الخميس 10 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
الشهية الدموية لإردوغان

الشهية الدموية لإردوغان

افتعل الرئيس التركى إردوغان أزمة جديدة مع العالم، ومع البرلمان التركى بإحالته مذكرة تتيح لرغبات وأهواء الإردوغانى المتمرد المهووس، نشر عسكره الانكشارى المرتزق فى ليبيا، مدعيا أنه يدعم حليفه فى حكومة الوفاق الوطنى التى أخلت بسرية حكمها للأراضى الليبية بما أقرته الأمم المتحدة سابقا من دعم للقوى الوطنية وعملها على صون الأمن فى البلاد؛ ذلك أن الوضع فى ليبيا اختار الدعم والحماية لقوات المشير خليفة حفتر رجل الجيش الليبى المعروف ليبيا وعربيا ودوليا.



.. وفى غفلة من العالم ومن المجموعة الأوروبية تحديدا، وبسلطة متهورة، يلعب إردوغان لعبة القط الضال لتمويه العالم عن مخاطر تهدد المنطقة من بقاء سياسة تركيا وزعيمها الذى يتحايل لبناء دولة خلافة إردوغانية بمرجعية عثمانية قذرة. .. وبعد سكوت العالم عن ويلات تركيا الاستعمارية فى شرق سوريا ومناطق إدلب وتشريدها للشعب السورى والأكراد عبر ليل البرد وقساوة الهجرة واللجوء، ها العالم يستفيق فى 2020 على حيثيات مجهولة من استغلال لاتفاق تعاون عسكرى وأمنى توصل إليه سيئ الذكر إردوغان مع من يستولى على رئاسة حكومة الوفاق فايز السراج، وكانت الاتفاقية تعود بجذورها إلى تشرين الثانى - نوفمبر الماضى بحجة تبادل خبرات عسكرية وعناصر من الأمن والمخابرات والشرطة لغايات ومهمات تدريب وتأهيل (...)، وقوامها تفعيل الهوس التركى بالتعذيب وإذلال الشعب الليبى الثائر.

الانكشارية قادمون:

تم، خفية ومن دون تحديد أعداد أو خط سير ودعم معروف أمميا، نشر عسكريين أتراك «جندرمة إنكشارية» فى ليبيا، ما يؤدى- قطعا- إلى تصعيد النزاع والحراك الشعبى الليبى، منذ بروز معالم تدخلات سياسية وأمنية وعسكرية لقوى إقليمية متعددة منذ انتهاء نظام معمر القذافى العام 2011، الأمر الذى فتح مواجهة ليبية- ليبية وليبية أممية مشبوهة الأبعاد. المشير خليفة حفتر- الآن- هو حصان الرهان الساعى لحماية مقدرات وأمن ليبيا وهو مدعوم سياسيًا- من دون شك- من الخليج العربي- السعودية والإمارات- وجامعة الدول العربية- مصر والأردن، عدا عن القوى الإقليمية التى تخشى الأطماع الإردوغانية التى تتلف علاقاتها مع تركيا.

الإردوغانية تتلف تركيا:

إلى ذلك يرى سياسيون أن استشراف المستقبل فى ليبيا بعد التدخل السافر من الجيش والمرتزقة الأتراك، يبدو أكثر صعوبة ودمويا نتيجة غطرسة رجل تركيا المريض التائه فى أنقرة والذى وجد من يتسق مع سياساته المتخلفة، فمع مجريات التدخل التركى وما تبع ذلك من تدخل مواجه حققته روسيا: يقول المسئولون الليبيون والأمريكيون إن هؤلاء المقاتلين الروس المتعاقدين ينتمون إلى منظمة شبه عسكرية تدعى «مجموعة فاغنر» وترتبط بمقربين من الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، وتحدثت تقارير إعلامية غربية كثيرة، وتحديدًا أمريكية قبيل نهاية العام 2019. إلى ذلك، أفاد تقرير لأسوشيتد برس بأن متعهدى مجموعة فاغنر متهمون بالقتال إلى جانب الجنرال خليفة حفتر، الذى يقوم، إلى جانب دعم الإمارات العربية المتحدة ومصر، بفرض حصار على الحكومة المؤقتة المعترف بها دوليًا فى طرابلس.. فإن ليبيا تضعنا أمام مؤشرات خطيرة جدا تحمل القضية الليبية إلى مرحلة سيناريو هات صعبة، ليس أقلها الانفلات الأمنى وضياع السلم الاجتماعى وغياب الدولة الوطنية الليبية، فى ما يتوازى مع ما حدث فى سوريا ومستويات ما وصل إليه «النزاع السورى» وحاليا ليبيا فى عين العاصفة نتيجة السكوت الراهن عالميا وأمميًّا.

