دراما «نجمين فى الحلال»!

سمر فتحى
يبدو أن البطولات الجماعية عادت من جديد لتطرُق بابَ الدراما التليفزيونية وتعيدنا إلى العصور الذهبية التى كان يستطيع فيها كبارُ المُخرجين أن يُقدّموا أعمالًا تجمع «باقة» من نجوم الصف الأول فى مسلسل واحد. فمَن ينسَى (ليالى الحليمة، هوانم جاردن سيتى، زيزينيا، حديث الصباح والمساء) وغيرها من الأعمال الخالدة التى جمع كل مَشهد فى كل حلقة منها نجومًا من العيار الثقيل، وهو الأمر الذى غاب لسنين طويلة عن الشاشة؛ حيث تم استبداله بدراما النجم الواحد مع الاستعانة بنجوم الصف الثانى والثالث.. البطولة الجماعية بدأت فى العودة فى السنين الماضية، ولكن على استحياء، لكنها فى المرحلة المقبلة ستعود بقوة من خلال جرعة مكثفة من الثنائيات بين النجوم والنجمات، سواء لأعمال يتم إعدادها لتشارك فى موسم رمضان 2021م، أو من خلال أعمال أخرى تعرض خارجة.
الناقدة «ماجدة خير الله» تحدّثت عن فكرة البطولات الجماعية التى اختفت لفترات طويلة قائلة: «التجارب الدرامية مثل مسلسل (ليالى الحلمية) الذى شاهدنا من خلاله «يحيى الفخرانى» أمام «صلاح السعدنى» أو السينمائية مثل فيلم (العار) الذى ظهر فيه الثلاثى «حسين فهمى، محمود عبدالعزيز ونور الشريف» وغيرها من الأعمال كانت ذات قيمة فنية كبيرة وأيضًا حققت مكاسب مادية، فمن وجهة نظرى أرى أن أقوى الأعمال فنيّا وجماهيريّا هى التى تجمع بين بَطلين من الصف الأول، لديهما ثقل فنى كبير.. وأظن أن هذا سوف يتحقق من خلال مسلسل (نسل الأغراب) الذى سيجمع بين «أحمد السقا وأمير كرارة».
مسلسل (نسل الأغراب) الذى أعلنت عنه شركة (سينرجي) تَحدّث إلينا مؤلفه ومخرجه «محمد سامى» قائلًا: «إن العمل بالكامل مفاجأة بكل المقاييس والمعايير، وهذا ما أبحث دومًا عنه، التطوير، والبُعد عن التابوهات المعتادة.. وبالنسبة للمسلسل سيكون مَلحمة درامية صعيدية من العيار الثقيل، وفكرة تعاون نجمين بقدر «كرارة والسقا» ستعطى مساحة أكبر وأقوى لنجاح هذا العمل؛ خصوصًا أن كليهما سوف يبذل أقصى ما لديه من جهد دون أى مَشاعر غيرة أو كراهية؛ ليظهر العمل بالشكل الذى يليق به، وهذا هو المطلوب».
ويضيف «سامى» قائلًا: «فكرة البطولات الجماعية والاهتمام بأدق التفاصيل وإعطاء كل دور وشخصية حقها ليست حسابات شخصية ولا مسألة خاصة، ولكننا كفريق واحد نهدف لتقديم عمل جيد ومتميز ومختلف».
أيضًا عزم صانعى مسلسل (الاختيار) على تقديم جزء ثانٍ من العمل يُعرض فى رمضان 2021م، وكان الجزء الأول قد قدم قصة الشهيد «أحمد منسى». والجزء الجديد سيتناول بطولة أخرى من بطولات الجيش المصرى ويُجسدها هذه المرّة النجم «كريم عبدالعزيز»، الذى من المتوقع أن يتقاسم معه البطولة النجمان «آسر ياسين» و«محمد عادل إمام».
ومن عمل درامى وطنى يرصد بطولات الجيش المصرى إلى عمل وطنى آخر يُجسد ثلاثة أضلاع محورية بالمجتمع هو مسلسل (القاهرة- كابول)، الذى تعطل استكمال تصويره خارج البلاد بسبب فيروس «كورونا». والذى يقدم نموذج الإرهابى المتطرف ويُجسده «طارق لطفى» والإعلامى «خالد الصاوى» وضابط أمن الدولة الذى يقدم دوره «فتحى عبدالوهاب»؛ ليجتمع فى (القاهرة- كابول) ثلاثة نجوم دفعة واحدة.
