السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
مستقبل الحرب علي الإرهاب!

أكثر من 20 ألف إرهابى يتبعون تنظيم الدولة : أحياء

مستقبل الحرب علي الإرهاب!

فى خطوة أخيرة؛ لاستشراف الأوضاع الإقليمية والدولية، فيما يتعلق بملف الإرهاب.. عبَّر التقرير الأحدث (التقرير الخامس والعشرون) الصادر عن فريق الدعم التحليلى ومراقبة العقوبات بالأمم المتحدة عن مكامن خطر الجماعات الإرهابية وتطورها، فى نحو 11 نقطة، ترسم فى مجملها خريطة التواجد التنظيمى لجماعات الإرهاب، انطلاقًا من أفغانستان، وحتى العمق الإفريقى. النقاط الإحدى عشرة، تتطلب - بطبيعتها - مزيدًا من القراءة المتأنية، فى الوقت الراهن.. إذ توضح إلى حد بعيد مآلات الحرب الدولية على الإرهاب.



بصورة إجمالية.. تدور تلك النقاط، حول الآتى:

 

1 شهدت الفترة الممتدة من يوليو إلى سبتمبر 2019م تسارعًا فى إعادة تشكيل تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام (داعش) كشبكة سرية فى الجمهورية العربية السورية، على غرار ما حدث فى العراق منذ عام 2017م.. إذ ساعد تحرر التنظيم من مسئولية الدفاع عن الأراضى التى كانت فى قبضته، على تكثيف هجماته فى المناطق التى كانت هادئة من قبل وكانت بيد حكومة الجمهورية العربية السورية فى العديد من أرجاء البلد. وعجّل السقوط النهائى لأرض «الخلافة» بوقوع حركة تنقل بشرى كبيرة شملت مقاتلى التنظيم ومؤيديهم ومعاليهم وغيرهم من اللاجئين والنازحين.

 

2 فى أعقاب ذلك.. حدث تطوران كبيران ذوا صلة بتنظيم الدولة الإسلامية فى أكتوبر الماضى: أولهما؛ إعلان الولايات المتحدة خفض قواتها تدريجيًا، وقيام تركيا باحتلال الشمال السورى.. وقد أثر ذلك فى توازن القوى فى شمالى الجمهورية العربية السورية وأبرز هشاشة ترتيبات الاحتجاز التى اتخذتها السلطات المحلية والجماعات المسلحة من غير الدول فيما يخص النازحين والمحتجزين.. ويقدر الدول الأعضاء أن عدة مئات من الأفراد المرتبطين بتنظيم الدولة الإسلامية، ومن ضمنهم مقاتلون، فروا من أماكن إقامتهم فى أكتوبر الماضى، رغم أنه ليس من الواضح كم عدد الذين أُعيد احتجازهم ولا عدد الذين ظلوا طلقاء، وهل هناك أى تغير مهم فيما يرتبط بذلك من تهديد.

 

3 فى 26 أكتوبر، أيضًا، أسفرت عملية قادتها الولايات المتحدة عن مقتل زعيم تنظيم «داعش» (أبى بكر البغدادى) فى محافظة إدلب فى الجمهورية العربية السورية، وفى غضون أقل من 24 ساعة من ذلك، نُكب التنظيم بضربة ثانية حيث قتل المتحدث الرسمى أبوالحسن المهاجر فى غارة جوية على مقربة من هناك، وأعلن التنظيم «أبا إبراهيم الهاشمى القرشى» خليفة للبغدادى فى 31 أكتوبر 2019م.

 

4  تعتقد بعض أجهزة الاستخبارات الدولية أن «أبا إبراهيم» الزعيم الجديد لتنظيم الدولة الإسلامية هو فى الواقع أمير محمد سعيد عبدالرحمن المولى.. غير أنه لا يمكن تأكيد ذلك. وكان «المولى» نائبًا للبغدادى فى السابق.. وحدا أصله التركمانى ببعض الدول الأعضاء إلى القول بأن اختياره قد لا يكون سوى اختيار مؤقت حتى يتمكن التنظيم من العثور على أمير ينحدر من أصول هاشمية قرشية.. ويكون باستطاعته بالتالى أن يحظى بالمؤازرة التامة من المقاطعات النائية.

 

5 عقب الإعلان عن تعيين «أبى إبراهيم» سخّر المكتب الإعلامى المركزى التابع للتنظيم وسائل الدعاية لإقامة سلسلة من عمليات تقديم الولاء ظهرت فيها مجموعة صغيرة من المؤيدين زعموا أنهم موجودون فى المواقع التالية: سيناء وبنجلاديش والصومال وباكستان واليمن وولاية خراسان (أفغانستان) وحوران (جنوبى الجمهورية العربية السورية) وتونس وغرب إفريقيا ووسط إفريقيا والشام (شرقى الجمهورية العربية السورية) والفلبين والصحراء الكبرى والعراق وليبيا وإندونيسيا.. وأظهرت عمليات تقديم الولاء المذكورة الإصرار نفسه الذى أبداه التنظيم فى السلسلة السابقة من عمليات تجديد الولاء التى أعلنت قبل مقتل البغدادى أواخر يونيو، وبداية يوليو الماضيين.. وحضرها مجموعات صغيرة من المؤيدين زعموا أنهم موجودون فى غرب إفريقيا و«جنوب - شرقى» آسيا والقوقاز (شمالى القوقاز) وولاية خراسان (أفغانستان) وأذربيجان وليبيا وتركيا وتونس (بحسب تتابع إعلانات الدعم زمنيًا..) غير أن بعض الدول الأعضاء التى لها صلة بالأمر قد شككت فى صدقية أن يكون ذلك البث دليلاً على أى وجود للتنظيم فى المواقع التى ادعى وجوده فيها. .. وعلاوة على ما سلف، سوف يواجه التنظيم فى المدى الطويل صعوبة فى تحميس مؤيديه، لاسيما منهم الكائنون فى المواقع الأشد بعدًا، حيال القائد الجديد من دون تعريضه للخطر بحمله على التواصل المباشر وتأكيد هويته.

