الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
ما بعد الرؤية؟

تفاصيل وجهة النظر المصرية في مستقبل الشرق الأوسط

ما بعد الرؤية؟

01 ما وراء قاعدة برنيس



بنظرة لها ما وراؤها، عبَّرت «الدولة المصرية» بأكثر من طريقة، خلال افتتاح «قاعدة برنيس العسكرية» (الجنوبية) عن ثوابتها الذاتية.. إذ كان للحدث - كذلك - أكثر من دلالة.. ففى ظل مشهد إقليمى مضطرب، يحمل الموقع الجغرافى - فى حد ذاته - الدلالة «المحورية»؛ إذ  تقع «القاعدة» جنوب شرقى البحر الأحمر.. وهو ما يعنى - بالتبعية - أن الهدف الاستراتيجى، هو تأمين السواحل (الجنوبية)، وما يتعلق بها من استثمارات وثروات طبيعية، وتأمين حركة الملاحة العالمية (المرتبطة بقناة السويس، ومناطقها الاقتصادية).. فضلاً عن التصدى للتحديات الأمنية (الرابضة منذ سنوات)، بأكثر من بؤرة من بؤر المنطقة ذاتها. .. ومن ثمَّ.. فإن الأهمية «الجيو- استراتيجية» للقاعدة، تعكس - إلى حدٍّ بعيد - جانبًا مُهمًا من جوانب «الرؤية المصرية» حول مستقبل بعض مناطق الشرق الأوسط.. إذ تدور تلك الرؤية إجمالاً حول (الاستقرار من أجل التنمية)، و(القدرة على الردع لا الاعتداء)، و(السلام مع من يسعى للسلام).

 

02 خطوط حمراء

أقيمت، كذلك «قاعدة برنيس» (الجو/ بحرية) على مساحة 150 ألف فدان.. وهى بذلك تُعد أكبر قاعدة عسكرية من نوعها فى إفريقيا، إذ تضم عددًا من الممرات كل منها بطول 3 آلاف متر وعرض من 30 إلى 45 مترًا وعدد 2 ترمك، بالإضافة لعدد من دشم الطائرات ذات التحصين الفائق.. (وهنجر عام للصيانة).. كما تضم «منطقة فنية» (تشمل 45 مبنى)، ومنطقة إدارية (تشمل 51 مبنى). .. وفى الشق البحرى، هناك «رصيف حربى» بطول ألف متر، وعمق 14 مترًا.. تسمح بمتطلبات الوحدات البحرية ذات الغاطس الكبير مثل: (الميسترال/ الفرقاطات / الغواصات) ذات الخواص الاستراتيجية والتكتيكية المُعززة من القدرات الهجومية (والدفاعية، أيضًا) للقوات المسلحة.. فضلاً عن ميادين التدريب. .. إلا أن المثير، هو أن القاعدة (وهى الثانية بسلسلة القواعد العسكرية الجديدة) تم إنشاؤها خلال عام واحد .. وهو ما يؤكد - مجددًا - قدرات «الدولة المصرية» فى التغيير والتأسيس السريع.. وهى قدرات تحمل بين طياتها واحدة من أهم الدلالات الأخرى لـ «المشهد الافتتاحى» للقاعدة؛ إذ تؤشر تلك الدلالة نحو «فاعلية الأداء»، و«فاعلية الإنجاز» عند الدولة المصرية.. إلى جانب الاستطاعة. .. وهى رسالة يجب أن يدركها جيدًا عديد من القوى الإقليمية العابثة؛ إذ كانت، ولا زالت، وستظل ثوابت «الأمن القومى المصرى» خطوطًا حمراء، لا ينبغى لأحد أن يتخطاها.. أو بالأحرى.. يجدر به ألا يفعل.

 

03 إرهابيون.. لا يزالون

رسالة «برنيس» الرئيسية (وختام قادر 2020م) لا تقف - يقينًا - عند الحدود الجنوبية؛ إذ تتخطاها إلى أبعد من هذا.. فعلى الحدود الغربية المصرية، ثمة قاعدة (أخرى) من أهم القواعد التى أنشأتها الدولة المصرية؛ لتأمين هذا الامتداد (نحو 1200 كم)، بعد أن بات مصدرًا مباشرًا لتصدير الإرهابيين. .. كما بات (من المعلوم من الأحداث بالضرورة) أن الدولة التركية (راعية الميليشيات والإرهاب)، والدويلة القطرية (خزينة تمويل الإرهاب)، يسعيان إلى الإبقاء على الأوضاع فى الداخل قيد الاشتعال لأهداف (أيديولوجية وسياسية واقتصادية).. ووفقًا لصحيفة «الجارديان» البريطانية فى تقرير لها (الأربعاء)، فإن نحو ألفى مقاتل سورى سافروا من تركيا إلى ليبيا؛ للمشاركة فى ساحات القتال.. وأوضحت الصحيفة أنه فى 24 ديسمبر الماضى، كان أن نشرت تركيا 300 مقاتل من الفصائل الموالية لها فى سوريا.. وأنهم (أى تلك العناصر المرتزقة) غادروا الأراضى السورية إلى تركيا عبر معبر «حور كلس» الحدودى العسكرى، ثم إلى العاصمة الليبية طرابلس، حيث تم إرسالهم إلى مواقع المواجهة (شرق المدينة).. وفى 29 ديسمبر سافر نحو 350 مقاتلاً آخرون.. وفى 5 يناير الجارى، عبر نحو 1350 مقاتلاً إلى تركيا، بعضهم سافر إلى ليبيا، فى حين بقى الآخرون يتلقون تدريبات فى معسكرات جنوب تركيا [استعدادًا لإعادة التوجيه]. .. لكن.. تبقى ذروة البجاحة، فى المشهد الأخير لتحركات «قوى الإرهاب» (تركيا/ قطر/ تنظيم الإخوان الدولى)، فى أن تُجَمِّع تلك القوى «الميليشيات الوافدة» من أعماق سوريا تحت لواء يحمل اسم «عمر المختار». .. هذا الإصرار «الفج» على دعم الإرهاب، لطالما حذرت منه الدولة المصرية (مرارًا وتكرارًا).. وكان آخرها، قبل يومين، على لسان وزارة خارجيتها، خلال اتصالين أجراهما وزير الخارجية «سامح شكرى» بوزيريّ خارجيتى اليونان وإيطاليا.

 

04 كلمة

عندما كسرت مصر إرهاب قوى الإسلام السياسى، وكسرت شوكتهم من داخل أرضها.. كانت الرسالة هى أننا قادرون على ما هو أبعد (لعلهم يفقهون). 