السبت 11 أكتوبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

للوصاية وجوه كثيرة

للوصاية وجوه كثيرة
للوصاية وجوه كثيرة


على طريقة ثقب السفينة بدلًا من مواجهة الملك الظالم.. يتم التعامل مع الأنثى فى كثير من الثقافات والمعتقدات.. إذ تتم مواجهة التحرش والاعتداء على المرأة بتشويهها لا معاقبة المذنب، باعتبار أن إغراء أنوثتها هو السبب ولا بد من علاج المشكلة من منبعها.. أشكال كثيرة لتشويه أجساد الفتيات حتى لا تصبح جذابة للرجل أو للسيطرة على شهوتها الجنسية ومنعها أصلًا.. بهذه الطرق تعيش الفتاة بتشوهات جسدية ونفسية لا تقدر على تجاوزها.


فى الوقت الذى تعانى فيه مصر ومجتمعات عدة من عادة الختان بسبب الجهل والاعتقاد بأن ذلك حماية للأنثى من شهوتها وضمانًا لعفتها، نجد أن العالم كله باختلاف معتقداته وتراثه يمارس تشويه جسد المرأة لكن كلٌ على طريقته الخاصة، فبدلًا من معاقبة الرجال العاجزين عن السيطرة على شهواتهم؛ تعاقب الأنثى على طبيعتها.
الغريب فى الأمر أن معظم ممارسات العنف ضد المرأة تتم بحكم وازع دينى وأخلاقى فى كل مجتمع، تارة بحجة ضمان عفتها وأخرى لحمايتها من الاختطاف والاغتصاب، ويتم توارث تلك العادات البشعة حتى مع اختلاف الثقافة وظروف المجتمع ذاته وكأنها أصبحت من ثوابت الكون الطبيعية.
القبح فى مواجهة الاختطاف
قبيلة الأباتانى فى الهند، التى يبلغ عدد أفرادها نحو الـ 60 ألفًا، وجدت طريقتها الخاصة لحماية الفتيات من الاختطاف والتحرش، إذ اشتهرت نساء القبيلة منذ العصور القديمة بأنوفهن غريبة الشكل المسدودة بسدادات كبيرة الحجم.
توارث أبناء القبيلة عادات أجدادهم شفويًا من جيل إلى جيل، ويأتى تقليد سدادات الأنوف التى ترتديها معظم نساء القبيلة بهدف تشويه جمالهن، وحماية نساء القرية من الاختطاف، إذ كانت نساء القبيلة تُعتبرن من أجمل نساء المنطقة، وكثيرًا ما كانت القبائل المجاورة تداهم قراهن لخطفهن، بدأت نساء أباتانى فى ارتداء هذه السدادات البشعة ووشم وجوههن بخط أفقى من الجبهة إلى طرف الأنف، ووضع خمسة خطوط أخرى على ذقونهن، ليصبح الوجه المشوه بديلًا عن الاختطاف وتشتهر القبيلة بهذه العادة بعد أن كانت القرية صاحبة أجمل النساء.
أنوثة بلا أثداء
حجارة كبيرة أو مطرقة ساخنة تلك هى الأدوات المستخدمة فى عملية «ختان الثدى»، واحدة من بين كل 4 نساء تتعرض لكى وطمث ثدييها فى الكاميرون، وفى الغالب الأم هى التى تمارس ذلك بغرض حماية الفتيات من الاختطاف والاغتصاب، كما تم توثيق العديد من الممارسات المماثلة فى نيجيريا وتوغو وجمهورية غينيا وساحل العاج وجنوب أفريقيا.
فى الماضى كانت تلك العادة هدفها تحسين در الحليب لدى الأم المرضعة بكى جزء من الثدى؛ إلا أنها تغيرت مع تزايد حالات الاغتصاب كما ترتدى الفتيات من العائلات الثرية أحزمة عريضة تضغط على الثدى وتمنع نموه بدلًا من استئصاله أو كيّه بالنار.
تبدأ عملية «كى الثدى» فى المرحلة العمرية ما بين 11 و15 عامًا لمنع ظهور علامات البلوغ وكبر الثدى، اعتقادًا بأن المظهر الطفولى غير الجذاب سيحمى الفتاة من الاغتصاب، وسط ترحيب كبير من الأسر والفتيات اعتقادًا منهم أنه أمر جيد، فالأمر الشائع أن الهدف من هذه الممارسة الشنيعة فى الأساس ليس الرغبة فى قمع الفتيات أو تعذيبهن، وإنما هى وسيلة لحمايتهن من التحرش والاغتصاب بتشويه أنسجة الثدى وجعل مظهرهن غير جذاب للذكور.