 

6 ترى الدول الأعضاء - فى تقدير مؤقت منها - أن التوجه الاستراتيجى للتنظيم لن يتغير فى عهد القائد الجديد على الأرجح، وبث «البغدادى» رسالة صوتية فى 16 سبتمبر يجدد فيها التركيز على منطقة التنظيم الأساسية، ثم أشار إلى أن محنة المحتجزين واللاجئين التابعين للتنظيم هى «الأمر الأسوأ والأهم»، وحث على بذل الجهود لتحريرهم. وقد لا يكون للتنظيم القدرة الوافية لاستيعاب الأفراد والمعالين الفارين، غير أنه بذل جهودًا للإعداد لإرسالهم إلى الميدان وتوجيههم إلى محافظة إدلب، حيث يمتلك موارد ومرافق. ولعل هذا مما يضاعف صعوبة التحديات الأمنية والإنسانية المطروحة بالفعل فى مخيم الهول وغيره من مرافق الاحتجاز الموجودة بالمنطقة، ويزيد من الطابع الملح للتحديات الأمنية والإنسانية.

 

7 لاتزال مسألة الإرهابيين الأجانب مطروحة بحدة، إذ ما فتئت الدول الأعضاء تعتقد أن ما يتراوح بين نصف وثلثى الأشخاص الذين انضموا إلى «الخلافة» وعددهم أكثر من 40000 شخص، لايزالون أحياء، ويتوقع أن يزيد هذا الوضع من حدة الخطر العالمى الذى يشكله التنظيم، وربما تنظيم «القاعدة» فى السنوات المقبلة.

 

8 لاتزال أفغانستان تمثل منطقة النزاع التى تثير أشد القلق لدى المجتمع الدولى خارج المنطقة الأساسية لتنظيم الدولة.. وهى إلى حد ما البلد الذى يتكبد من الخسائر الناجمة عن الإرهاب أعظم ما يتكبده منها أى بلد آخر فى العالم.. ويطرح تنظيم «القاعدة» والمقاتلون الإرهابيون الأجانب المتوافقون معه العاملون تحت حماية حركة «طالبان» ونفوذها، خطرًا عالميًا فى الأمد الطويل.. وتكبد تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام - ولاية خراسان - خسائر فادحة، وطردت جحافله من معقلها فى أفغانستان بمقاطعة ننكرهار فى نوفمبر 2019م.. غير أنه أثبت فى الماضى قدرة على الصمود ولايزال يعتبر تهديدًا خطيرًا.

 

9 نفذ تنظيم الدولة الإسلامية فى ولاية غرب إفريقيا (وهو كيان منتسب للتنظيم) خلال الفترة الأخيرة ما وصف بأنه أنجح عمليات فى حوض بحيرة تشاد، حيث تسارعت هجماته تسارعًا كبيرًا وجمع كميات كبيرة من الأسلحة وغيرها من الإمدادات، التى غنمها من إغاراته على قوات الأمن النيجيرية، وعزز صلاته بتنظيم الدولة فى الصحراء الكبرى.

 

10رغم النجاح الذى حققته «ولاياته النائية» فى مناطق النزاع المحلية التابعة لها؛ فإن التنظيم لم يستطع بعد أن يعيد تكوين قدرته على تنفيذ العمليات الخارجية.. ولم يزل يعول على الهجمات المستلهمة للبرهنة على جدواه خارج مناطق النزاع.. غير أن تلك العمليات عادة ما تكون عديمة الجدوى محدودة الوقع.

 

11 لايزال تنظيم «القاعدة» ذا قدرة على الصمود.. ويشكل مصدر تهديد متزايدًا رغم التأكيد فى 14 سبتمبر على مقتل شخصيته القيادية حمزة أسامة محمد فى تاريخ سابق غير محدد. والعناصر المنتسبة لتنظيم «القاعدة» هى أشد قوة من عناصر التنظيم فى العديد من مناطق النزاع.. خصوصًا منطقة الساحل والصومال واليمن وشمال - غربى الجمهورية العربية السورية.

 

 أى أن القراءة الإجمالية لأحدث تقارير الأمم المتحدة، حول تطورات الأوضاع بالنسبة للتنظيمات الإرهابية، تشير إلى أن هناك ظروفًا لا تزال مهيأة لبقاء نشاط تلك التنظيمات لفترة أخرى من الزمن.. وذلك بالنسبة لتنظيمى: داعش والقاعدة (على وجه الخصوص).. أو تلك الجماعات متعددة التحالفات، التى تتقاطع فكريًا مع معتقدات التنظيمين.