زينب حمدي
الحمد لله على الصحة؟!
مَضى عيد الفطر، ومضت إجازة العيد 9 أيام بالكامل.. عيد الفطر هذا العام كان مختلفًا، وأيضًا الإجازة بسبب «كورونا» لا مظاهر للعيد لا فرحة.. أخبار «كورونا» تسيطر على الإعلام، أعداد الإصابات فى تزايد وأيضًا أعداد الوفيات، الإجازة ليست كالإجازات، لا خروج، لا تنزه، الناس محبوسون خائفون قلقون مرعوبون، التحذيرات شديدة، ممنوع الخروج «خليك فى البيت عشان صحتك وعشان الوطن»، ممنوع السير على الكورنيش حتى فى فترة عدم الحظر التى تبدأ من السادسة صباحًا حتى الخامسة مساءً، ممنوع الوقوف على الكبارى، الشرطة تمنع وقوف السيارات التى يريد أصحابها استنشاق نسيم الصباح، ممنوع ركوب المراكب فى النيل وهو ما تعود المصريون قضاء أعيادهم وإجازاتهم، ناهيك عن إغلاق المتنزهات والحدائق والنوادى والمطاعم والكافيهات، ممنوع التقارب بين الأسرة الواحدة.
أكثر من شهرين ومنذ بداية الجائحة «كورونا» ونحن فى حَجْر وحظر إجبارى وطوعى وتباعُد لا يرى الناس بعضهم البعض والوسيلة الوحيدة للتواصل «الموبايل»، نعيش ويعيش العالم فى توتر وقلق وضباب وخوف من الإصابة «بالفيروس» اللعين وأيضًا فى حرب وجهاد نفسى وعصبى مع «الفيروس»، محرومون من رؤية أقرب الناس إلينا؛ أجدادنا وأبناؤنا، أحفادنا، آباؤنا محرومون من حضنهم وتقبيلهم وحتى لمسهم، كل أسبوع تأتى ابنتى وابنها ذو الـ3 سنوات لرؤيتنا والاطمئنان على والدها المريض؛ لأننا كبار السن وممنوع خروجنا حتى فى الضرورة؛ لأن مناعتنا ضعيفة ومعرّضون أكثر للإصابة «بالفيروس»- كما يقول أبناؤنا، ومنظمة الصحة العالمية- تقف فى الشارع على الرصيف تحت العمارة وننزل لها حتى ترانا ونراها هى وحفيدنا ترتدى الكمامات والقفازات ونحن أيضًا وتمسك بيدها زجاجة الكحول وباليد الأخرى ابنها بمجرد أن يرانا يحاول ترك يدها والانطلاق نحونا حتى نقوم بحمله وحضنه كما تعوّد فتنهره أمه وتمنعه وتقول له (نو.. أنا مش حاجيبك تانى تشوف جدو ونانا)، أمّا الخوف الأكبر الآن فهو عدم وجود مكان للعلاج لو قدر الله وأصبنا بالفيروس أو أصيب أحد أحبابنا بعد أن أعلنت وزارة الصحة اكتظاظ المستشفيات بالمرضى وعدم وجود أماكن بها وأن من يصاب بالأعراض عليه أن يلزم منزله وأيضًا عن المبالغ الكبيرة التى أعلنت عنها المستشفيات الخاصة لعلاج «الكورونا» مستغلة عدم وجود أماكن فى المستشفيات الحكومية.
«ابقى فى البيت»..
الفهم طريق الحرية..؟!







