الجمعة 2 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

منتخب الشطرنج كش ملك!

منتخب الشطرنج كش ملك!
منتخب الشطرنج كش ملك!


قبل أيام حصدت البعثة المصرية للشطرنج فى تونس 5 ميداليات فى ختام بطولة إفريقيا للرجال والسيدات المؤهلة إلى كأس العالم بروسيا، 2 ميدالية ذهبية للاعب أحمد عدلى واللاعبة شروق وفا وميدالية فضية د.باسم أمين، و2 ميدالية برونزية للاعب عصام الجندى واللاعبة آية معتز، وبعد البطولة الإفريقية نظم الاتحاد المصرى للشطرنج بطولة كأس فى نقابة المهندسين بين فريق الشرقية للدخان ومصر للتأمين.

 تبدو لعبة الشطرنج للوهلة الأولى أنها مجرد لعبة للتسلية تحتاج للمجهود العقلى إلا أنها عالم مليء بالتفاصيل والأحلام، فور دخولك لغرفة نهائيات كأس مصر تجد لاعبي الشطرنج جالسين فى هدوء تام طوال 4 ساعات هو زمن المباراة، الكل مستغرق فى التجهيز لعدة خطوات قادمة، على إحدى الطاولات يتنافس بهدوء وحذر شديد كل من باسم أمين وعصام الجندى بطلا مصر فى الشطرنج.

ذهبنا للدكتور هشام الجندى، رئيس الاتحاد المصرى للشطرنج، لنتعرف على تفاصيل ذلك العالم، فحكايته أشبه بكثير ممن تملكهم شغف اللعبة، فهو طبيب أمراض قلب لكنه قرر احتراف الشطرنج منذ صغره، كما أسس أثناء دراسته فى كلية الطب نادى القليوبية للشطرنج وأصبح رئيس منطقة القليوبية للشطرنج، حتى قرر الانضمام للاتحاد وأصبح حكمًا ومدربًا دوليًا ويصبح فى عام 1992 عضو مجلس إدارة الاتحاد إضافة إلى أنه شارك فى تنظيم بطولة إفريقيا فى العام، وتم انتخابه فى 2012 رئيسًا للاتحاد، لا يجد أى معارضة بين تخصصه فى الطب وشغفه بالشطرنج.
وعن التحديات التى يواجهها الاتحاد يرى هشام أن التحدى الأكبر هو قلة الاهتمام الإعلامى، وغياب الدعم المادى إضافة لعدم إقبال الرعاة على الألعاب الفردية وهو ما يعطل تنظيم بطولات دولية فى مصر لأن الأمر يحتاج إلى الكثير من التكاليف، فميزانية الاتحاد المصرى لا تتجاوز الـ300 ألف جنيه سنويًا ويذهب معظمها فى المرتبات والباقى لا يكفى لتنظيم بطولة محلية أو حتى التكفل بمصاريف اللاعبين فى المنافسات الدولية مما يضطر اللاعب للسفر على نفقته الخاصة وهو أمر مكلف جدًا.
عن بطولة إفريقيا يقول الجندى إن وزارة الشباب والرياضة لم تصرف للاتحاد أى دعم إضافى لتذاكر وإقامة اللاعبين، مشيرًا إلى أن غياب الدعم المالى لا يؤهل الكثيرين للاحتراف دوليًا، رغم أن مصر بها ناديان فقط للشطرنج يتعاقدان مع المحترفين مقابل 30 ألفًا سنويًا وهو رقم زهيد جدًا بالنسبة لما يبذله اللاعب من المجهود والأموال لكى يكون محترفًا.
وأضاف رئيس الاتحاد أنه حاول فى عام 2017 التعاون مع وزارة الشباب والرياضة ووزارة التربية والتعليم لجعل الشطرنج أحد الأنشطة الأساسية فى المدارس وبالفعل تم ذلك فى أربع محافظات فقط وساعد فى تأهل الكثير من الناشئين للبطولات المحلية، لكن الأمر لم يستمر للسنة التالية بسبب ضعف الميزانيات.
 ويشير لأنه فى روسيا على سبيل المثال وهى من أقوى اتحادات الشطرنج تولى الدولة اهتمامًا شديدًا للعبة حتى أن رئيس اتحاد الشطرنج الروسى كان رئيس وزراء سابقًا كما يحضر الرئيس الروسى المباريات الدولية للمنتخب وهو ما يعكس الدعم الكامل من أجهزة الدولة، ويضيف الجندى «أنا أحتاج 2 مليون جنيه ميزانية للاتحاد حتى أستطيع توفير الفرص وتذليل العقبات للمواهب المصرية فى الشطرنج والمنافسة دوليًا بقوة».

