الجمعة 2 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

رمضان الدواعش.. أوله تفجير وآخره حرق فى النار !

رمضان الدواعش.. أوله تفجير وآخره حرق فى النار !
رمضان الدواعش.. أوله تفجير وآخره حرق فى النار !


منذ عام 2014 وحتى الآن يشن تنظيم «داعش» الإرهابى هجمات إرهابية مكثفة خلال شهر رمضان، بداية من العراق في هذه السنة، ثم إلى العديد من دول العالم في السنوات التالية،  وصولاً إلى رمضان الحالى الذى حل بعد أقل من أسبوع لبث فيديو زعيم التنظيم أبو بكر البغدادى، الذى تعهد فيه بشن العديد من «الحملات» فى الفترة المقبلة.
ومنذ  نشر  الفيديو يوم 29 أبريل الماضى حتى الأسبوع الأول من شهر رمضان الحالى، شن التنظيم الإرهابي نحو 21 هجوما في كل من نيجيريا وبوركينا فاسو ومالى وبنين وليبيا والعراق وسوريا، راح ضحيتها نحو 124 قتيلا و20 مصابا، بالإضافة إلى اثنين من الرهائن الفرنسيين.


من «دولة» لـ«تنظيم»
تعليقًا على هذا النهج الإرهابى من قِبل «داعش» قال حمادة شعبان، مشرف وحدة رصد اللغة التركية بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، إن التنظيم أفتى -على منصاته الإعلامية- بوجوب إفطار مقاتليه الذين ينفذون عمليات إرهابية أثناء شهر رمضان، بجانب فتوى أخرى تحظر خروج المرأة نهائياً في نهار الشهر الكريم، وجواز خروجها مع مِحرم بعد الإفطار، فضلاً عن فتوى ثالثة شديدة الغرابة قالها بعض شيوخهم عن «عدم قبول صوم من يكره التنظيم».
وأضاف: «رغم القضاء على الدولة الإسلامية المزعومة، واستعادة مساحات شاسعة كان يسيطر عليها، وأصبحت هذه الدولة المزعومة افتراضية على منصاته الإعلامية وألسنة قادته دون وجود في الواقع الجغرافي على الأرض، لا يزال التنظيم يشن بعض الهجمات وآخرها التفجيرات التي شهدتها سوق في حى مدينة الصدر شمال شرق بغداد في الأسبوع الماضى».
ورأى أن التنظيم ما زال موجودًا  لكنه انكفأ على نفسه وتحول إلى «خلايا نائمة»، وهو أمر في غاية الخطورة لأنه يمكن عناصره من الانتشار في مجاميع صغيرة والاندماج وسط المجتمعات المحلية في الريف والقرى والمناطق الصحراوية صعبة الوصول.
وأوضح: «التنظيم يحاول التواجد في مناطق مفتوحة وقرى مهجورة بالمناطق الغربية والشمالية الغربية، لخلق بيئة حاضنة جديدة في ظل صعوبة صناعة بيئة منسجمة عقائديا معهم بسبب ما ارتكبوه من جرائم في حق المدنيين».
وأضاف «يريدون خلق بيئة متخادمة أو وظيفية اقتصادية، لذا كان غالبية المعتقلين بتهمة الدعم اللوجستي لتنظيم داعش في مناطق شرق وغرب العراق فقراء من كبار السن والنساء، واعترفوا في التحقيقات التي أجريت معهم أنهم بحاجة إلى الأموال التي توفرها لهم هذه الجماعات القاطنة في الجبال والبوادى».
وأشار إلى أن العمليات الإرهابية التي ينفذها «داعش» في مرحلة «الانهيار وإعادة التكوين» حالياً تختلف اختلافا كبيرًا عن عملياته في 2015، وهو ما يعكس تراجع قوته وانهياره الجغرافي والعسكري والسياسى».
