
زينب حمدي
لا تلوموا الفقراء..!
د.عوض تاج الدين وزير الصحة السابق وعالم الأمراض الصدرية والجهاز التنفسى ومستشار الرئيس للصحة النفسية صرح أن الناس السبب فى زيادة أعداد المصابين بالكورونا وزيادة أعداد الوفيات، وقالت نفس الكلام قبله وزيرة الصحة ويردده الإعلام فى لوم على الناس، وإن كان هذا حقيقة لا تلوموا الفقراء والبسطاء من الناس هؤلاء لهم عذرهم ومضطرون للخروج للعمل للحصول على لقمة العيش ويمثلون الشريحة الأكبر من الشعب ولا يستطيعون شراء الكمامات والكحول حتى لو بالأسعار المنخفضة التى وفرتها الحكومة مؤخرا مشكورة، فأسعارها تشكل عبئا ماديا عليهم خاصة أنها متكررة يوميا والشريحة الأكبر لا تملك قوت يومها فكيف ستلتزم.. ولوموا الأغنياء والمليونيرات من الفنانين والمشاهير ورجال الأعمال الذين يقيمون الحفلات ويضربون بالإجراءات الاحترازية التى أوصت بها الحكومة عرض الحائط، وهو ما حدث فى إجازة العيد الفائتة، حيث أقام رجل الأعمال أبوهشيمة حفلا فى الجونة حضره حوالى ألف شخص من رجال الأعمال والفنانين والإعلاميين والنتيجة إصابتهم بالكورونا ومازال بعضهم وأسرهم قيد «رهن» الحجر المنزلى حتى الآن وأيضا محمد رمضان الذى أقام حفل زفاف لأخته فى فيللا فى الطريق الصحراوى حضره عشرات المعازيم والمفروض أن الفنانين ورجال الأعمال والمشاهير قدوة للناس والأكثر مساندة لحكوماتهم فى أزمة «كورونا»، والواجب عليهم أن يساندوا الدولة حتى تتخطى هذه الأزمة الطاحنة بأقل الخسائر فى الأرواح وفى الاقتصاد، ليس بالالتزام بالإجراءات التى اتخذتها الحكومة فقط، ولكن أيضا بالتبرع لهؤلاء الفقراء الذين فقدوا أعمالهم والتبرع للمستشفيات التى تعانى نقصا فى المستلزمات وأجهزة التنفس وحتى تستطيع مواجهة الأعداد المتزايدة من المصابين.
حماكم الله وحمانا وحمى الجميع من فيروس «كورونا» الشرس فهو لا يفرق بين غنى وفقير، ولهذا أطلق عليه الفيروس العادل ومطلوب من الجميع الفترة المقبلة الالتزام، فالطريق الوحيد للوقاية هو البقاء فى البيت وعدم الخروج إلا للضرورة والبعد عن الزحام والتباعد الاجتماعى وارتداء الكمامات واستخدام المطهرات والمسارعة فى عمل الخير والدعاء إلى الله أن يحمى مصر.
الفهم طريق الحرية.