أيضًا كشف المنتج «صادق الصباح» أن مسلسله المقبل سيجمع كلّا من «عمرو سعد» و«مصطفى شعبان». المسلسل الجديد ينتمى إلى نوعية الأعمال الدرامية الاجتماعية ذات الطابع الشعبى. وقد صرّح «الصباح» أن فكرة تواجُد بَطلين فى مسلسل واحد تساهم بشكل كبير فى نجاح العمل فنيّا وتسويقيّا أيضًا.
من ناحية أخرى، يُنتظر تجدُّد المشاركة بين كل من «هشام ماجد» و«شيكو» فى الجزء الثانى من مسلسل (اللعبة)، الذى انتشرت أخبارٌ حول تقديمه فى رمضان المقبل.
لم تكن هذه هى الجرعة الوحيدة من الثنائيات التى حرص صُناع الدراما على تقديمها؛ وإنما ينتظر أيضًا عرض عدد من الأعمال الدرامية التى تعتمد على البطولات النسائية المشتركة، بالتحديد خمسة مسلسلات فى مقدمتها مسلسل (بدر البدور) بطولة كل من «روبى» و«درة»، من تأليف «مريم نعوم» وإخراج «محمد ياسين»، ومن المقرر أن يبدأ التصوير فى نهاية الشهر الجارى؛ حيث إن المسلسل ينتمى إلى نوعية الأعمال ذات الـ 45 حلقة.
أمّا ثانى المسلسلات فهو عودة الثنائى «دينا الشربينى» و«ريهام عبدالغفور» من جديد بعد تألقهما فى مسلسل (زى الشمس) العام قبل الماضى.. العمل الجديد مأخوذ أيضًا عن فورمات أجنبى مثل (زى الشمس).
كما تعود «هيفاء وهبى» بعد غيابها العام الماضى بسبب عدم عرض مسلسلها (أسود فاتح).. لتتقاسم بطولة المسلسل المقبل مع «روجينا» التى تألقت فى رمضان الماضى من خلال دورها فى مسلسل (البرنس). ورُغم الأخبار التى انتشرت مؤخرًا عن وجود خلافات بين الثنائى «هيفاء وروجينا»؛ فإن «روجينا» نفت ذلك تمامًا، مؤكدة أن كل هذه الأقاويل غير صحيحة وأنها اعتادت على مثل تلك الأخبار ولا تنظر إليها أو تضعها فى اعتبارها وتفضل التركيز فى عملها أكثر من أى شىء آخر. وكشفت «روجينا» أيضًا أن فكرة البطل الأول والثانى وغيرها من المسميات أصبحت أمرًا غير معترف به الآن؛ خصوصًا أن الحُكم على الأدوار والشخصيات يعود للجمهور، كما أن العمل الدرامى يعتمد على خيوط متجانسة ومترابطة، فلا يمكن أن يكون البطل هو المتصدر للصورة وباقى النجوم صامتين، فكل ممثل يحرك الأحداث حسب الشخصية التى يجسدها.
أمّا «مى عمر» فسوف تقدم عملًا دراميّا جديدًا من بطولتها يحمل اسم «لؤلؤ»، الذى تجسد فيه دور مطربة تحلم بالغناء والشهرة، وتقاسمها البطولة «نجلاء بدر».
ورُغم أننا كنا فى انتظار العمل الذى سيجمع بين «منى زكى» و«أمينة خليل» وهو مسلسل (تقاطع طرُق)؛ فإن «أمينة» اعتذرت بسبب ارتباطها بمشاريع سينمائية أخرى لتحل محلها التونسية «عائشة بن أحمد».
فى النهاية، تعلق الناقدة «ماجدة موريس» على فكرة البطولات المشتركة قائلة: «إن ما يطرأ على الدراما التليفزيونية الآن هو مكسب كبير لتطور الصناعة بطرح موضوعات مختلفة، ذات قيمة فنية عالية، وفكرة تواجُد البطولة المطلقة والتركيز مع بطل واحد دون غيره وفرد مساحة كبيرة له كان عاجلًا أمْ أجلًا ستتلاشى مع الوقت؛ لتتأكد فكرة أن كل ممثل بالعمل حتى إن قدّم مَشهدًا واحدًا من الممكن أن يترك بصمة أو يكون محركًا لأحداث العمل بالكامل، وهذا هو الهدف من البطولات الجماعية التى تستهدف فى المقام الأول تواجُد عمل فنى كبير ومختلف يظل فى ذاكرة الدراما دون أن يمر مرور الكرام».