفرده لا يفيد، خاصة أن أعمال القتل هى الملاذ الأخير للجماعة!
 
دعا حمودة إلى ضرورة تنفيذ العديد من الإجراءات الأمنية للحفاظ على خصوصية جهاز الداخلية ومنها التخلص من 70 طالبا إخوانيا بكلية الشرطة فى طريقهم إلى الفرقة الثانية بكلية الحقوق لأنه منذ 30 يونيو اتخذ قرار بعدم الإبقاء عليهم بجهاز الداخلية، خاصة أن به عددا من أقارب وأبناء لقيادات الإخوانالمقبوض عليهم، والداخلية فى انتظار الصياغة القانونية للقرار، أما بالنسبة للضباط المتعاطفين مع الجماعة ممن له انتماء سياسى فعلى جهاز الأمن الوطنى والمخابرات العامة وضع خطة مناسبة للتعامل مع هذا الشأن ومن يثبت عليه جريمة التواطؤ مع الإخوان فسيحاسب سواء بالسجن أو التقاعد أو بطرق أخرى تجعله خارج عمل جهاز الدولة.
 
اللواء صلاح الشربينى مساعد وزير الداخلية لقوات الأمن المركزى سابقًا قال لنا: مبدئيًا أوضح بأنه لا يوجد أمن 100٪ فى كافة أنحاء العالم وأى أجهزة أمنية من الوارد جدًا اختراقها مهما كانت محكمة وأكبر مثال ما حدث فى الولايات المتحدة الأمريكية أعتى دول العالم فى الأجهزة الأمنية وتم ضرب برجى التجارة العالمى والبنتاجون بها ومجزرة بوسطن.
 
ولكن ما حدث لوزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم من محاولة اغتياله رد فعل متوقع من تلك الجماعات ومتدرج، فهم بدأوا باعتصام وتم فضهتليه محاولتهم فى الحشد وفشلوا فيه ثم قيامهم بأعمال تخريبية.
 
كما أن هذا الحادث ليس اختراقا للجهاز الأمنى لوزارة الداخلية ولكنه رصد بديهى جدًا لتحركاته ممكن لرجل الشارع العادى معرفتها فمن الطبيعى أن الوزير سيتحرك من منزله متوجهًا للوزارة ومنزله وعمله معلوم للجميع وقد تم تنفيذ العملية بمجرد مغادرته المنزل ولكن الأمر كان سيختلف إذا كانت العملية قد تم تنفيذها أثناء خط سيره لأنه من الوارد تغييره وكان هذا سيدل على اختراق صريح للجهاز الأمنى لوزارة الداخلية من قبل الجماعات الإرهابية، وتصورى الشخصى أن تلك العمليات ستنتهى عن قريب مقارنة بمثيلتها من الأحداث التى وقعت عام 81 والتى كانت الشرطة وقتها تتصدى وحدها لتلك الحملات الإرهابية أما فى وضعنا الحالى فجميع أجهزة الدولة تحارب الإرهاب من شرطة وجيش وأزهر وكنائس إلى آخره، وهذا ما سيعجل من الحد من تلك الهجمات.
 
وكان من المهم أن نرصد الحالة فى سيناء بعد محاولة اغتيال وزير الداخلية.. خاصة لارتباطها بعملية القبض على قيادى القاعدة فى سيناء «عادل حبارة» وقال لنا محمد يوسف من مجاهدى قبيلة السواركة إنهم أبلغوا عن «حباره» وتتبعوا خطواته وخط سيره ثم أبلغوا جهاز المخابرات الذى حدد بدوره مكانه على وجه الدقة، حيث كان يقطن فى منزل صغير بشارع 23 يوليو بالعريش وكان يضع على وسطه حزاما ناسفا تحسبا لأى لحظة يتم فيها إلقاء القبض عليه يقوم بتفجير نفسه ولكن قوات الأمن كانت على علم بتلك المعلومة واقتحمت القوات منزله فى ساعة مبكرة وتمكنت من السيطرة عليه قبل أن يتمكن من وضع يده على زرار التفجير.
 
ويضيف يوسف: بدو سيناء كانوا حريصين على التعاون مع قوات الجيش والشرطة للقبض عليه لإظهار حقيقة الأمر خاصة أنه بعد ارتكاب الحادث الأليم الذى راح ضحيته 25 مجندًا فى مذبحة رفح الثانية توجهت أصابع الاتهام كلها الأهالى سيناء، فتلك الجريمة كبيرة جدا على جهاديين سيناء ومهما بلغت العداءات بينهم وبين أجهزة الأمن لن يقوموا بجريمة بتلك الخسة، وقد ثبت بالفعل أن «حبارة» من خارج سيناء.. فهو من الشرقية وهو يتلقى تعليماته من محمد الظواهرى.
 
ويوضح الشيخ يوسف من قاموا بإبلاغ عن حبارة لن يستطيعوا الظهور على الساحة أو الإعلامية وذلك خشية الانتقام منهم فمنذ يومين قامت مجموعة مسلحة بإطلاق الرصاص على الشيخ عيسى الخراطيم وهو عضو مجلس شعب سابق أثناء مغادرته لمنزله برفح.. وتوجه لمكتب المحافظ لتعاونه مع أجهزة المخابرات فى الإبلاغ عن العناصر المسلحة، وتمت إصابته بثلاث رصاصات اخترقت جسمه فى الرأس والظهر والكتف وهو يرقد حالياً فى العناية المركزة بمستشفى القوات المسلحة بالعريش.
 
ويقول سامى من مجاهدى السواركة: الأوضاع فى سيناء سيئة للغاية فتوجد تشديدات أمنية غير مسبوقة و90٪ من شباب المجاهدين الملتحين حلقوا ذقونهم خشية اعتقالهم، خاصة بعد ضربهم لعائلة المقاطع الذين يقطنون بقرية الثومة وقتلهم لأناس منهم كثيرا لزعمهم أن يوجد بينهم عناصر إجرامية وإرهابية، فقد يصل الأمر لأن يحللوا دم الجيش كما كان يحدث مع الشرطة.
 
وقرروا إصدار بيان باسم اتحاد عائلات وقبائل سيناء. يعلن عن عقد مؤتمر الاثنين المقبل فى قرية «المهدية» لمناقشة تدمير المنازل والمزارع فى رفح وقتل العزل والاعتقالات العشوائية وتدهور الوضع الاقتصادى بالشيخ زويد لإغلاق أكثر من 200 محل وتشريد أكثر من ألف عامل وحظر التجول من الرابعة مساء على مستوى المحافظة.
 
وأكد مصدر سيادى أن «حبارة» اعترف فى تحقيقات النيابة أن محمد البلتاجى أعطاه 8 ملايين دولار مقابل القيام بأعمال تفجيرية وإرهابية فى سيناء، وإعلان سيناء إمارة إسلامية منفصلة عن مصر.
 
وأضاف المصدر أن حبارة اعترف أيضا بعلاقته بحماس وبدورها المهم فى مساعدتهاله فى عملية قتل الـ25 جنديا من جنود الأمن المركزى فى رفح واعترف بأن تنظيمه يتكون من 3 آلاف مقاتل من ضمنهم 840 فلسطينيا أغلبهم من عناصر حماس، أما الباقون فهم عرب ومصريون وأفغان وإيرانيون.