الأربعاء 16 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

فضيحة في القصر الملكى!

لم تكن واقعة تنازل الأمير هارى عن ولاية العرش هى أغرب وقائع العائلة المالكة فى المملكة المتحدة، فللعائلة تاريخ طويل من الفضائح المجنونة، بدءًا من الرشوة والخيانة والخروج عن البروتوكول الملكى للفضائح الجنسيّة؛ حيث تورط عدد كبير من أفراد العائلة فى تشويه اسم وصورة العائلة المالكة، وجرى تسريب معظم الفضائح والأسرار الخاصة عن طريق موظفى وخدم القصور الباحثين عن الشهرة والمال.



العائلة المالكة البريطانية تمتلك أكبر عدد خدم بين العائلات الملكيّة فى العالم؛ حيث وجد فى قصر باكنجهام أكثر من 1200 موظف بخلاف القصور الشتوية والصيفية الأخرى، وأغلب الموظفين والخدم مقيمون فى غرف متواضعة داخل القصر، ويحصلون على رواتب متدنية مقارنة بمتوسطات الرواتب فى إنجلترا فى المؤسسات الخاصة والعامة، فضلًا على ساعات العمل الطويلة.

وظائف شاغرة

العائلة المالكة تخوض معركة مستمرة لمنع الموظفين من تسريب وكشف أسرارها الشخصية من خلال  الإلزام باتفاقات بشأن السرية وقانون حقوق الطبع وبنود الأسرار الملكية، إلا أن العمل فى القصر الملكى البريطانى ليس بالأمر الصعب؛ حيث تنتشر إعلانات الوظائف فى قلاع وقصور  الملكة إليزابيث، فلا يكاد يمر أسبوع دون أن تعلن الصحافة البريطانية عن وظائف شاغرة داخل القصر  الملكى وتغرى المرشحين المحتملين بإمكانية العيش مجانًا فى أسرة ملكية وفرصة مشاهدة  عالم الترف والسحر  للعائلة الملكية الأكثر شهرة فى العالم. فى السنوات الأخيرة، تمكن عدد من الصحفيين من اقتحام القصر الملكى عن طريق الوظائف الشاغرة  وكان أنجحهم مغامرة الصحفى الشاب ريان بارى من صحيفة ديلى ميرور الذى تسلل إلى قصر باكنجهام باعتباره خادمًا،  بعد أن تخطى كل اختبارات الوظيفة التى يخضع لها من خلال شركة التوظيف Royal Collection Trust  الخاصة بالقصر وكان الاختراق واحدًا من كبرى  الفضائح الأمنية التى أصابت الأسرة المالكة ، وسمحت له التجربة التى استمرت 8 أسابيع بالتواصل الوثيق والشخصى مع أفراد العائلة المالكة،  واكتشاف الثغرات فى أمنهم وتزويد العالم بكل ما فى وسعهم لمعرفة كيف تعيش العائلة المالكة. تمكّن الصحفى بارى خلال فترة عمله كخادم بالقصر من نشر سلسلة من المقالات حول أسرار القصر وصور حصرية وخاصة جدًا التُقطت لمعظم أفراد العائلة، وكشف تفاصيل العيشة المتدنية للخدم والموظفين من  غرف صغيرة وبسيطة ودورات المياه والاستحمام المشتركة ووجبات طعام من بقايا ما يقدم إلى أفراد العائلة المالكة فى اليوم السابق، فضلًا على المعاملة المعاملة السيئة التى يتعرض لها الموظفون من أفراد الأسرة. الغريب ان بارى غادر القصر وترك الوظيفة دون ان يكتشفه احد، قام بتعبئة أغراضه فى مقصورتين وترك الزى الرسمى على السرير فى غرفته وخرج من بين الحراس المسلحين ومر ببوابات قصر باكنجهام كما دخل إليه.

مربية الملكة

 

لم تكن محاولة بارى بفضح ما يدور داخل القصر الملكي، جديدة على العائلة المالكة البريطانية؛ فقد عانت عبر التاريخ من خيانة موظفى البلاط، وكانت مذكرات ماريون كراوفورد مربية الملكة الأشهر منذ بداية  الحقبة الحديثة، بعد أن قامت المربية بنشر مذكراتها عن سنوات عملها الـ 17 كخادمة ملكية فى كتاب  تحت عنوان «الأميرات الصغيرات»، ربحت من بيعه أموالًا طائلة وصلت 30 ألف جنيه إسترليني. وقامت الخياطة الشخصية للملكة إليزابيث الثانية «أنجيلا كيلي» بنشر أسرار خاصة  من الحياة الملكية فى كتابها «الجانب الآخر من الغرفة»، بعد أن عملت مع الملكة  لمدة 25 عامًا، بدأت حياتها العملية داخل القصر كمستشارة شخصية وصاحبة صاحبة  الجلالة، وذكرت فى كتابها ان الملكة إليزابيث تجلس على ثروة تقدر بأكثر من 1.8 مليار يورو وتعيش فى قصر، إلا أنها تتصف بالبخل وتميل إلى كل ما هو رخيص  واقتصادى. وأوضحت أنجيلا  فى كتابها، أن الملكة لا تحب إنفاق الكثير من المال على الأقمشة وتستخدم قطعًا قليلة فى اليوم لا تتعدى لـ6  وتحرص على غلق كل الغرف وتعيش فى عدد قليل من الغرف، غرفة نومها وصالتها الخاصة  وغرفة ملابسها وقاعة الحضور التى تلتقى فيها برئيس الوزراء وكبار الشخصيات وقاعة Empire  وهى غرفة انتظار.