واستدل على ذلك بأن التنظيم كان ينفذ عمليات قوية أشبه بعمليات الأسلحة المشتركة للجيوش النظامية بمشاركة جميع وحداته من عناصر استخباراتية وعسكرية بتشكيلاتها كافة، يهدف التوسع والسيطرة على مزيد من الأراضي، والآن ينفذ  عمليات فردية أشبه بـ«حرب العصابات» لإثبات الذات وإرسال ما يفيد وجوده.
وأوضح أن العمليات الحالية تقتصر على زرع فرد عبوة ناسفة في سيارة أو في تجمع، ما يعني تحول «داعش» من «دولة» كان يريد إقامتها إلى تنظيم إرهابى تقليدى لا مركزى.
و«الانكفاء على الذات ليس غريبا على تنظيم داعش»، فهو بحسب  مشرف وحدة رصد اللغة التركية بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، يمثل شيئا أساسيا في خطط التنظيم وأديباته.
يوضح: «داعش منذ نشأته الأولى أو منذ نواته الأولى (جماعة التوحيد والجهاد) بقيادة أبو مصعب الزرقاوي ثم (القاعدة في العراق) و(مجلس شورى المجاهدين) وغيرها من المسميات تعرض لظروف مختلفة، منها ما جعله قويا وتقدم به خطوات كبيرة نحو الأمام، ومنها ما جعله ضعيفا منكفئا على نفسه يحاول أن يبدأ من جديد من حيث بداياته الأولى»، محذراً من أن «التنظيم يمتلك خبرة استراتيجية قوية وطويلة في الانكفاء والانزواء على النفس، وفي العودة من جديد بعد هذا الانكفاء».
ويضيف إن خطة التنظيم قائمة على عدة مراحل: «التكوين» ثم «التمهيد للظهور» ثم «التمكين» ثم «الضعف والانهيار»، ويلي ذلك كله البداية من جديد في مرحلة «التكوين»، وكأن التنظيم يدور في حلقة دائمة الدوران.
ويتابع: «ربما يبدأ التنظيم مرحلة التكوين من جديد، وهو لديه أموال ونواة جديدة من القادة الذين تربوا على يد القادة السابقين الذين كانوا في معية أبو بكر البغدادي منذ التكوين في 2010 صعودا إلى التمكين عام 2014 و 2015، ثم الانهيار ابتداء من 2016 ثم ذروة الانهيار 2018-2019».
جهاد مزعوم
قال الدكتور إيهاب شوقي، منسق الوحدة الأفريقية بمركز مكافحة التطرف بالأزهر الشريف، إن رمضان صار في السنوات الأخيرة شهر العمليات الإرهابية التي تنفذها الجماعات المتطرفة معتقدة أنها «جهاد والتزام ديني وأفضل أعمال العبادة».
وأوضح: «تستند تلك الجماعات الإرهابية غالبا  لتبرير عملياتها الإرهابية بدعوى أنها جهاد في سبيل الله  في هذا الشهر الفضيل إلى الكثير من الأحداث والمعارك الإسلامية التي وقعت في رمضان، مثل معركة بدر التي وقعت في السنة الثانية للهجرة، وفتح مكة في العام الثامن، ولكن ثمة فرق بين الحق والباطل».
وأضاف «مع حلول الشهر تطلق قيادات التنظيمات نداءاتها الرمضانية السنوية، وتحث عناصرها على جعل رمضان شهر الفتح والجهاد، فلا تتورع عن سفك دماء الأبرياء وتنفيذ المخططات الإجرامية غاضة الطرف عن حرمة الدماء وحرمة الشهر الفضيل».
