
كريمة سويدان
التعايش السلمى مع كورونا
لا يوجد أحد فى العالم يعرف شيئًا عن متى تنتهى أزمة كورونا، سواء فى مصر أو خارجها، رغم أن الأزمة عالمية وليست عربية أو محلية، وبعد مرور أكثر من خمسة أشهر على تفشى هذا الفيروس اللعين، والمستجد، وبعد إجراءات الغلق والعزل التى طبقتها جميع دول العالم، وبعد إصابة أكثر من مليون و«352» ألف نسمة، ووفاة أكثر من «75» ألف نسمة على مستوى العالم، فأنا شخصيًا مع الفكرة التى انطلقت مؤخرًا فى مصر، وفى معظم دول العالم، وهى البدء فى التعايش مع فيروس كورونا، وليس المقصود بالتعايش هنا بأن تعود الحياة كما كانت قبل ظهور هذا الفيروس، ولكن ينبغى التعايش معه عن طريق الالتزام بالإجراءات والتعليمات التى تُصدرها المؤسسات الرسمية - سواء الصحية أو الأمنية - بكل دقة، لذلك ناقش مجلس الوزراء المصرى فى آخر اجتماع له، ملامح الخطة العامة للتعايش مع هذا الفيروس التى أعدتها وزارة الصحة والسكان المصرية -فى ضوء عدم اليقين بالمدى الزمنى لاستمرار أزمة فيروس كورونا- والتى تقوم على أساس اتباع كل الإجراءات الاحترازية اللازمة بصورة دقيقة وحاسمة فى مختلف المنشآت، وإعادة تقييم الوضع الوبائى كل «14» يومًا، للتصرف فى ضوء النتائج الموجودة على الأرض، وخاصة أن المرحلة الأولى من خطة التعايش تتضمن إرشادات عامة تلتزم بها كل المنشآت والأفراد العاملين فيها، مع استمرار غلق الأماكن التى تسبب خطرًا شديدًا لنقل العدوى، واستبدال خدمات التعامل المباشر مع الجمهور بالخدمات الإلكترونية، مع الاستمرار بتشجيع الدفع الإلكترونى، ونشر هذا السلوك بين المواطنين، وتشجيع الشراء باستخدام خدمة الشراء الإلكترونى والديليفرى، مع مراعاة إجراءات منع انتشارالعدوى، وفى حالة إعادة فتح المنشآت، لا بد من الالتزام بالقواعد العامة والإجراءات الملزمة، لكل مريدى هذه المنشآت، مثل الكشف عن درجة حرارة المترددين على المنشآة، وتوفير غرفة عزل لاستقبال أى عضو بالمنشأة تظهر عليه أعراض المرض أثناء العمل، مع خفض قوة العمل، وتوافر مستلزمات النظافة والتطهير، والمحافظة على التهوية الطبيعية لهذه المنشآت قدر المستطاع، مع التقليل من استخدام التكييفات كلما أمكن.. إن الدعوة بالتعايش مع فيروس كورونا تتطلب وعيًا شديدًا من جانب جميع المواطنين بالخطر المحيط بنا جميعًا، كما إنه يتطلب تكاتف جميع الوزارات والهيئات التنفيذية والرقابية فى مصر، لوضع ضوابط، وفرض عقوبات فورية حال عدم الالتزام بالتعليمات، وهذا لا يعنى التضحية بأرواح المصريين، أو الاهتمام بالاقتصاد أكثر من الأرواح، ولكن ببساطة شديدة هناك عالم جديد ظهر بعد هذه الأزمة العالمية، وينبغى التعايش مع هذا العالم بشكله الجديد.. وتحيا مصر.