الأربعاء 25 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الدبلوماسية الاستباقية تحاصر التدويل!

الدبلوماسية الاستباقية تحاصر التدويل!
الدبلوماسية الاستباقية تحاصر التدويل!


عندما خرج المصريون فى30 يونيو بكارت أحمر وصافرة يريدون إنهاء الفاشية لم يكونوا يعلموا أنهم بذلك يغيرون خريطة العالم ويربكون موازين القوى فلا عجب من الشطط فى ردود الفعل العالمى على ثورة مصر التى أجهضت أحلامهم فى المعزول مرسى ورفاقه.
 
لم يكن مناقشة الشأن المصرى الداخلى فى مجلس الأمن بالأمر الهين على المصريين الذين شعروا بالغيرة من الوفود الأجنبية التى جاءت لتجد حلا سياسيا مع مجموعة من القتلة والإرهابيين ولم تنجح.. وكذلك غضب المصريين أن يجدوا بعدها بأيام مصيرهم الذى اختاروه يناقش فى جلسة خاصة بالاتحاد الأورربى يليها جلسة رؤساء وزراء الاتحاد الأوروبى بتوصياتها الأخيرة التى حتما لم تهم المصريين بقدر ما همهم هذا التدخل الصارخ فى مصير شعب قرر التخلص من جماعة اختطفته وهددت أمنه ودولته بالإضافة لخيانة الأمانة.
 
قد يكون هذا التحرك العالمى لتعليق معونات وغلق سفارات وشجب وإدانة ينطوى على معنى إيجابى وهو أهمية مصر الكبيرة وعمقها الاستراتيجى بالنسبة للعالم.. بالإضافة للموقف العربى الذى عضد من موقف مصر.. ولكن مع ذلك ظلت بعض الدول تصر أن تكشف عن عدائها لأن يكون لمصر مستقبل مشرق بشكل تجاوزت فيه كل الأعراف الدبلوماسية كتركيا الذى فقد رئيسها صوابه ولا استبعد أن يتم إسقاطه بعد نجاح الثورة فى مصر وكذلك أوباما الذى أصبح المصريون يتمنون محاكمته على غرار محاكمة مرسى.
 
الخارجية المصرية تقوم بجهد دبلوماسى كبير من خلال أكثر من لجنة عمل تتواصل على مدار الساعة مع كل الأطراف الدولية والرد على الأحداث أول بأول وكذلك لتوضيح اللبس حول الأحداث وتطوراتها يوميا وكذلك على مستوى الاعلام كما يتم إمداد سفرائنا فى مختلف دول العالم بالتطورات اليومية ونقاط حديث وتوضيحات تتعلق بما يعتمد عليه الموقف والقرار المصرى كما يؤكد الوزير نبيل فهمى فى إطار تواصله المستمر مع وسائل الإعلام الأجنبية، أن مصر تعمل على التواصل مع كل الأطراف الخارجية، ومن بينها الاتحاد الأوروبى ودوله الأعضاء، بهدف نقل حقيقة الأوضاع الجارية فى البلاد خاصة الأعمال الإجرامية والإرهابية الأخيرة التى تشهدها، كما أدان فهمى وزراء خارجية الاتحاد الأوروبى لهذه الأعمال خلال اجتماعهم الأخير فى بروكسل، وقال: إن مصر كانت تأمل أن تكون هذه الإدانة مبكرة وبشكل أوضح مؤكدا التزام الحكومة المصرية بتنفيذ خارطة الطريق للمرحلة، كما أكد فهمى على نفس المعنى خلال لقائه مع نائب رئيس الوزراء ووزير خارجية بلجيكا «ديديه ريندر»، حيث صرح بدر عبدالعاطى المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية بأن فهمى أشار خلال الاجتماع إلى تأخر الاتحاد الأوروبى فى إدانته أعمال الإرهاب والعنف التى وقعت فى مصر مؤخراً، فضلاً عن عدم اتخاذ إجراءات قوية ضد الجماعات التى تمارس هذه الأعمال.
 
كما نقل «فهمى» رفض مصر الكامل النهج الأوروبى بالمساواة بين الإجراءات التى تقوم بها أجهزة الأمن لفرض النظام العام وبين مثل هذه الأعمال الإجرامية والإرهابية وهذا ما نقله   لنظيره اليابانى فوميو كيشيدا فى إطار سلسلة الاتصالات والمقابلات المكثفة التى أجراها فهمى ومنها لقاؤه بسفراء الاتحاد الأوروبى بمقر الوزارة قبل عقد الاجتماع بيوم.. حيث يشدد خلال تلك الاتصالات واللقاءات أن قرار الحكومة المصرية فيما يتعلق بالشأن الداخلى والخارجى للبلاد هو قرار مصرى خالص ينبع من إرادة شعبها الذى يرفض تماماً أى تدخل فى شئونه الداخلية تحت أى مبرر أو التأثير على القرار الوطنى.
 
