
كريمة سويدان
رفـع الحظر.. ووعى المواطن
لا بد للبشرية من أن تستفيد من دروس التاريخ وتستوعبها، ففى عام «1918» ضربت الإنفلونزا الإسبانية العالم لمدة عامين، ضربته على ثلاث موجات، نتج عنها نحو خمسين مليون وفاة، وكانت معظم الوفيات قد حدثت فى الموجة الثانية، واتضح أنه عندما شعُر الناس بالاختناق من إجراءات الحجر الصحى والتباعد الاجتماعى، اضطرت الحكومات لرفع الحجر الصحى وتخفيف الإجراءات الاحترازية بعد الموجة الأولى، فابتهج الناس وخرجوا إلى الشوارع، دون مراعاة لأى تقارب أو اختلاط، مما نتج عنه ارتفاع عدد الوفيات وكانت بالملايين فى الموجة الثانية، فلا بد من الاستفادة من التاريخ، فاليوم بقرار مجلس الوزراء المصرى، إلغاء حظر التجوال ابتداءً من اليوم السبت الموافق «27 من يونيو الجارى»، والذى بدأ فى مارس الماضى بسبب فيروس كورونا المستجد، لا يعنى عودة الحياة بشكل طبيعى، خصوصًا فى هذه المرحلة الصعبة، ولا يعنى أيضًا أن مصر خالية من الفيروس، ولكن هذا يعنى أن دائرة الانتشار المجتمعى للفيروس بدأت تنخفض وأننا - ومثل باقى دول العالم - مضطرون لرفع الحظر لتنشيط الاقتصاد المصرى والعالمى قبل أن يحدث الانهيار لدول كثيرة، ورفع الحظر وإعادة الحياة إلى شبه طبيعتها يعنى أن حكومات دول العالم قد ألقت بالمسئولية على شعوبها، ومن يريد حماية نفسه فليفعل، ومن يريد أن يُلقى نفسه فى التهلكة فليفعل، مع الوضع فى الاعتبار أن أى دولة فى العالم لن تبخل على مواطنيها من توفير العلاج وأماكن فى المستشفيات عند الإصابة، إذن رفع الحظر لا يعنى العودة إلى المخالطة الكاملة، وإقامة الولائم والتجمعات والحفلات، وننسى أن فيروس كورونا المستجد لا يزال خطيرا وموجودا، ومحاولات إيجاد علاج له أو تطعيم ضده قائمة على قدم وساق من جانب مختلف دول العالم، ولا بد من أن نعى جميعا أن كورونا المستجد لم يمت، وأنه لا بد من اتخاذ المزيد من الحيطة والحذر، ونسأل الله أن يحفظنا جميعًا وبلادنا من كل سوء ومكروه.. وتحيا مصر..