
زينب حمدي
لعن الله من أيقظ « الفتنة»
كشفت خناقة البوركينى فى إحدى قرى الساحل الشمالى عن زيف وكذب ما يسمون أنفسهم بالنخبة، ويتشدقون ليل نهار بشعارات الحريات الشخصية وتقبل الآخر وعدم الإقصاء فى المجتمع وبدلا من إعطاء السيدة صاحبة البكينى درسًا فى التحضر وتقبل الآخر دفاعهم عن الحرية الشخصية لمن ترتدى البوركينى وحقها فى ارتداء ما تريد بغض النظر عن اختلافنا معها، فالملابس من صميم الحريات الشخصية طالما لا تعتدى على حرية أحد أو الآخرين فقد خرجت الأصوات تهاجم صاحبة البوركينى.
الغريب أنهم وقفوا إلى الجانب الذى لا يقبل سوى نفسه والذى يصادر حرية الآخرين ويريد إقصاءهم ويرفض تقبل الآخر حادثة فردية فهل الحرية مكفولة فقط للعراة ومحرمة على من تغطى جسدها وهل ممنوع على من ترتدى البوركينى التمتع بالنعم التى خلقها الله من الماء والشواطئ وتارة أخرى أن البوركينى مش على الموضة ومن الذى وضع الموضة البكينى جاءنا من دول لا تشبهنا ولم نسمع أن قالوا أن البكينى موضة وغيره ليس موضة ونسوا أن الهجوم على البوركينى هجوم على فئة ليست قليلة فى المجتمع من المحجبات والمنتقبات يريدون إقصاءها لا يوجد بيت أو أسرة أو عمارة أو حى أو كمبوند وقرية سياحية لا يوجد فيها منتقبات ومحجبات.
فالبوركينى والحجاب والنقاب حرية شخصية مثله مثل البكينى والمثل الشعبى يقول «لاقينى ولا تغدينى» وهو مثل مصرى يردده المصريون والهدف منه تقبل الآخر.وهذا المثل موجود من مئات السنين قبل ظهور مصطلح تقبل الآخر والذى ظهر حديثًا دليل على التحضر وعدم العنصرية ومعناه إذا التقينا أو تقابلنا أو زرتك لاقينى بترحاب ومحبة وابتسام وسلام كما أنا حتى إذا كنت قريبًا أو غريبًا شبيهك أو اختلف عنك أو معك فأنا لا أريد طعامًا أو نقودًا ولكن أريد منك تقبلى كما أنا وهو ما ينطبق على البوركينى وأى شيء أو شخص اختلفت معه والحقيقة أن خناقة البوركينى هى نتاج بعض ما يدعون الثقافة والتحضر والعلم. وآراؤهم وما يروجون له فى المجتمع عكس ذلك تمامًا فهم بآرائهم وهجومهم على البوركينى يرسخون للفرقة والإقصاء فى المجتمع ويشيعون الفتنة بين فئات المجتمع وقد فعلوه من قبل بين المسيحيين والمسلمين فى الثمانينيات والآن يفعلون ما بين المسلمين والمسلمين بين المحجبات وغير المحجبات.
لعن الله من أيقظ الفتنة ويقومون بمهاجمة «البوركينى» وهم فى الحقيقة يهاجمون المنتقبات والمحجبات ويقومون ببث الفرقة وإقصاء الآخر فالمجتمع الذى تكشف عوراته مجرد حادثة صغيرة مجتمع هش يمكن تقويضه بسهولة من الداخل من أعدائنا فى الخارج المتربصين بنا وهم كثيرون. الفهم طريق الحرية..