الموقف السعودى والإماراتى والعربى لدعم مصر أحدث فارقا فى المعادلة وهذا ما عبر لنا عنه السفير ناصر كامل مساعد وزير الخارجية للشئون العربية حيث صرح لـ«روزاليوسف» بأن موقف السعودية وكل الدول العربية الرئيسية والمؤثرة لدعم إرادة الشعب المصرى التى تجلت فى 30 يونيو ورفض أى تدخل أجنبى فى شأنها شكل حائط صد منيع أمام أى محاولات للضغط أو التأثير على القرار الوطنى المصرى والالتفاف على إرادة الشعب المصرى وأن السعودية عندما تقف وقفه رجل واحد خلف مصر فإنها تؤكد أنها تحمى الأمن القومى العربى.. وأضاف لـ«روزاليوسف»: إن هذا الموقف لهو قدر يسير مما قدمته مصر على مدار تاريخها ومازالت للزود عن مصالح الأمة العربية، وأن الموقف العربى الداعم لمصر امتد من المحيط إلى الخليج العرب يدركوا أن 30 يونيو كانت ثورة لإرساء ديمقراطية جديدة انحرف حكم الإخوان عن إرسائها فى مصر.
 
فى الحقيقة مصر تخوض حربا حقيقية من أجل تحرير الإرادة وتحرير القرار الوطنى وهناك دول يرى البعض أن الجهد الدبلوماسى بها غير مجدٍ مثل جنوب أفريقيا لأن مصلحتها فى الحصول على ممثل لأفريقيا فى مجلس الأمن فى إطار توسيع وإصلاح مجلس الأمن يتعارض مع بقاء مصر فى الاتحاد الأفريقى لأنها المرشح الأقوى لهذا المقعد.. لذلك تستغل جنوب أفريقيا تلك اللحظة وهذا ينطبق على دول أخرى وهناك أمريكا وأوروبا التى تدافع عن مصالحها لذلك يرى البعض أن الدبلوماسية الثورية هى المنقذ لمصر ولكن الثابت والواقع أن الموقف حساس وأن هناك تدرجا فى استخدام الأدوات الدبلوماسية والبعض ينادى بدبلوماسية استباقية لا تنتظر الرد الفعل الغربى أو الدولى للتحرك بعده وإن كانت وزارة الخارجية المصرية تتبع تلك الدبلوماسية الاستباقية من خلال اتصالات وتحركات ولكن فى أحيان كثيرة لاتكن مادة إعلامية.
علينا أن نعترف أن تدويل الشأن المصرى قد حدث بالفعل ولكن المهم هو المدى الذى سيصل إليه وهل من المحتمل ان يكون هناك إجراءات ضد مصر.. تلك المخاوف عرضناها على السفير حاتم سيف النصر مساعد وزير الخارجية للشئون الأوروبية وهو نفسه رئيس اللجنة التى شكلتها وزارة الخارجية خصيصا لمتابعة ردود الفعل العالمية والرد عليها حيث قال لـ«روزاليوسف»: إن بيان الاتحاد الأوروبى رغم ما صدر به من حديث عن وقف المساعدات العسكرية فهو به اعتراف بالمرحلة الانتقالية والتشاور حول كيفية دعم المسار الديمقراطى وأن السفراء والمسئولين الأجانب الذين يتحدثون مع وزارة الخارجية هم يتناقشون فى المستقبل وأضاف سيف النصر لـ«روزاليوسف»: إننا أوضحنا فى لقاء سفراء دول الاتحاد الأوروبى عن العلاقات المصرية الأوروبية بنيت خطوة خطوة على مدى الأربعين عاما الماضية وتم خلق علاقات سياسية وإن أى موقف يتخذ لابد أن ننظر إليه فى إطار هذا الحجم من العلاقات وأنه ليس من المعقول أن توضع علاقات دول على المحك من أجل أمر هو فى الأساس شأن داخلى مصرى، وأضاف سيف النصر أنهم اضطروا أن يضعوا فى المسودة الأخيرة فقرة كاملة بها إدانة لأعمال العنف والإرهاب التى يقوم بها الإخوان.. سيف النصر قال لـ«روزاليوسف»: إن تقديره لعرض مجلس الامن فيما يخص مناقشة الشأن الداخلى المصرى به وأن الموضوع انتهى عند هذا الحد وأنه لا يتوقع أن يتم طرحه من جديد. وأكد أن مصر تسير فى طريقها بما يحقق مصالح شعبها وتطلعاته، أما عن اللجنة التى يرأسها فقال: إن اللجنة تمد سفارتنا بصفة مستمرة وبشكل يومى بكل كبيرة وصغيرة، مما يحدث فى مصر وتطلعها على جميع التطورات وكذلك تقوم بتقييم المواقف وتحليل رد الفعل الخارجى لتحديد أسلوب التعامل معه كما تقوم اللجنة بجهد إعلامى فهناك توزيع مهام داخل اللجنة للتواصل مع الإعلام الأجنبى والمراسلين وكذلك لمقابلة الوفود الإعلامية التى تزور مصر لمحاولة إطلاعها على ما يحدث فى مصر.