الثلاثاء 8 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
وفاء شعب

وفاء شعب

جنازة عسكرية ضخمة، وجسد ملفوف بعلم مصر، تتقدمه الأوسمة والنياشين التى حصل عليها طوال حياته، وحداد عام فى الدولة كلها ثلاثة أيام، وتنكيس الأعلام فى مصر ومعظم الدول العربية حدادًا على روحه الطاهرة، وكل مؤسسات الدولة «الرئاسة، والمؤسسة العسكرية، والأزهر الشريف، والبرلمان المصرى»، كلها تنعى بكل الحزن والأسف رحيل بطل من أبطالك يا مصر، الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، الذى أبكانا حين تنحى عن الحكم فى «2011»، ويبكينا اليوم حين يرحل عن عالمنا، ثلاثون عامًا تقريبًا هى فترة حكمك للبلاد، اجتهدت وقصّرت، أصبت وأخطأت، لكن لا يمكن لأحد أن يُزايد على وطنيتك وحبك لمصر، التى آثرت البقاء فيها وأنت متهم، على الهروب منها والعيش فى منأى عنها، ويوم وفاتك خرج شعب مصر العظيم ليُبهر العالم من جديد، كعادته دائمًا فى المواقف والأحداث الفارقة، شعب مصر بهويته ومعدنه الأصيل، خرج اليوم - رئيسًا وحكومة وشعبًا - لتشييع جثمان واحد من قادة جيش مصر العظيم، وبطل من أبطال حرب أكتوبر المجيدة، ولا ننسى أن هذا الشعب العظيم رغم فرحته بثورة يوليو «1952» على الاحتلال الإنجليزى، فإن الناس بكت رحيل الملك فاروق إلى منفاه الاختيارى، ولم يقم الجيش المصرى بإعدام الملك رغم أخطائه، بل كان فى وداعه برأس التين، كما أن الجيش المصرى لم يقم بشنق الرؤساء «محمد نجيب، أو جمال عبد الناصر، أو محمد أنور السادات، أو مبارك» رغم أخطائهم، بل كان فى وداعهم حتى مثواهم الأخير، ولا ينبغى أن ننسى كيف قام ملثمون مجهولون بشنق الرئيس العراقى صدام حسين يوم عيد الأضحى المبارك ديسمبر «2006»، ولا قيام مجموعة من البلطجية بتعذيب الرئيس الليبى معمر القذافى فى حفرة أكتوبر «2011» حتى الموت، ولا قيام ميليشيات الحوثى بضرب الرئيس اليمنى عبدالله صالح ببلطة على رأسه مما أخرج مخه من جمجمته فى ديسمبر «2017»، أو موت فى الغربة مثل الرئيس التونسى زين العابدين بن على فى سبتمبر «2019»، بعد هروبه من بلده، ولكن الشعب المصرى وجيشه العظيم هم الذين يحترمون كبراءهم - مهما أخطأوا - إن الشعور العام بالحزن على الرئيس مبارك، إن دل على شىء إنما يدل على أن المصريين شعب محترم، يتميز بجينات عالية الجودة، مقارنة بمن حولنا، ولا ننسى أيضًا أن ما حدث من الرئيس عبدالفتاح السيسى، والشعب المصرى كله، بمثابة رد اعتبار لكرامة وسمعة ووطنية الرئيس الراحل حسنى مبارك. إن هذا الوطن العزيز هو وطن كل مصرى ومصرية يعيش فيه، ويحارب من أجله، ويدافع عن أرضه وسيادته ومصالحه، إن الوطن باقٍ والأشخاص زائلون، ومصر العريقة هى الخالدة أبدًا.. وتحيا مصر. 