الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
 أزمة كورونا ٠٠ والتعلم عن بُعد

أزمة كورونا ٠٠ والتعلم عن بُعد

إن المرحلة التى تمر بها مصر والعالم كله غير مسبوقة، استدعت اتخاذ مجموعة من التدابير فى ملفات عديدة للخروج من جائحة فيروس كورونا - وعلى رأس هذه الملفات التعليم والبحث العلمى - حتى نستطيع تجاوز هذه الأزمة بأقل خسائر ممكنة، لذا كان الاهتمام الكبير للرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية  بالمشروعات القومية والمشاريع البحثية التابعة لوزارة التعليم العالى والبحث العلمى، وعلى رأس أولوياته، خصوصا أن التعليم عن بُعد أصبح حالياً موجوداً فى العديد من دول العالم، وهو ما يشير إلى أن التعليم العالى فى مصر سيشهد تغيراً ملحوظاً بدءاً من العام المقبل، حيث إنه من المتوقع إنشاء عدد من كليات الطب الجديدة، خصوصا أن أعداد الأطباء بالنسبة لأعداد المواطنين فى مصر ما زالت أقل من النسبة العالمية، كما كانت أزمة فيروس كورونا أيضاً سبباً رئيسياً فى الإسراع فى رقمنة الجامعات، خصوصا  أن الجامعات المصرية تضم ما يقرب من «450» كلية نظرية وعلمية وتطبيقية فى تخصصات تختلف من جامعة لأخرى، والعالم يتيح للجامعات الاستقلالية فى ضوء خصوصية المناهج وتنوعها، وهو ما يُعطى أهمية قصوى لبناء قاعدة عريضة من النابغين علمياً من طلبة الجامعات، وذلك لصقل جيل من الكوادر الشابة يُعزز من جهود الدولة نحو تحقيق التنمية الشاملة فى جميع المجالات، مع التركيز على زيادة التخصصات العلمية فى الفيزياء والهندسة وعلوم الحاسب الآلى، التى تمثل الأساس للعلوم والتطبيقات التكنولوجية الحديثة والذكاء الاصطناعى، ولا ننسى دعم الدولة الحالى للتجارب الإكلينيكية فيما يتعلق بفيروس كورونا المستجد، خصوصا فى ظل التميز الإقليمى والدولى للأبحاث السريرية والمعملية، التى أجرتها الجامعات والمراكز البحثية المصرية فى هذا الإطار، مع الاستفادة من النماذج الناجحة للدول المتشابهة فى الظروف البيئية والمجتمعية والصحية مع مصر، كما آصبح دعم آليات التعلم عن بُعد فى الجامعات مهم جداً الآن، وذلك عن طريق الاستفادة من الفرص التى تتيحها التكنولوجيا لتيسير العملية التعليمية للطلاب فى فترة تعليق الدراسة، وهو ما يُعد من مكتسبات جائحة كورونا، وهو ما يُبشر أيضاً بإحداث نقلة نوعية فى مستويات الخريجين فى المستقبل القريب، بما يتناسب مع احتياجات سوق العمل فى مصر وخارجها، ويخدم رؤية «2030»، لذلك ستشهد المرحلة المقبلة عملاً مكثفاً لوضع المعايير الجديدة التى تتفق مع المعايير الدولية فيما يتعلق بالتعليم عن بعد، وتصميم المناهج، وتحديد الوسائل الوسيطة التى سيتم العمل من خلالها فى هذا المجال، مع التركيز على أساليب التعلم الفعٌال عن بعد، الذى أصبح واقعاً تفرضه علينا الظروف الراهنة ٠٠ وتحيا مصر 