الثلاثاء 1 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

السفير أسامة عبدالخالق: القاهرة تقود التنمية فى القارة السمراء

السفير أسامة عبدالخالق: القاهرة تقود التنمية فى القارة السمراء
السفير أسامة عبدالخالق: القاهرة تقود التنمية فى القارة السمراء


مصر ونيجيريا وجنوب إفريقيا من أكبر الدول فى القارة الإفريقية وتمكنها قيادة القارة إلى التنمية بنجاح خاصة فى ظل تأكيد الرئيس السيسى أن 60 % من سكان إفريقيا شباب تحت 30 عامًا، لذلك التنمية فى القارة تسير بمعدلات سريعة..هكذا تحدث السفير أسامة عبدالخالق مندوب مصر الدائم بالاتحاد الإفريقى لـ«روزاليوسف» الذى أكد أن رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى مجرد بداية نحو استعادة لدورنا المعتاد فى القارة مع جميع الأشقاء، الذين يرحبون بنا.. وقال «عبدالخالق» إن الدولة المصرية قادرة على الحفاظ على أمنها المائى فى ضوء تفهم تطلعات التنمية لدى الأشقاء الإثيوبيين، مشيرًا إلى أن مصر تستضيف المركز الإفريقى لإعادة الإعمار والتنمية بعد النزاعات وهو ما يعنى دخولها بقوة فى عملية بناء السلام بالقارة.

 بداية.. كيف رأيت ملتقى الشباب العربى والإفريقي؟
- الفعالية رائعة لأن إفريقيا تزخر بالشباب، وكما قال الرئيس السيسى حوالى 50 أو 60 % من سكان إفريقيا تحت 30 عامًا فهى قارة شابة، وفكرة اختيار مصر جسرًا بين العالمين العربى والإفريقى فكرة تأصيلها مهم جدًا.
اختيار العنوان  والمحتوى والفعاليات كان مرتبطًا بقضايا مهمة فى القارة فنيًا وسياسيًا، مثل التحديات فى منطقة الساحل وموضوع آخر هو التواصل بين العالمين العربى والإفريقى والدمج الاجتماعى والشمول المالى.
 ماذا عن المستقبل المصرى فى القارة؟
- مصر من أكبر ثلاث دول فى القارة، والأكاديميون يتحدثون عن ذلك، وبالتحديد مصر ونيجيريا وجنوب إفريقيا، ويجب أن نضع فى اعتبارنا أهمية ومعنى رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى وبعدها تنتقل رئاسته لجنوب إفريقيا، مما يعنى أن اثنتين من الثلاث الكبرى ستقدمان الكثير للقارة.
الرئيس السيسى منذ اليوم الأول لتوليه قيادة مصر لديه حضور فى كل القمم الإفريقية والزيارات الرئاسية ومنها الجولات وهناك اهتمام بعمقنا الإفريقى، وخلال الفترة من 14 إلى 18 إبريل القادم تستضيف مصر لجنة فنية إفريقية تضم وزراء النقل والطاقة والسياحة، كما تم تحديد 3 أولويات لمصر فى رئاستها للاتحاد الإفريقى وهى دفع التكامل الإقليمى على أساس تنفيذ برنامج مضمار البنية التحتية، ومصر اختارت هذا المضمار للاهتمام بالتكامل الإقليمى وتنفيذ البنية التحتية والتكامل القارى على تنفيذ منطقة التجارة الحرة القارية وإدخالها حيز التنفيذ.
الدولة المصرية تركز على العمل الفنى على قواعد المنشأ والسلع الحساسة والعالم كله يعمل ويشتغل عليها، فعمق الخبرة المصرية فى هذه المجالات وينصب على الجوهر والنواحى الفنية ودفعها.
أيضًا يجب أن نذكر قمة ميامى والتى ستكون فى يوليو القادم وهى قمة استثنائية تركز على المنطقة الحرة القارية وبعدها سيكون هناك اجتماع أو قمة مصغرة مهمة جدًا نسميها الاجتماع التنسيقى بين الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الاتحاد الإفريقى ورؤساء التجمعات الـ8 الإقليمية فى إفريقيا حتى نتحدث عن توزيع الأدوار بين الاتحاد الإفريقى كمنظمة قارية وباقى المنظمات الإقليمية.