تسجيلات ديانا

الأمر تكرر مع الأميرة ديانا؛ حيث قام مدرب الخطابة الخاص بها بيتر سيتيلين، بتصوير وتسجيل لقطات لها فى قصر كينزنجتون عامى 1992 و1993، وبعد معركة قضائية مع العائلة المالكة حصل المدرب على الشرائط التى تتحدث فيها ديانا عن حياتها الجنسيّة مع تشارلز وقصة اقترابها من الملكة إليزابيث للحديث فى أمور الطلاق وندمها على الطلاق من تشارلز، وكان من المفترض عرض التسريبات ضمن فيلم وثائقى عن أميرة ويلز بالتزامن مع الذكرى العشرين لوفاتها على التليفزيون البريطانى لكنه مُنع من العرض وعرضت مقتطفات من الأشرطة على التليفزيون الأمريكى «إن بى سي»، وفى أغسطس 2017 تم عرض لقطات أخرى من الأشرطة على التليفزيون البريطاني. أما باتريك جفسون الذى خدم لمدة 8 أعوام كأمين خاص أول (رئيس الأركان) لديانا أميرة ويلز، فقام بنشر كتاب تحت عنوان «ظلال الأميرة»، يتضمن أسرارًا  دقيقة وخاصة عن أميرة ويلز؛ حيث صورها فى الكتاب  بامرأة وحيدة وأحيانًا متمردة منتقمة وأفشى أسرار جميع زياراتها؛ حيث كان مسئولًا عن تنظيم زيارات ديانا الدولية وسافر معها جميع أنحاء العالم، وأدار علاقات الأميرة مع مجموعة واسعة من المؤسسات البريطانية بما فى ذلك قصر باكنجهام وداوننج ستريت والبرلمان والمدينة والشــرطة وخدمـات الأمــــن وبى بى سى وITN وFleet Street وصناعات السينما والترفيه.

 

الخائن الأشهر

يعتبر بول بوريل موظف القصر  السابق الخائن الأشهر؛  حيث عمل لعدة سنوات ككبير خدم أولًا للأمير تشارلز والأميرة ديانا قبل طلاقهما، وهو أكثر موظفى القصر الملكى شهرة، وحصد الأموال من فضائح البلاط الملكى؛ حيث ألف كتاب A royal duty  واجب ملكى عام 2003 وتم تحديثه فى إصدار ورقى الغلاف فى عام 2004 ويعتبر أكثر الكتب مبيعًا فى العالم وواحد من أكبر المشكلات التى يعانى منها النظام الملكى البريطاني. يحكى بول فى الكتاب عن مسيرته كعضو فى طاقم خدم العائلة المالكة ويتناول بالتفصيل وقته كخادم للأمير والأميرة فى ويلز فى Highgrove House  ثم انتقاله إلى موظفى ديانا فى Kensington Palace بعد طلاقها من تشارلز،  حتى إنه ادعى فى كتابه أن ديانا أميرة ويلز وصفته بأنه الرجل الوحيد الذى وثقت به على الإطلاق وتشير الكتب التى أنتجها بوريل إلى أنها كانت مغرمة جدًا به وأنها تصفه بأنه صخرة. لا تزال العائلة البريطانية  تتهم بوريل بعدة تهم وتصفه أنه المسئول عن الفضائح التى تتعلق بديانا، بالإضافة إلى أنه فى عام 2002 اتهم بسرقة متعلقات ديانا الملكية وإفشاء الأسرار الملكية، وبعد انتهاء معظم القضايا ظهر مرة أخرى فى يناير 2008  كشاهد وحيد فى التحقيق بوفاة ديانا. وادعى بوريل أن ديانا كلفته بالاتصال بكاهن كاثوليكى حول زواج خاص بين ديانا وجراح القلب الدكتور حسنات خان، ساخرًا من الشائعات حول أن ديانا كانت على وشك الإعلان عن خطوبتها مع دودى الفايد وتم استجوابه عن رسالة موجهة إليه من ديانا فى أكتوبر 1993 قالت فيها إن زوجها كان يخطط لقتلها لإفساح الطريق أمامه للزواج من كاميلا باركر.