الأربعاء 25 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

حقيقة قائمة اغتيالات معارضى الإخوان!

حقيقة قائمة اغتيالات معارضى الإخوان!
حقيقة قائمة اغتيالات معارضى الإخوان!








فى فوضى الأحداث المتصاعدة التى تضرب مصر خلال الأيام الأخيرة، ترددت أنباء حول أن جماعة الإخوان أعدت قائمة اغتيالات تضم «005» شخصية عامة من معارضيها، فى الوقت الذى لم تلتئم إصابات المناضلين أبوالعز الحريرى وحمدى الفخرانى بعد هجمات عناصر من الإخوان عليهم، وتضم هذه القائمة قادة لحركات سياسية وعدداً من الصحفيين والإعلاميين المناهضين لحكم الجماعة ومرسى.

وحول حقيقة وجود تلك القائمة تحدثنا إلى بعض الأسماء التى تضمنتها وعدد من الخبراء الأمنيين والمحللين تعليقاً على ما وصلنا إليه فى تصعيد دموى للمشهد السياسى المصرى.


المستشارة تهانى الجبالى أبرز المستهدفين فى تلك القائمة قالت لنا: لابد أن نعلم أن الأمر يتجاوز الأشخاص، والذى يدرس تاريخ الثورات يعلم جيداً أنها لا تقوم على أشخاص، وإنما على موجات متتالية من المد الثورى لحماية أهدافها وتنفيذ المطالب التى قامت من أجلها.
وأضافت: الشعب هو الذى يحرس ثورته والرموز الوطنية تتدخل لتدلى بشهادتها من أجل الحق مهما كان الثمن الذى ستدفعه فى المقابل، وأنا عن نفسى لم أتردد فى تحمل مسئوليتى  تجاه الوطن خاصة فى تلك المرحلة الخطيرة التى يعتبر فيها على المحك، وطالتنى حملات الإرهاب المعنوى التى طالت بعض الرموز الوطنية الأخرى بالتهديد المادى بالاعتقال والاغتيال والنهش فى سمعتى، ولكن ذلك لن يجعلنى أتراجع عن موقفى.

أما الكاتب الصحفى عصام كامل رئيس تحرير جريدة «فيتو» الأسبوعية الذى تلقى قدراً كبيراً من التهديدات فى الفترة الأخيرة.. فقد أكد على وجود هذه القائمة التى تضم عدداً من الإعلاميين ورجال الأعمال ورموزاً من المعارضة تم التخطيط للتخلص منهم أبرزهم الدكتور محمد البرادعى وحمدين صباحى وأبوالعز الحريرى وعمرو موسى والدكتور رفعت السعيد والمستشار أحمد الزند وثروت الخرباوى المنشق عن الإخوان وأحمد راسم النفيس القيادى الشيعى ونوارة نجم الناشطة الثورية، وأضاف أن انضمامه للقائمة كان بسبب ما تناولته جريدته فى يناير الماضى عن وقائع زيارة المرشد العام للجماعة للرئيس المخلوع مبارك فى محبسه، وبدلا من أن ترد الجماعة بالوسائل القانونية المتاحة أمامها بدأت بالتحرش بالجريدة عبر الفضائيات فخرج المتحدث الإعلامى للجماعة محمود غزلان ليهدد بغلق الصحيفة أو محاصرتها، واستشهد بحديث شريف يخرجنى من الملة «المسلم لا يكذب»، ورغم ذلك استمرت «الفيتو» ملتزمة بموقفها ضد تيار الإسلام السياسى وخلط الدين بالسياسة ونتيجة لذلك تواصلت التهديدات التليفونية المجهولة تحمل رسائل قتل بصيغة مباشرة لى ولزوجتى، وبعدها تسربت إلينا معلومات بالتحديد منذ حوالى شهر ونصف من مصادرنا الخاصة بوجود قائمة بشخصيات معينة تم تداولها بعد ذلك فى وسائل الإعلام وأنه سيتم التخلص من الشخصيات المعارضة بالوسائل القانونية مثلما حدث مع حسام عيسى أو غير القانونية مثلما حدث مع أبوالعز الحريرى، وأنا عن نفسى أتعجب من لجوء الجماعة للعنف، ومثلما أدين أسلوب قوائم الاغتيال، أرفض أيضاً حرق المقرات حتى وإن كانت تابعة للحرية والعدالة.

لكن د. رفعت السعيد، رئيس حزب التجمع والمطروح اسمه ضمن شخصيات المعارضة فى  القائمة شكك فى صحة وجودها واعتبرها ضجة إعلامية ومحاولة لتخويف معارضى النظام الحالى، وقال إنه قدم خلال مسيرته فى العمل السياسى وعلى مستوى الفكر ما يجعله راضيا عن نفسه، وأنه سيواصل نضاله بكل قوة ضد الفكر الإخوانى ليس لأسباب شخصية ولكن لخطورة ذلك الفكر على المجتمع المصرى والإسلام ذاته بسبب ممارسات الإخوان الخاطئة التى جعلت الجماهير تخرج ساخطة عليهم بعد فترة قصيرة جدا من الحكم.

فى المقابل كانت وجهة  نظر جماعة الإخوان كما جاء على لسان القيادى فيها د. جمال حشمت عضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة بقوله: إن ما يجرى على الساحة السياسية حاليا تحركه «دولة مبارك» المتخفية وراء القوى السياسية، بعد أن وجدت معارضة التيارات السياسية للإعلان الدستورى وسيلة للثأر والانتقام والهروب من المحاسبة فى قضايا الفساد والقتل، مضيفا: أنها شبكة كبيرة تضم رجال أعمال وإعلاميين وضباط شرطة ونواب وطنى سابقين وقضاة وشخصيات عامة، وكل محاولاتهم تهدف لتقويض الدولة المصرية وإعادة إنتاج النظام القديم وإفشال أى قرارات ثورية للتطهير.