 وما أهمية ذلك للاتحاد؟
- هناك مجال ثالث اختارته مصر وهو إعادة الإعمار والتنمية بعد النزاعات وهو ما يُمسى دوليًا «بناء السلام» ومصر تستضيف المركز الإفريقى لإعادة الإعمار والتنمية بعد النزاعات نظرًا لأهميته، والرئيس السيسى تم اختياره كرائد لهذا المضمار فى القارة للحفاظ على الوحدة الوطنية فى الدول الخارجة من نزاعات، مثلا جنوب السودان الاحتياجات متباينة عن دولة كالصومال أو مالى فالتحديات فى مالى تتعلق بالشمول السياسى ومكافحة الإرهاب وهكذا فاختيارنا لهذا المجال لأن مصر لديها القدرة لتسخر أدواتها وتحقق عائدًا للقارة.
 وما مجالات التعاون المشترك؟
- هناك مجالات الطاقة والنقل فالدولة المصرية حينما تضاعف شبكة النقل فى 4 سنوات فقط، فهذه تجربة مبهرة، والرئيس تحدث عن توصيل مصر بإفريقيا بشبكة السكة الحديد وتطوير التعاون التجارى مع دول القارة والذى يتم بربط الطرق سواء النقل البرى أو الموانئ الجافة، والبداية من المحور البرى القاهرة كيب تاون.
مصر أول دولة تنفذ الطريق الدولى المؤدى إلى الحدود السودانية ومنه إلى إثيوبيا ثم منتصف القارة وصولًا إلى جنوب إفريقيا وكل ذلك يسهل من حركة التجارة والنقل والتكامل.
 كيف ترى نظرة القادة الأفارقة لمصر؟
- الأفارقة يشعرون باستعادة مصر لمكانتها وأن هذا الأمر ليس لمصالح آنية، وهو ما نؤكده لهم، كما أننا ندعم أجندة الإصلاح التى يقودها الرئيس الرواندى بول كاجامى بقوة وهو يؤدى دورًا يخدم مصالح القارة فى بنية تحتية سليمة.
 إمكانيات جبارة فى إفريقيا تم عرضها فى الملتقى كيف يمكن الاستفادة منها؟
- الآن لدينا تقدير حقيقى وواقعى للسوق الإفريقية، وندرك أنها سوق ضخمة تحمل حجم تبادلات كبير والعالم ينظر لإفريقيا بصورة أنها ستكون سبب تماسك الاقتصاد العالمى، لأن الصين وصلت إلى معدلات النمو الكبيرة وهناك حالة من التشبع وكذلك الاقتصاد الأوروبى.
 كيف ترى التعاطى المصرى مع إفريقيا.. وهل يمكن يعود إلى سابق عهده مع الرئيس جمال عبدالناصر؟
- ما يميز عهد الرئيس عبدالناصر هو الحضور الثقافى المصرى والاهتمام بكل الحركات، واستقبالهم فى مصر، وتوفير أماكن للدراسة لهم فى الأزهر، والآن الدور يُستعاد مرة أخرى عبر مرصد دار الإفتاء الذى يصدر بيانات لمواجهة الإرهاب والفكر المتطرف بلغات متعددة وهو يستعيد الحضور ومقومات القوة الناعمة المصرية فى القارة، ويجب الإشارة إلى مهرجان السينما الإفريقية الذى أقيم بالأقصر، والحضور الكبير من الدول الإفريقية فى منتدى شباب العالم يعتبر أمرًا مهمًا نحو استعادة دورنا الإفريقى،بالإضافة إلى مؤتمر رؤساء المحاكم الدستورية الإفريقية الذى استضافته مصر.
وفى إثيوبيا تحديدًا نجد قيادة رئيس الوزراء الإثيوبى والتغيير الذى يفعله فى الحكم يعمل على تمكين المرأة كما حدث فى مصر والتدعيم وتمكين الشباب وهو ما تفعله مصر بالضبط، ومنذ أيام قابلت رئيس المحكمة العليا فى إثيوبيا وهى قاضية فاضلة تحدثت معى بانبهار شديد عن التجربة التنموية المصرية التى يقودها الرئيس عبدالفتاح السيسى، فهو أصبح مصدر إلهام حقيقيًا للشعب الإثيوبى وهناك قواسم مشتركة بين الدولتين منها الكنيسة الموحدة والبطريرك المصرى وبابا الإسكندرية هو الأب الروحى للكنيسة فى إثيوبيا وهناك علاقات روحية ممتازة ومندوبون من الكنيسة فى مصر وإثيوبيا.