وأشار إلى أن قارة إفريقيا أصبحت محاصرة بين ألغام وقذائف حركة «الشباب» الصومالية في شرقها وقنابل وأحزمة انتحاريى «بوكو حرام» النيجيرية في غربها، بجانب عنف جماعات متمردة ومليشيات مسلحة هنا وهناك، وكأن هذه الجماعات وتلك التنظيمات تأبى أن ينعم الأفارقة بالأمن والاستقرار ولو ليوم واحد، مضيفاً «منذ الساعات الأولى من شهر رمضان، وهذه الجماعات تعمل على تكثيف نشاطها من خلال جرائم وحشية وأعمال دامية».
واستشهد بنيحيريا التي «أصبحت الهجمات الانتحارية التي تشنها جماعة بوكو حرام الإرهابية من الطقوس الرمضانية المعروفة هناك، والتي كان آخر ضحاياها 5 جنود قتلوا في هجوم انتحاري استهدف إحدى القرى الواقعة في مدينة برنو شمال شرق البلاد».
كما قتلت الجماعة الإرهابية 9 أشخاص في هجومين منفصلين قبيل موعد الإفطار في شهر رمضان، كان الأول منهما في قرية «مولاي» التي تبعد 60 كيلومترا عن مدينة «‏مايدجوري» عاصمة ولاية «برنو»، حيث هاجم مسلحون من «بوكو حرام» القرية وسلبوا ما يقدرون ‏على حمله وأحرقوا ما يقرب من 40 منزلا، ما أسفر عن سقوط 6 أشخاص.
وكان الهجوم الثاني على قرية من مدينة «كوندوجا»‏ ‏ والتي تبعد نحو 38 كيلو متر عن «مايدجورى» عاصمة الولاية، ما أسفر عن سقوط 3 أشخاص.
وأعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته عن مقتل 11 جنديا في نيجيريا إثر هجوم شنه عناصر التنظيم ضد ‏أحد معسكرات الجيش النيجيري بمدينة «جاجيجنا» ‏ بولاية بورنو.
ومن نيجيريا إلى الصومال، التى كانت أجواء استقبال الشهر الفضيل لا تختلف فيها كثيرا، بعد أن وقع انفجار على بعد أمتار قليلة من منزل الرئيس في العاصمة مقديشو المعروف باسم «فيلا الصومال»، كما أصيب عدة أشخاص بجروح. ومن المرجح أن يكون هذا الهجوم انتقاما من قتل الجيش الصومالي 18 إرهابيًا من حركة «الشباب» فى منطقة جوبا، كما قتلت الحركة 3 أشخاص فيما أصيب آخرون بجروح في هجوم انتحاري بعد انفجار سيارة مفخخة في العاصمة مقديشو، وفق«شوقى».
وتتزامن هذه الهجمات مع مواصلة القوات الصومالية تنفيذ عملية كبيرة أسفرت عن مقتل 11 من عناصر حركة «الشباب»، بعدما شن مقاتلو الحركة هجوماً على قاعدة تابعة للجيش الصومالي في المنطقة التي وقع بها القتال. وقد تبادل الجانبان إطلاق كثيف من الأعيرة النارية، بالإضافة إلى القصف المدفعي الذي خيم على المنطقة بالكامل.
أما في مالي فقد لقي 12 شخصا مصرعهم وأصيب آخرون على يد مسلحين كانوا قد هاجموا قرية «هيرمان كونو» التي تبعد حوالي 15 كيلومتراً من «نيونو» وسط مالى.
واختتم منسق «الوحدة الأفريقية»: «الإرهاب يتنافى مع روح رمضان، وحركة الشباب المجاهدين الصومالية وجماعة بوكو حرام التابعتان لتنظيم القاعدة وداعش وغيرهما من الجماعات المتطرفة والحركات الإرهابية لا تردعها حرمة شهر ولا مكان إذ لم تردعها حرمة الدماء التي هي أشد عند الله من حرمة بيته الحرام، بل إن هذه الحركات تجد في هذه الأيام فرصة ذهبية لتنفيذ مخططات تراها جهادا مشروعا وهى في ميزان الشرع والعقل إجرام ووحشية».