الإثنين 7 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
الجاهـــــزية المصـــــرية ٠٠ وإردوغــــان

الجاهـــــزية المصـــــرية ٠٠ وإردوغــــان

مما لاشك فيه، وبعد موافقة مجلس النواب المصرى، خلال الجلسة العامّة السّرّيّة التى عُقِدت مساء الاثنين الماضى، على إرسال عناصر من قواتنا المسلحة فى مهام قتالية خارج حدود الدولة المصرية للدفاع عن الأمن القومى المصرى فى الاتجاه الغربى، وضد أعمال الميليشيات الإجرامية المسلحة، والعناصر الأجنبية الإرهابية، لها مَغزَى ومعان كثيرة وصل صداها لكل مكان فى العالم، وهذه الموافقة التى خرجت من مجلس النواب المصرى- وبالإجماع- إن دلت على شىء إنما تدل على أن مصر تمتلك رجالًا لا يُقَدَّرون بمال، كما أنها تدل على أننا دولة مؤسّسات محترمة، تحترم القواعد الأساسية للحفاظ على الدستور، وموافقة «100» مليون مصرى من خلال مجلس النواب على هذا القرار التاريخى، الذى رفع درجة حرارة المشهد فى المنطقة، يعنى أيضًا- وبعد طلب القبائل الليبية بضرورة تدخُّل الدولة المصرية للحفاظ على الأمن القومى المصرى الليبى- رفْضَ القاهرة التدخلات التركية السياسية والعسكرية فى الشأن العربى، التى تفتقر إلى أى سَنَد شرعى، بل تنتهك قرارات مجلس الأمن، سواء فى العراق أو فى سوريا أو فى ليبيا، وعلى الجانب الآخر ، كان قرار مجلس النواب صادمًا ومُثيرًا لغضب طرابلس وأنقرة، وهو ما كان واضحًا فى تصريحات مسئولين فى كل من العاصمتين، وإذا كان هناك إصرارٌ من الرئيس التركى رجب إردوغان على تخطّى الخط الأحمر الذى رسمته القيادة المصرية فى ليبيا، فى الأشهُر القليلة الماضية، إلّا أنه - وبعد قرار البرلمان المصرى بالتدخل فى ليبيا عند اللزوم، أدرك إردوغان أن الخطوط الحمراء لم تكن من الدولة المصرية فقط؛ إنما هناك خطوط حمراء أخرى يواجهها، سواء من موسكو، أو من الولايات المتحدة الأمريكية، هذا رُغم دعمهما له فى كثير من التصرفات والتدخلات فى شئون دول المنطقة، وفى اعتقادى أن ليس لإردوغان وحكومة السراج فى طرابلس الشجاعة لتنفيذ تهديداته بتجاوز تلك الخطوط الحمراء، وأنه إذا حاول أن يُجرّب الجاهزية المصرية، وأن يقترب بميليشياته من سرت والجفرة، فلن يجد ما يَسُرّه، إن أى تدخُّل عسكرى مباشر من الدولة المصرية فى ليبيا باتت تتوافر له الشرعية الدولية، سواء فى إطار ميثاق الأمم المتحدة فى حق الدفاع عن النفس، أو بناءً على طلب السُّلطة الشرعية الوحيدة المنتخبة من الشعب الليبى- وهى مجلس النواب- وأن هذا التدخل، سيكون حماية وتأمين الحدود الغربية لمصر، وعُمقها الاستراتيجى، وسرعة استعادة الأمن والاستقرار على الساحة الليبية باعتبارها جزءًا لا يتجزأ من أمن مصر واستقرارها.. وتحيا مصر . 