الدكتور باسم أمين، لاعب الشطرنج الأول فى إفريقيا والـ35 على العالم، بدأ شغفه بالشطرنج فى الخامسة من عمره، فقام والده بتعليمه أساسيات اللعبة، ثم تابع مع مدرب خاص للشطرنج، حتى حصل على بطولة الجمهورية تحت سن 12 سنة وبطولة العرب تحت سن 10سنوات، التحدى الأكبر له هو غياب الدعم المالى أيضًا.
حسم باسم اختياره بين الطب والشطرنج بسهولة، فبعد انتهاء خدمته العسكرية قرر تقديم استقالته من وزارة الصحة ليتبع شغفه فى تحقيق ترتيب دولى فى الشطرنج، ويرى أنه مؤهل لذلك، رغم غياب الدعم المادى إلا أن جوائز البطولات الدولية لا بأس بها بالنسبة له، كما يتمنى أن يخصص الاتحاد مدربًا أجنبيًا يصاحب المنتخب فى كافة بطولاته لأن هذا فى وجهة نظره كفيل بتطور مستوى المنتخب.
التكنولوجيا ساعدت باسم كثيرًا فى التدريب خاصة فى ظل إمكانيات الاتحاد الصعبة فى توفير مدربين دائمين، مشيرًا لوجود برامج شطرنج على مستوى عال جدًا تجعل اللاعب وكأنه فى مباراة مع محترفى العالم.

أدهم فوزى، أصغر المحترفين فى اتحاد الشطرنج المصرى، وتصنيفه الرابع على مستوى مصر، قرر تقسيم الثانوية العامة على سنتين حتى لا تؤثر على مستواه فى الشطرنج، شغفه بالشطرنج بدأ من مشاهدته لوالده وعمه يلعبان الشطرنج يوميًا منذ صغره، وتعلم على يد والده أساسيات اللعبة ليتعلم بعد ذلك على يد مدرب خاص ويكمل طريقه ببرامج الشطرنج والكتب التى تشرح تكنيكات المحترفين.
يستغرق أدهم فى تدريبات الشطرنج يوميًا أكثر من 7 ساعات، السنة الماضية كانت الأصعب له لأنه كان يلعب على لقب الاحتراف «جراند ماستر» مما احتاج منه الذهاب لعدة بطولات دولية على حسابه الخاص لتحقيق الرقم الذى يؤهلة لذلك، ويطمح لزيادة ترتيبه الدولى بين لاعبى الشطرنج، ويرى أدهم أنه محظوظ لأنه عاصر هذا التطور التكنولوجى الذى ساعده فى زيادة مهاراته على عكس الأجيال السابقة التى كان أمر التدريب أكثر صعوبة بالنسبة لها.

عبدالرحمن هشام، لاعب منتخب مصر فى الشطرنج، ويعمل فى مجال البرمجة، بدأ رحلته مع الشطرنج بسبب أخيه الأكبر لكنه قرر الاستمرار حتى بعد توقف أخيه ليحقق المركز السادس على مستوى مصر، التحدى الأكبر بالنسبة له هو مستوى التدريب فى مصر، مشيرًا إلى أن أغلب المدربين المصريين مؤهلون لتدريب الناشئين فقط وأن المحترفين فى الاتحاد فى حاجة لمدرب أجنبى ليتطور مستواهم فى اللعب.
ويضيف هشام أن التكنولوجيا مهما كانت كفاءتها فاللاعب يحتاج لمدرب يعلمه أهم التكتيكات والفنيات فى اللعبة، أما عن غياب الدعم المادى يرى الأمور فى تطور كبير مشيرًا إلى أنه رغم أنه فى بعض الأوقات يصرف على اللعبة فإنها أصبحت شيئًا أساسيًا فى حياته حتى قبل عمله فى ترتيب الأولويات.

