الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
لماذا لن يغضب الله لإغلاق "دور العبادة"؟!

لماذا لن يغضب الله لإغلاق "دور العبادة"؟!

01 إغلاق ضروري



 

 

إغلاق «دُور العبادة» ضرورة.. ضرورة مُلحّة.. ليس للأمر- هنا- علاقة بالأديان، من قريب أو بعيد.. إذ يتعلق الأمر- فى المقام الأول -  بالحشود والجماهير ووباء يضرب أرجاء العالم كافة..

 

سلامة المواطنين (أيًّا كانت ديانتهم) أولوية.. الحسم بإغلاق «دُور العبادة» (المسيحية والإسلامية) فى زمن الأزمة، ليست من قبيل «الترف الفكرى» أو التنظير الزائد.. الأمرُ جَلل.. والعواقب وخيمة.. والزحام هو الصديق الأقرب للفيروس الذى أرعب العالم (كورونا).. ومَسْكُ العصا من المنتصف  سيضر الجميع..

 

02 هل ستغضب السماء؟!

 

يقينًا.. لن تغضب السماء لأننا أغلقنا «دُور العبادة» حماية لعباد الله.. لن تنزل علينا صواعق السماء؛ لأننا سعينا إلى الحفاظ على حياة  الآلاف أو الملايين..

 

.. بيت اللهِ نفسُه (فى مكة) جرت عليه الأحكام ذاتها..

 

.. حماية النفس من أولويات الدين (أى دِين).

 

.. فى الشريعة الإسلامية يندرج هذا الأمرُ تحت عنوان «الضرورات الخمس»..

 

.. ينحاز- كذلك - جوهر التشريع عند تعارُض حق العبد (الحياة) مع حق الرب، نحو تقديم حق العبد.. وحق العباد هنا (لا عبد واحد فقط) يرجو منَّا أن نكون أكثر حسمًا وحزمًا فى التعامل مع قضية الحشود داخل دُور العبادة..

 

 

03 روزاليوسف والتناول

 

قبل شهر تقريبًا كنا الأجرأ فى «روزاليوسف» عندما طرحنا «قضية التناوُل» داخل الكنيسة، مع بداية الحديث عن جائحة «كورونا» العالمية..

 

.. فتحنا الملف على صفحات المجلة.. وقلنا إن الكنيسة على أبواب صراع لاهوتى جديد، عليها أن تحسمه قبل أن تتعقد الأمور.. إذْ إن طقس التناوُل يهدد بتفشى الوباء العالمى.. والاستغناء عن ملعقة الماستير (الملعقة المستخدمة فى سر التناول) يصب فى الصالح العام، وإن كان التصورُ الكنسى «التقليدى» يَعتبر هذا الأمرَ  أقدسَ أسرار الكنيسة السبعة (!).

 

.. لا أحد هنا يقترب من قدسية المُعتقد.. الاقتراب يسعى نحو حماية شعب بأكمله من جائحة لن تبقى ولا تذر..

 

04 سطوة رجال الدين

 

مع بداية أمس (الجمعة) كان ثمة موقفان غريبان.. رجال الدين (الإسلامى والمسيحى) يقتربون على استحياء من قرارات منع الصلاة داخل الجوامع والكنائس.. يخشون أن يُتهموا فى دينهم (رُغم أن المنع للحماية هو الأوجبُ دينيًا)..

 

.. أصوات أخرى من «رجال الدين» أنفسهم تتحرك لمناهضة التوجه العام (!).

 

.. مع صباح يوم الجمعة تجمَّع المصلون فى عدد من المناطق.. ونصبت القداسات فى أكثر من كنيسة(!).

 

جزمًا.. لا يَخشى المحرضون من رجال الدين على حياة المؤمنين(!)؛ إذْ لو خَشوا عليهم لطالبوهم بلزوم المنازل؛ إنما يخشى «رجال الدين» فى الواقع على سطوتهم ونفوذهم الدينى..

 

.. يسعون لكى لا يخسروا أهم عناصر نفوذهم الذاتى(!).. فلمَن سيبيعون - إذن - كلامَ الله؟!.. .. المعركة، هنا، ليست انتصارًا للسماء التى سترد الجَميل عندما تتضرع إليها آلافُ الأيدى لنجدتها من الوباء.. المعركة هنا (برستيج دينى) لأصحاب العمائم (أو حتى رجال الدين المودرن)!.

 

.. معركة على السُّلطة (ولكن من منظور مختلف).