
كريمة سويدان
«الكورونا».. ونظرية المؤامرة
المتابع لما يحدث فى الصين الآن نتيجة العدوى بفيروس كورونا «الجديد» والمنتمى لسلالة «سارس»، سيُدرك أن هذا الكورونا تم تطويره لينتقل بين الأشخاص وليس فقط من الحيوان للإنسان، والمتابع لما يحدث أيضًا يُدرك أن الحرب البيولوجية يُطلق عليها أيضًا الحرب الجرثومية أو الميكروبية، وهى تُصنّف ضمن أسلحة الدمار الشامل، ولا تقل شراسة عن الحرب النووية والكيميائية؛ بل هى أخطرها لأنها أقلها تكلفة وأوسعها انتشارًا، وأبطأها احتواءً، فالأسلحة النووية والأسلحة الكيميائية تحتاج تكلفة مادية عالية، وأماكن للتصنيع ذات مواصفات خاصة وتحتاج علماء وخبراء على أعلى مستوى من التخصص، فى حين أنك تستطيع تصنيع ترسانة كاملة من الأسلحة البيولوجية فى زمن قصير.
ومن يظن أن الحرب البيولوجية هى وليدة العصر فهو مخطئ، لأنها تُعد أقدم أنواع الأسلحة على الإطلاق، وهى حرب فى الخفاء لا يمكن الإعلان عنها، والتاريخ حافل بنماذج كثيرة تم استعمال الحرب الجرثومية فيها، ولا ننسى أن العديد من العلماء يؤكدون أن فيروس نقص المناعة المكتسبة والمسبب لمرض «الإيدز» تم صناعته فى أحد المعامل البيولوجية العسكرية فى «فورت ديريك» بمريلاند الأمريكية والحروب بجميع أنواعها حروب بشعة، إلا أن الحرب البيولوجية أبشعها على الإطلاق، فهى تستهدف المدنيين ولا تُفرُِق بينهم وبين العسكريين، ومما يزيد الحرب بشاعة أنك لا ترى خصمك ولا تشعر به لتتيهأ له فى اللحظة المناسبة، بل تتم مباغتتك بشكل لا تتوقعه.
هذه الحرب القذرة تتمثل فى أن الدول التى تُطلق هذا النوع من الحروب تستطيع أيضًا التحكم فى تصنيع الأدوية المضادة واللقاحات والأمصال، ما يجعل الأمر يتحول إلى مافيا تتصارع فيها شركات الأدوية المصدرة لتلك اللقاحات، ورغم أن انتشار فيروس كورونا الجديد فى مدينة «ووهان الصينية» أثار الرعب فى كل الدول - حتى التى لم يدخلها - فإن جميع دول العالم تُحاول منع انتشار هذا الفيروس فى بلدانها بكل السبل. كما أن جميع دول العالم تتساءل عن الأسباب التى دعت إلى ظهور هذا المرض الآن، ولا يستبعدون نظرية المؤامرة التى تسعى لخلق حرب بيولوجية، وأيًا كانت كارثة فيروس كورونا الجديد بفعل فاعل، أو بلاء من الله عز وجل، فإن هناك فرصة سانحة لإيقاف تحول فيروس كورونا الجديد إلى أزمة عالمية أوسع - كما قالت منظمة الصحة العالمية - وإن هناك نافذة أمل لجهود احتواء الفيروس فى ظل التدابير القوية التى تتخذها الصين فى مركز المرض، وندعو الله أن يحفظ مصر والعالم من كل أنواع الحروب والأمراض.. وتحيا مصر.