الثلاثاء 8 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
الربيع الأمريكی

الربيع الأمريكی

الأحداث التى تشهدها الولايات المتحدة الأمريكية هذه الأيام  والفوضى الناجمة عنها، ذكرتنى بما مرت به مصر عام «2011» - وسمى بالربيع العربى - وحتى الآن، خاصة أن هذه الأحداث خلٌفت وضعًا يصعب علاجه، نظرًا لاستغلال حادث مقتل المواطن الأمريكى من أصول أفريقية «جورج فلويد» لخدمة اتجاهات متطرفة عنصريًا وعرقيًا - وحتى دينيًا - وهى نفس الفوضى التى رسمها أوباما رئيس أمريكا السابق على بلادنا من قبل باستخدام أدوات مختلفة، إن استغلال الأحداث - وإن كانت بغيضة - لإحداث فوضى عارمة لا يكسب منها إلا من خطط  للفوضى، وللأسف الشعوب هى عادة التى تدفع ثمنًا باهظًا لاستعادة النظام، بينما يظل الأثر الاجتماعى السيئ قد يحتاج إلى أجيال لكى يزول، والغريب أن الاحتجاجات الأمريكية على خلفية مقتل المواطن الأمريكى قد دخلت الأسبوع الثانى على التوالى، وشهدت أعمال عنف ونهب وسرقة لمحال وشركات تجارية، وحرق وتدمير سيارات للشرطة، ومبانٍ حكومية، مما دفع حكام بعض الولايات إلى فرض حظر التجوال أو إعلان حالة الطوارئ، هى نفس الاحتجاجات والأحداث الذى شهدتها بلادنا فى «2011»، ولكن الرئيس ترامب رئيس الولايات المتحدة الحالى، ورغم أن بلاده كانت وراء أحداث الربيع العربى كلها، إلا أنه أعلن أن الاحتجاجات السلمية مسموح بها فى إطار حفاظها على السلمية وعدم الانحراف عن مسارها، كما أنه طالب حكام الولايات نشر قوات إضافية للسيطرة على الأوضاع فى ظل انتشار المظاهرات وأعمال العنف والتخريب، كما أكد على نشر آلاف الجنود المدججين بالسلاح لوقف أعمال العنف والشغب، فى حين أن الإدارة الأمريكية كانت ترى أن جيش أى دولة مكانه ثكناته، إنما عندما يتعلق الأمر بأمريكا فكل القواعد والقوانين تتغير، ورغم أن تشريح جثة المواطن الأمريكى ذي الأصول الأفريقية كشف عن أنه قُتل بعدما توقف تدفق الدم إلى المخ بسبب الضغط على رقبته أثناء تقييده من قبل الشرطة، إلا أنه تم توجيه تهمة القتل الخطأ للشرطى القاتل، مما أثار غضب الشعب الأمريكى، وهو ما ذكرنى بحادثة وفاة خالد سعيد فى مصر، وقيام منظمات حقوقية من داخل مصر وخارجها - خاصة فى أمريكا - باتهام الشرطة المصرية بقتل وتعذيب المعارضة المصرية، والتى كانت بعد ذلك سببًا فى أحداث «2011» وما شهدته البلاد من فوضى وخراب جراء وصول جماعة الإخوان الإرهابية للحكم، وإن دل هذا على شىء إنما يدل على ازدواجية السياسة الأمريكية التى تنادى دائما بالحرية والمساواة فى العالم، بينما تتقاعس عن تطبيقها داخل بلدها، ولأن الأحداث التى تشهدها أمريكا اليوم تتشابه مع أحداث «28» يناير «2011» من حرق المنشآت عمدًا - ومنها أيضًا أقسام الشرطة - نقول ما أشبه الليلة بالبارحة.. وتحيا مصر.