الثلاثاء 8 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
ماذا يُريدون مـن مصـر؟

ماذا يُريدون مـن مصـر؟

التصعيد المفاجئ والمتزامن فى ملف سد النهضة والملف الليبى يؤكد أن هناك جهة واحدة هى المتحكمة فى هذين الملفين، وهدفها تضييق الخناق على مصر من جميع الجهات، وتشتييت جهودها وقوتها على أكثر من جبهة.



 

فمصر تتعرض بالفعل فى هذه الأيام الصعبة التى انتشر فيها فيروس كورونا المستجد على مستوى العالم - وعلى جميع المستويات من الدور الاستراتيجى القومى، إلى الأمن الوطنى الجغرافى، ومن الريادة الثقافية، إلى الاكتفاء الاقتصادى والكفاية الاجتماعية - والأمن الوطنى المصرى فى بُعده الإفريقى والإسلامى، يتعرض حاليًا إلى تحديات خطيرة هى الأولى من نوعها فى التاريخ، حيث تتحرك بعض دول حوض النيل لمحاولة تقليص حصة مصر من مياه نهر النيل، وهو ما سيؤثر على البلاد، وسيحول مصر من قوة زراعية وصناعية إلى اقتصاد خدمات، وهو ما سيجعل رد الفعل المصرى على هذه المؤامرة الحقيقية، أكثر من متوقع، ويأتى الملف الليبى أيضًا والأطماع الخارجية فى ليبيا ليطرح نفس السؤال ماذا يريدون من مصر؟ ولماذا الإصرار على تحويل مصر لنسخة أخرى من سوريا؟!.

 

من المعروف أن جيش مصر العظيم عقيدته القتالية دفاعية بالدرجة الأولى، بمعنى أنه يُدافع عن الوطن وأمنه القومى بمفهومه الشامل، ولا يعتدى على أحد، كما أنه من المعروف أن ليبيا امتداد للأمن القومى المصرى، لذلك مواجهة الغازى المعتدى الأردوغانى واجب وطنى، خاصة أنه - وفى السنوات الأخيرة - تعرضت مصر والمنطقة العربية كلها لخطر داهم، بهدف تفتيت وتقسيم أوطاننا، ونشر الخراب بين أرجائها، وتشريد شعوبها ونهب ثرواتها، وما من منطقة من مناطق الوطن العربى تظهر فيها آثار هذا المخطط، إلا ونجد الدور التركى الإجرامى المشبوه حاضرًا - وبقوة - فى المشهد، هذا بالإضافة إلى قيام أردوغان بفتح الأبواب على مصراعيها لجماعات الإرهاب، وتوفير البيئة الحاضنة لهم للقيام بدورهم فى هذا المخطط الإجرامى.

 

ولو نظرنا إلى الموقف المصرى من القضية الليبية فى وقتنا الحالى لوجدنا أنه ينطلق من الحفاظ على وحدة الشعب الليبى وتلاحمه، ويعمل على تجنب إراقة الدماء وإنهاء الصراع، وبما أننا على علم باعدائنا وأهدافهم الدنيئة، فالوقوف فى وجه من يريد بنا سوءا، هو أحد أهم أولويات الأمن القومى المصرى.. وتحيا مصر.