وردا على لجوء الجماعة للعنف والتخطيط لتصفية بعض الشخصيات المعارضة، أكد حشمت أن ما يحدث فى الشارع يدل على عكس ذلك، وإن العنف موجه للإخوان ومقراتهم والدليل على ذلك هو مخطط حرق مقرات حزب الحرية والعدالة فى جميع المحافظات وسقوط الشاب إسلام مسعود شهيدا وهو يدافع عن مقر الحزب بدمنهور، مقابل ذلك صدرت تعليمات الجماعة بإخلاء جميع المقرات وعدم النزول إلى الميادين والتصدى فقط للدفاع عن المقرات التى تتعرض للهجوم.
وأنهى كلامه: جماعة الإخوان التى يتهمونها بالعنف كان أعضاؤها ضحايا للعنف والاضطهاد على مر العصور، وأنها كما استطاعت حماية ميدان التحرير من بلطجية موقعة الجمل بمقدورها أن تحمى مصر من الفتن.

ورغم المخاوف التى أثارها تصريحه الأخير حول موجات العنف التى ستضرب مصر، أكد ناجح إبراهيم القيادى بالجماعة الإسلامية إنه كان يحذر فقط من خطورة الانقسامات والصراع السياسى الراهن من أن الاشتباكات الدائرة فى مختلف المحافظات سوف تجر البلاد لعنف مجتمعى متصاعد قد يسقط على أثره ضحايا من جميع الأطراف.


وشدد على أنه لم يختص جانب واحد أو ينسب له العنف ولكنه لم ينكر إمكانية حدوث اغتيالات سواء لعناصر من التيار الإسلامى أو التيارات الأخرى.

وفى نفس الوقت استنكر د. صفوت عبدالغنى القيادى بالجماعة الإسلامية ربط العنف بالتيارات الإسلامية، معتبرا الحديث عن قوائم اغتيالات يمثل تهما جاهزة ملفقة تستهدف النيل من تلك التيارات التى تحملت عناء حل وإنهاء الأزمة الراهنة قائلا: نحن أول من طالب بالحوار منذ اشتعال الأحداث ودعونا جميع القوى السياسية لوقف استعراض العضلات وعدم الدعوة للعصيان المدنى أو الاستقواء بالخارج واستمرار المليونيات، بل بتغليب المصلحة الوطنية، وأى كلام يقال عنا عكس ذلك أعتبره مخالفا للواقع تماما.

بينما توقع د. ثروت الخرباوى القيادى المنشق عن جماعة الإخوان وأحد المستهدفين أيضا، أن يتصدر الأحداث سيناريو التصفيات الجسدية قائلا: إن المشهد السياسى يرشح بحدوث اغتيالات وانفلات من قبل بعض المهووسين داخل تيار الإسلام السياسى، مدللا على ذلك بامتلاك جماعة الإخوان ذراعا عسكرية وميلشيات مسلحة، ما زالت موجودة حتى الآن وما جرى من أحداث عنف دموى فى شارع محمد محمود وفى دمنهور دليل على ذلك.

وحذر الخرباوى من السلفية الجهادية وأفكارها التكفيرية التى تضع جميع المعارضين لطريقة وأداء الرئيس مرسى وجماعته فى قوائم سوداء، مما قد يقود البلاد لحرب أهلية بدأت بالفعل، خاصة بمحافظات الوجه البحرى والتى تزداد فيها قوى التيار المعارض، حيث تتفوق النفسية الثورية الرافضة للخنوع لجماعة دينية تريد للشعب أن يسمع ويطيع كما تربت هى.

ويتوقع الخرباوى حالة من الفوضى تشهدها مصر إذا لم يتراجع الرئيس مرسى فى الأيام القادمة قائلا: قد يتراجع ولكن بعد فوات الأوان، لأن التراجع لن يفيد بعدما أشعل النيران وأصبح هناك ثأر نفسى جديد بين الثوار من جانب والشرطة وجماعته من جانب آخر.

فيما أشار الخبير الأمنى اللواء مجدى البسيونى مساعد وزير الداخلية الأسبق إلى أن ما يحدث على الساحة حاليا من انقسامات ينبئ بكل ما هو متوقع وغير متوقع من حوادث، مدللا على ذلك بحالات القتل والإصابات المتكررة بالخرطوش مجهول المصدر، بالإضافة لحرق المقرات وما يستتبعه من عنف متبادل واستنزاف دم جماعى من خلال وقائع متشابهة فى معظم المحافظات، مشيرا إلى إمكانية حدوث تصفيات جسدية، قد تقع نتيجة دسائس واستثمار مناخ الصراعات وتربص الأطراف ببعضها البعض.

وانتقد البسيونى الهجوم على وزارة الداخلية ومديريات الأمن متسائلا: لماذا تهاجم الداخلية حتى الآن؟!

مؤكدا على افتقار القرار الأخير للرئيس مرسى للحس الأمنى، مما أدى إلى خطورة الوضع الراهن والذى لا يبشر بخير، وأن السيناريو المتوقع هو الفوضى والمواجهات الميدانية واندساس عناصر من الثورة المضادة.

وكان للواء فؤاد علام الخبير الأمنى ووكيل جهاز مباحث أمن الدولة الأسبق، نفس التحليل، ولكنه شدد على أن المشهد سيئ للغاية، مما يهدد بحدوث كوارث وأن مسار العنف متجه للتصاعد فى الإسكندرية ودمنهور والمحلة، مشددا على ضرورة المصالحة الشعبية وإزالة جميع أسباب الانقسام.