المنافسة العربية الأوروبية:

رغم مخاطر تفاقم الفوضى فى ليبيا لم يحد منها بيان جامعة الدول العربية، الذى رفض التدخلات الخارجية التى من شأنها تسهيل انتقال المقاتلين المتطرفين الأجانب إلى ليبيا، وضرورة منعها. كما لفت فى ختام اجتماع دورته غير العادية، برئاسة العراق وبناء على طلب مصر، على خطورة مخالفة نص وروح الاتفاق السياسى الليبى والقرارات الدولية ذات الصلة، على نحو يسمح بالتدخلات العسكرية الخارجية، بما يسهم فى تصعيد وإطالة أمد الصراع فى ليبيا والمنطقة. وجدد المجلس تأكيده على ضرورة الالتزام بوحدة وسيادة ليبيا وسلامة أراضيها ولحمتها الوطنية، وعلى رفض التدخل الخارجى، ودعم العملية السياسية من خلال التنفيذ الكامل لاتفاق الصخيرات باعتباره المرجعية الوحيدة للتسوية فى ليبيا، وأهمية إشراك دول الجوار فى الجهود الدولية الهادفة إلى مساعدة الليبيين على تسوية الأزمة الليبية. كما أكد أن التسوية السياسية هى الحل الوحيد لعودة الأمن والاستقرار فى ليبيا والقضاء على الإرهاب. فى ذات الوقت نجد أن حليف إردوغان «السراج» يشيد(...) ببيان الاتحاد الأوروبى الذى صدر عقب لقائه بمفوضة السياسة الخارجية فى الاتحاد الأوروبى فيديريكا موغيرينى ورئيس المجلس الأوروبى دونالد تاسك، والذى أدان الاعتداء على طرابلس.

ترامب:

.. موقف الولايات المتحدة الأمريكية بدا داعما لما نجح فيه الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى بعدما أجرى اتصالًا هاتفيًا مع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب. وتبادل وجهات النظر حول تطورات الوضع فى ليبيا، مؤكدا «السيسى» دعم مصر لتفعيل إرادة الشعب الليبى فى تحقيق الأمن والاستقرار لبلاده، وأهمية الدور الذى يقوم به الجيش الوطنى الليبى فى هذا السياق لمكافحة الإرهاب وتقويض نشاط التنظيمات والميليشيات المسلحة التى باتت تهدد الامن الإقليمى بأسره، مشددا سيادته فى ذات الوقت على ضرورة وضع حد لحجم التدخلات الخارجية غير المشروعة فى الشأن الليبى. ترامب أنهى العام الماضى بالتشديد على ضرورة منع التدخل العسكرى التركى فى الشأن الليبى، وكان ما سرب إعلاميا من أن الرئيس الأمريكى ترامب قدم دعم الولايات المتحدة الأمريكية لجهود حفتر، كما أن الموقف الأمريكى واضح عبر بيان الخارجية الأمريكية الذى سمى الأشياء بمسمياتها كاستعمال عبارة «ميليشيات حفتر»، واستمرار العمل الناجح مع الولايات المتحدة فى مجال مكافحة الإرهاب كما حصل خلال تحرير سرت، وإن الولايات المتحدة تعلم جيدًا من يحارب الإرهاب ومن يقوم على الأرض بالفعل الصحيح. 