حققت المرأة تواجدًا مهمًا في لعبة الشطرنج إذ تأهلت شاهندة وفا وأختها شروق وفا لبطولة كأس العالم 2020، بدأ شغفهما بالشطرنج منذ سن صغيرة وتولى والدهما تدريبهما فى المراحل الأولى، وشاركت شاهندة وهى فى العاشرة من عمرها فى بطولة المحلة المفتوحة 2009.. الشطرنج بالنسبة لشاهندة جزء مهم فى حياتها وتستطيع أن توازن بينه وبين دراستها، والتحدى الأكبر بالنسبة لها هو قلة البطولات التى تنظمها مصر للشطرنج، مشيرة إلى أنها سافرت بطولة إفريقيا السابقة من دون مدرب مع المنتخب إضافة لحدوث ذلك عدة مرات فى كأس العالم وهو ما يعيق تقدم الفريق بشكل كبير.. تعتمد شاهندة على نفسها بشكل كامل فى التدريب من برامج الكمبيوتر والكتب، وتتمنى أن تحقق مركزًا متقدمًا خلال مشاركتها فى بطولة كأس العالم.
على العكس تمامًا يبدو أن التكنولوجيا جعلت من تحكيم الشطرنج أمرًا صعبًا، فالعميد سعيد حسنين، الحكم الدولى ورئيس حكام بطولة الرجال، يرى أن الموبايل أدى لوجود عمليات الغش فى بطولات الشطرنج، خاصة مع وجود البرامج المتطورة التى تمكن اللاعب من تحليل المباراة التى يلعبها وتقدم له أسهل الطرق للفوز.
يقوم حسنين بتطبيق قانون اللعبة بكل صرامة منذ بدايته رحلة التحكيم فى 1995، فاللاعب الذى يلمس قطعة عليه بتحريكها فورًا من دون التراجع فى القرار وإلا يحسب عليه خطأ، أما من يحرك قطعة فى مسار خاطئ يحسب لمنافسه دقيقتين، إضافة لتوجيه إنذار للاعب الذى يضغط على التايمر بطريقة غير آدمية زاد على تلك الشروط مؤخرًا منع اصطحاب التليفون المحمول بعد تكرار عدة عمليات للغش بسببه، أصبح وجود التليفون المحمول داخل أى مباراة كفيلًا بإنهاء المباراة لصاحبه وفوز المنافس.
ويضيف حسنين أنه رغم قلة الإمكانيات التى يعانى منها الاتحاد المصرى فإنه الاتحاد الأول على مستوى إفريقيا والعرب من حيث الأرقام التى حققها والبطولات التى شارك فيها.
ويوضح حسنين أن الاتحاد يقوم بعمل دورات تدريبية للراغبين فى التحكيم مشيرًا إلى أن الحكم لا بد أن يكون لاعبًا محترفًا بالأساس وملمًا بتفاصيل اللعبة.

رضا فاضل، منظم بطولة كأس مصر للشطرنج ومدرب خاص، يرى أن البطولات التى ينظمها الاتحاد غير مجدية للاعبين سواء على مستوى المنافسة أو الجوائز، مشيرًا إلى أن الشطرنج يحتاج للكثير من الأموال للتطور، ويرى أن البطولات الخاصة كالتى يتم تنظيمها فى مرسى مطروح فى أكتوبر القادم تحت رعاية أحد رجال الأعمال تحقق غرض المنافسة العالمية فى اللعبة كما تقوم بالترويج للسياحة وهو الهدف المقامة لأجله من الأساس، مؤكدًا أن الدولة عليها أن تلتفت لدور الألعاب الفردية فى الترويج للسياحة المصرية باعتبار أن اللاعبين هم سفراء لمصر فى جميع البطولات والمراكز التى يقومون بتحقيقها.