الأنوثة المعلّبة
تحكى الأسطورة عن وجود ملك ظالم كان يذهب إلى جميع احتفالات الزواج ليقضى الليلة الأولى مع العروس ويفض بكارتها قبل زوجها، ممّا أثار سخط الشعب المغلوب على أمره، فبادرت إحدى العجائز بخياطة فرج الفتيات من جيرانها، وعندما دخل الملك على إحداهن صدم بما رأى ولم يتمكّن من فض بكارتها، وفسّر ما حدث بأن الآلهة غير راضية عن فعله فقرّر عدم اغتصاب النساء من بعد، لكن الشعب استمر فى ممارسة هذه العادة من باب الحذر والحفاظ على عفة الفتيات.
تتعامل الكثير من الثقافات مع الأنثى على أنها جزء من المتاع والأثاث المستخدم، كما يرى الكثيرون عفة الأنثى وبكارتها بصورة «السلوفان» الذى يضمن استخدام المنتج لأول مرة، هذا ما تعكسه من دون مبالغة ممارسات خياطة فرج الأنثى لضمان عفتها.
قديمًا لجأ البيطريون لإغلاق شفرى الفرس بحلقة معدنيّة لمنع العلاقة الجنسيّة، وكما عرف الرومانيون شبك غلفة الرجل، عرفوا أيضًا شبك فرج المرأة بإمرار حلقة من معدن بشفريها وكانت هذه العمليّة تتم على الإماء وعلى المكرّسات للخدمة الكنسية.
يرجع البعض أصل تلك العادة لتجّار العبيد فى آسيا الصغرى، إذ كانوا يخيطون فروج الفتيات للحفاظ على بكارتهن، وعندما يتقدّم مشترٍ لهن، كان يفك الخيط فى حضوره بشفرة تأكيدًا على عفتها.
عمليّة شبك الفرج كانت تتم سابقًا بإمرار حلقة من معدن فى شفرى الفتاة يتم لحامها بالنار عند الحداد، أمّا النساء المتزوّجات، فقد كان يمر فى شفريها حلقة مجهّزة بقفل يحتفظ زوجها بمفتاحه، إذ لجأ الفقراء إلى هذه العادة لأنهم لم يكن بمقدورهم اقتناء الخصيان للحفاظ على حريمهم، إذ إن سعر الخصى كان غاليًا جدًّا بسبب ارتفاع نسبة الوفاة عند إجراء الخصى، ولم يكن يقدر على اقتنائهم إلاّ الأغنياء.
وفى الهند ما زالت بعض القبائل يقوم رجالها بشبك الشفرين لزوجته بسلك من ذهب ثم يلفّه ويضع عليه شمعًا ويختمه بخاتمه قبل سفره لضمان عفتها وعدم ممارستها الجنس أثناء غيابه.
وتنتشر تلك العادة فى الكثير من الدول الإفريقيّة، خاصّة السودان والصومال وجيبوتى وإريتريا والحبشة وجنوب مصر بنسبة تزيد على 90 %، ويطلق عليه اسم «الختان السودانى»، وتقدّر نسبة مشبوكات الفرج بـ 15 إلى 20 % من المختونات فى العالم.
يتيح شبك الفرج لأسرة الفتاة الحصول على مهر مرتفع عند زواجها فى تلك المجتمعات والمرأة التى تمتنع عن ذلك تعتبر عاهرة، وفى الصومال يتم دحرجة حبّة ذرة أو سمسم على خياطة الفرج، فإذا انزلقت دون توقّف، أعتُبِر الختان ناجحًا، وأمّا إذا توقّفت فى الثقب، شُق الفرج وأعيد تضييق فتحته، كما تقوم الفتيات هناك بالتباهى بينهن بالكشف عن فروجهن لترى صديقاتهن علامة على أنهن لسن عاهرات.
حزام العفة
بدأ الأمر باختراع فى إيطاليا عام 1400 بأداة تصنع من الجلد أو الحديد تستخدم لمنع القيام بالفاحشة أو الاغتصاب عند المسيحيين وهو عبارة عن طوق له قفل يلتف حول خصر المرأة فيغلق الفرج باستثناء فتحات ضيقة لقضاء الحاجة، ويحتفظ الزوج بمفتاحه معه.
ساهمت حروب أوروبا فى القرون الوسطى فى انتشار تلك العادة إذ كان الفارس الصليبى يجبر زوجته على ارتداء حزام العفة قبل خروجه للحرب حتى لا تخونه فى غيابه، اتباعًا للنظام الذى ابتدعته الكنيسة المسيحية فى العصور الوسطى وقتما انتشر الإقطاع وساد نظام الفروسية وكان النبلاء يخرجون فى مبارزات ويغيبون عن أسرهم وزوجاتهم لشهور طويلة.