الإتهامات المتبادلة بين الرئيسة والمذيعة فى قناة القاهرة تكشف حقيقة تدخلات الجماعة فى ماسبيرو بالمستندات

اغاريد مصطفى سمر فتحي
عزة الحناوى: سوزان أحالتنى للتحقيق وأوقفتنى عن العمل لإرضاء مكتب «الإرشاد»
سوزان حامد ترد: عزة من «الفلول» وتحاول تهييج الرأى العام على الإخوان بدون مبرر
حالة من الغليان بين قيادات ماسبيرو والإعلاميين العاملين به مازالت مستمرة منذ أن تولى صلاح عبدالمقصود منصب وزير الإعلام وتخوف الجميع من أجندة «الأخونة»، التى يحملها فى وجه الجميع رغم تصريحاته التى تنفى كل هذا، فلم يكن قطاع الأخبار وحده هو ما يمارس عملية الضغط وتكميم الأفواه.. وهذا ما اتضح بعد حصر حالات عديدة أبرزها إحالة بعض المذيعات إلى التحقيق مثل «هالة فهمى» و«بثينة كامل».
الآن وصلت حالات الاختناق والحصار إلى قطاعات إعلامية أخرى بنفس السيناريو ويتصدرها قطاع القنوات الإقليمية الذى لم ينجُ من الحروب بعد أن أصبح مكانًا للخلاف والصراع بين رئيسته ومذيعيه، خاصة فى برنامج «مع الناس»، الذى تسببت إحدى حلقاته فى إيقاف المذيعة «عزة الحناوى»- مقدمة البرامج بقناة «القاهرة»- والتى تقدمت لنا بمستندات تؤكد إيقافها عن العمل، فيما تقدمت رئيسة القناة «سوزان حامد» هى الأخرى لنا بمستندات تنفى إيقاف «الحناوى» عن العمل.
«عزة الحناوى» قالت لـ«روزاليوسف»: تم إيقافى عن العمل بعد إذاعة الحلقة من برنامج «مع الناس»، وهو برنامج سياسى، أقدمه مع الزميلة «هبة عز العرب»، وكانت الحلقة تتحدث وقتها عن الاستفتاء على الدستور، بالإضافة إلى مناقشة المؤتمر الخاص بالمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين «محمد بديع»، وخلال المؤتمر قام المرشد بسب الإعلاميين قائلاً: «أنتم آكلين السحت، ولكم الويل على ما تفعلوه»، وأثناء المداخلة التليفونية للكاتبة «فريدة الشوباشى»، لتعليقها على المؤتمر، استنكرت سياسات الرئيس د.«محمد مرسى»، فانتقدت الأوضاع والسياسات التى تقوم بها جماعة الإخوان المسلمين، وكل هذا بأسلوب موضوعى دون تجاوز منها أو خروج عن النص، فكان علىَّ كمذيعة التحلى بالحيادية، وأن أستمع لها، ولا أحجر على رأيها، ولكن هذا لم يرض رئيسة القناة «سوزان حامد»، حيث بادرت بإرسال تعليمات بشكل سريع لإنهاء المكالمة مع «الشوباشى»، والخروج إلى فاصل.
تضيف «الحناوى»: المداخلة الثانية هى التى ألهبت الأجواء وأشعلتها أكثر عندما تدخل العضو بحزب الحرية والعدالة «عبدالظاهر مفيد»، بصوته العالى وقام بسب «فريدة الشوباشى» دون التطرق إلى الموضوع الأصلى، كما أنه لم يقم بالإجابة عن الأسئلة التى نوجهها له، وهو ما زاد الأمر سوءًا بتطاوله علىّ قائلاً: «انت اسمك إيه؟.. لأنى هقدم شكوى لوزير الإعلام ضدك»!.. مما جعلنى أتعجب وأتساءل: هل هذا تهديد صريح لى؟! ومع كل هذه الإهانات صدرت التعليمات من رئيسة القناة للمرة الثانية، بعدم إنهاء المكالمة مع «مفيد» حتى ينتهى من خروجه المتعمد فى المداخلة.
«عزة» قالت أيضا إن مسلسل التهديد والترويع الذى تمارسه جماعة الإخوان المسلمين لم ينته بعد، حيث أضافت أن نفس الحلقة جاءت بمداخلة هاتفية لعضو مجلس الشعب المنحل «ياسر عبدالرافع» ليقول: كل إعلاميى ماسبيرو من لاعقى حذاء مبارك!
«عزة» - حسبما قالت - أدركت أن الهدف من المداخلة هو فرض سيطرة تكميم الأفواه، والبعد عن الحياد الذى يتحدث عنه وزير الإعلام ليلا ونهارا، وإن كانت رئيسة القناة «سوزان حامد» - والكلام لعزة - قبل تولى «صلاح عبدالمقصود» منصب وزير الإعلام كانت تدافع عن الحرية والديمقراطية، ومبادئ الثورة، ولا تخضع لأى تعليمات تخالف ميثاق الشرف المهنى، وتتقبل الرأى والرأى الآخر، لتصبح بعد ذلك موالية للتيار المسيطر، خاضعة لجميع السياسات والتعليمات الخاصة بمكتب الإرشاد التابع له وزير الإعلام!
