
كريمة سويدان
ثــــــورة الغـــــزل والنســــيج
منذ أن أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسى وعداً بتطوير شركات قطاع الأعمال - وخاصة شركات الغزل والنسيج - والعمل يجرى على قدم وساق على أرض الواقع بالفعل، خاصة بعد ما علمنا من قيادتنا السياسية الرشيدة أن خسائر هذه الشركات السنوية بلغت نحو «40» مليار جنيه، وأنها ستحتاج حوالى «20» مليار جنيه لتطويرها، ولأن هناك استراتيجية للدولة خاصة بتطوير صناعة الغزل والنسيج والنهوض بها، وإعادة القطن المصرى إلى سابق عهده، لذلك تم إسناد تطوير هذه الشركات إلى العديد من المكاتب الاستشارية ذات التاريخ الطويل للنهوض بهذا القطاع المهم، على أن تكون أولويات الشركة القابضة للغزل والنسيج، عن طرق البدء فى تطوير ثلاث شركات كبرى، هى: غزل المحلة، وكفر الدوار، وحلوان فى بداية خطة التطوير، والتى ستبدأ خلال الستة أشهر المقبلة خلال هذا العام، وفعلاً بدأت أعمال التطوير بداية يناير الماضى، وفى حقيقة الأمر أن خطة الشركة لدمج «22» شركة للغزل والنسيج فى «9» شركات منها شركة النصر للصباغة فى شركة غزل المحلة، وإعادة هيكلة العمالة الزائدة لترشيد التكاليف، تُعد من أهم الخطوات الصائبة التى اتُخِذت من أجل إصلاح شركات هذا القطاع الحيوى، وأيضاً فتح باب المعاش المبكر للعاملين فى هذه الشركات، وحصولهم على كل مستحقاتهم، وإعادة هيكلة العمالة الزائدة لترشيد النفقات، والاعتماد على العامل المنتج، والإبقاء عليه - وهو ما أعتبره أولى خطوات التطوير - مع إضافة عمالة جديدة مدربة على أعلى مستوى، واستغلال الماكينات الحديثة التى تم تركيبها فى المصانع، بعد تكهين كل الماكينات القديمة الموجودة - منذ الثلاثينيات - والتى لم تعد قادرة على مواكبة التطوير، ومواكبة حاجة السوق، مع تنفيذ كل ما سبق من الخطة، كُلى ثقة على أن قطاع الغزل والنسيج سيعود لسابق عهده من الجودة والإتقان، ومما لا شك فيه أن إبرام العديد من الوكلاء الجدد من إسبانيا، وفرنسا، وإيطاليا، ودول الاتحاد الأوروبى، تعاقدات مع الشركة لفتح أسواق لمنتجات الشركة، يؤكد على عودة شركة غزل المحلة إلى مكانتها الطبيعية بين الشركات المنافسة بجودة إنتاجها. إن التطوير قادم، وسيستمر من سنتين لثلاث سنوات، وكون أن المخطط الشركة القابضة للقطن والغزل والنسيج يتضمن إنشاء أكبر مصنع على مستوى العالم لإنتاج الغزل خلال الفترة القادمة، والمخطط له بدء العمل فيه فى نوفمبر المقبل، فهذا يعنى أننا فى مجال الصناعة على الطريق الصحيح. وتحيا مصر.