الدولــــة المصــرية.. تواجــه تحدياتهــا

سيقف التاريخُ شاهدًا أمامَ التحديات التى واجهت الدولة المصرية وقيادتها السياسية وحكومتها- خصوصًا خلال العام الأخير «2020م»- ونجحت فى إنجازها على أكمَل وجْه، آخرها إنجاز انتخابات مجلس الشيوخ التى هى تجربة جديدة فى ظل دولة «30» يونيو، ولا علاقة لها بالصورة القديمة لمجلس الشورى الذى أُنشئ عام «1979م»، ولكن مصر الجديدة ارتأت أن هناك ضرورة مُلِحّة تستدعى وجودَ مجلس شيوخ يليق بها فى هذه المرحلة، وفعلًا نحن على وَشَك الانتهاء من هذه الانتخابات المهمة، دون مشاكل أو تجاوزات من المرشحين.. وقبلها مباشرة أنهت الحكومة المصرية أيضًا سباق امتحانات شهادة الثانوية العامة بنجاح، فى ظل ضوابط صحية مشددة؛ نظرًا للظروف الاستثنائية التى تَمُرُّ بها مصرُ والعالمُ كله، لمواجهة فيروس «كورونا»  المستجد حرصًا على أمن وسلامة أبنائنا الطلاب، ورُغْمَ ذلك؛ فإنه تم إنجاز هذا التحدّى المَصيرى، بالشكل التقليدى فى ظروف استثنائية بسلام  ومن دون مشاكل.. وفى الوقت نفسه نجحت القيادة السياسية المصرية، من خلال إعلان القاهرة الخاص بالشأن الليبى، ومن خلال موافقة مجلس النواب المصرى، على إرسال عناصر من قواتنا المسلحة الباسلة، فى مهام قتالية خارج حدود الدولة المصرية للدفاع عن الأمن القومى المصرى فى الاتجاه الغربى.. وتواجه مصر أيضًا استمرار التعنت والمراوغة، وكسْب الوقت وإهدار كل الاتفاقيات الدولية والتفاهمات التى تم التوصل إليها، والرغبة فى استغلال الموارد المائية العابرة للحدود دون أى ضوابط، ودون الالتفات إلى حقوق مصر التاريخية التى تشاركها هذه الموارد المائية الدولية، ولكن قيادتنا السياسية على يقين دائمًا بالحل المناسب فى الوقت المناسب لهذا التحدى.. ويبقى القول إن حجم التحديات التى تواجهها مصر حاليًا غير مسبوق، فهى تواجه الإرهاب فى الداخل وعلى الحدود الغربية، وتحدى سد النهضة، وأزمة «كورونا»  فى ظل الحديث عن موجة أخرى من الفيروس المستجد تضرب مصرَ والعالمَ فى الخريف المقبل، رُغم كل ذلك؛ فإن مصرَ أثبتت بقيادتها الرشيدة، وجيشها القوى، وشرطتها الباسلة، أنها قادرة على مواجهة كل هذه التحديات، واستكمال مسيرتها لتحقيق رؤية مصر «3030» فى بناء الوطن والمواطن، والعبور للمستقبل.. وتحيا مصر.