المفاجأة الأكبر التى لم تحدث فى تاريخ الإعلام - كما قالت «الحناوى» - هى اتصال «سوزان حامد» فى مداخلة تليفونية، لتبدى استياءها من الحلقة، والأداء غير المهنى لها ولزميلتها «هبة عزالعرب» على الهواء مباشرة، لتؤكد أن المذيعتين ارتكبتا جريمة كبرى فى حق المشاهد، ووصفت الاثنتين بأنهما نموذجان سيئان، على الرغم من التجريح الذى تعرضت له المذيعتان من قبل العضوين المنتميين لتيار جماعة الإخوان المسلمين بل واعتذرت «سوزان حامد» للعضوين على الهواء أكثر من مرة!
أزمة الحلقة اشتعلت بعدما فوجئت «الحناوى» بوقفها عن العمل بأمر من «سوزان حامد» دون إخطار رسمى أو شفوى، لتحل مذيعة أخرى مكانها فى البرنامج، فبادرت برفع شكوى إلى رئيس قطاع القنوات الإقليمية «هانى جعفر» ضد رئيسة القناة، وقد أبدى «جعفر» تعاطفه مع «عزة» فى بداية الأمر فى أثناء حديثه معها وتأكيده أن «سوزان» مارست معها سياسة القمع لتفاجأ «الحناوى» مرة أخرى أنه تم تحويلها إلى التحقيق بأمر من رئيس القطاع ورئيسة القناة بـ 3 اتهامات، الأولى: وصف الإعلان الدستورى لرئيس الجمهورية بـ «الديكتاتورى»، والثانية: تعمد إهانة المرشد العام للإخوان المسلمين، بالإضافة إلى تأييد دعوة المذيعة «هبة عزالعرب» إلى وقفة أمام ماسبيرو اعتراضا على تكميم الأفواه.. ما دفعها لتحرير محضر برقم 2921 ضد كل من وزير الإعلام، ورئيس القطاع، ورئيسة القناة، لإحالة ملف التحقيق إلى النيابة الإدارية بالتليفزيون المصرى.
«سوزان حامد» من جانبها نفت لـ«روزاليوسف» تحويل «الحناوى» إلى التحقيق، أو مطالبتها بالاعتذار إلى الإخوان على الهواء، وأضافت أنها أسندت إلى «الحناوى» برنامجين آخرين بسبب التغيير فى الجدول الخاص بالقناة، وهما برنامج «مرتبة شرف» و«بيت الهنا»، لكنها رفضت الخضوع للقرار، وتنفيذه وقررت الامتناع عن العمل، وأداء البرامج التى أسندت لها وقالت: أنا عايزة برنامج سياسى!
وقالت «سوزان حامد»: إن «الحناوى» لا تصلح على الإطلاق أن تكون إعلامية ناجحة، فهى مجرد «مورد أخبار» على حد قولها.. وأضافت: هذا هو توصيفها الصحيح، والذى حولت به من القناة الثالثة إلى قناة القاهرة، فضلا عن أنها خاضت امتحان المذيعين لأكثر من مرة، ورسبت فيه، فما كان منها إلا اللجوء للواسطة، وبالفعل تم تمريرها كمذيعة، وقد قامت إدارة القناة بلفت نظرها أكثر من مرة حول الالتزام بالحياد، وعدم توجيه رأيها طوال الوقت، إلا أنها كانت ترد قائلة: «معلش أصلى مش بعرف أعمل كنترول على نفسى مع الإخوان».. ولذلك كانت دائمة التجاوز مع ضيوف البرنامج، ولم تراع ميثاق الإعلام والحيادية.
رئيسة القناة أكدت لنا أنها حررت محضرا ضد كل من عضوى مجلس الشعب المنحل «عبدالظاهر مفيد» و«ياسر عبدالرافع» لتجاوزاتهما تجاه القناة، وترديدهما أن القناة عميلة وممولة من الخارج، لافتة إلى أنها لن تسمح أن تهان القناة فى عهدها، وأنها تلتزم بالميثاق الشرفى للمهنة، ولا تنحاز للتيار الحاكم.
«سوزان حامد» تعجبت مما قامت به «الحناوى» و«هبة عزالعرب» مذيعتا برنامج «مع الناس»، من توجيه النقد اللاذع للإخوان المسلمين فى كل الحلقات، وعدم سيطرة «الحناوى» على نفسها فى البرنامج، ومحاولة تسخين الرأى العام، وإشعال الفتن، حيث أكدت «هبة عزالعرب» فى بداية الحلقة أنها لن تكون محايدة.. وازداد الأمر سوءا بعد مكالمة الكاتبة «فريدة الشوباشى»، حيث طالبت المذيعتان جموع الشعب والإعلاميين بالنزول أمام مبنى ماسبيرو، مرتدين الملابس السوداء، حدادا على الإعلام المصرى، ووضع «البلاستر» على أفواههم المكممة، وهذا المطلب لا يترجم إلا محاولة لتهييج الرأى العام.. ولفتت «سوزان حامد» إلى أن هاتين المذيعتين كانتا عضوتين فى الحزب الوطنى البائد، وكانتا من أبواق هذا النظام، وقد يكون هذا هو سبب رفضهما للإخوان المسلمين، ومهاجمتهما لسياستهم طيلة الوقت، وأضافت أن هاتين المذيعتين تم خصم 15 يوما لكل منهما، كما أنه سيتم توقيع عقاب آخر عليهما من رئاسة الاتحاد على ما قامتا به على الشاشة، والذى يعد تشويها للإعلام المصرى.
وتساءلت سوزان حامد فى النهاية: إذا كان الإعلام المصرى مكمم الأفواه، فكيف استطاعتا إبداء رأيهما عن الوضع السياسى الراهن بهذه الحرية على الشاشة؟!