مصر أيضًا تحتضن الشباب الإفريقى بقوة وأبرز مثال على ذلك أن صناعة مثل الكول سنتر فى القرية الذكية تستعين شركاتها بالكوادر الإفريقية، وهناك تناغم شديد بين الأفارقة والمصريين فى العمل وأصبحت هذه الصناعة فى تطور للأمام، بعدما كانت الهند تحتكرها دوليا وأصبحت دول كثيرة تأتى إلى مصر لتعلم هذه الصناعة فى ظل وجود شباب مثقفين.
 هناك منح دراسية وقوافل طبية تسافر إلى دول القارة؟
- إفريقيا قارة شابة ونحن نطور ونستعيد المصلحة المشتركة ومن المؤكد أن الاستثمار فى الشباب والتدريب يفيد الجميع، فالمؤسسات مثل الأزهر والتعليم العالى لديها منح دراسية وهناك الوكالة المصرية للتعاون والتى أنشئت خصيصا لتنظيم الجهد الوطنى المصرى فى التعاون الفنى فى إفريقيا حتى تتكاتف الجهود فى جميع المجالات سواء الزراعة، الصناعة، التجارة، التعليم، ووضع ذلك فى منظومة واحدة بما يخدم أهداف السياسة الخارجية المصرية واستعادة الحضور المصرى فى إفريقيا.
 ما الخطوط العريضة التى وضعت بالنسبة للشأن الإفريقى فى وزارة الخارجية؟
- تلقيت تحديدا تكليفات للملف الإثيوبى وهو الارتقاء بالعلاقات المصرية- الإثيوبية إلى مرتبة الشراكة الاستراتيجية وهى تكليفات واضحة للبحث عن كل ما يجمع البلدين والبناء عليه وهناك آفاق حقيقية وقدر عالٍ من التكامل بين الدولتين، فمصر تقدم يدها للجانب الإثيوبى فى شتى المجالات وإثيوبيا تستلهم تجربة مصر فى إصلاح ودعم القطاع الصحى.
 ماذا عن ملف المياه؟
- على المواطن المصرى أن يثق فى أن الدولة المصرية ستحافظ على الأمن المائى المصرى، وفى الوقت ذاته تتفهم الدولة احتياجات وتطلعات الأشقاء فى إثيوبيا للتنمية، وهناك مسار رسمى أطلق بإجراءات ودراسات فنية بحيث تكون مصر والسودان وإثيوبيا تستطيع كل منها الوصول إلى تفاهم مشترك على كيفية إدارة سد النهضة والمنصرف المائى منه لدولتى المصب وهما السودان ومصر وهذا الملف من 2015 وهو يعمل من خلال لقاءات واجتماعات رسمية بين قيادات الدولتين وكل اللقاءات على المستوى القيادى والوزراء المعنيين تتعامل مع هذا الموضوع بالأهمية الواجبة، ومتفائل لأن فى السياسة الدولية دورنا البحث وتكليفاتنا الدبلوماسية البحث عن البدائل والحلول لتستوعب مصالح الجميع.
 وماذا عن دوركم؟
- دورنا محدد، لكن هناك من القيادات والمؤسسات المصرية خبراء فى هذا المجال وفى كل المجالات وهم عاكفون على هذا الملف وأطلع عليه وأقول هذه المعلومات باطمئنان تام.
 أكثر الملفات صعوبة فى التعاطى معها فى القارة؟
- أخشى من الاعتقاد بأننا وصلنا إلى نهاية المطاف أو بمعنى أننا برئاسة الاتحاد الإفريقى إلى نهاية الطريق وليس بدايته، يجب علينا أن نقدر ونثمن الوضع الحالى بأن هذا الجهد هو جهد مستدام ويجب على مصر وضع استراتيجية لتعود لدورها الريادى فى إفريقيا وتحقيق المصالح المشتركة لمصر ودول حوض النيل ودفع العمل الإفريقى المشترك.
 هل هناك مواجهة للاختراق الإسرائيلى لإفريقيا؟
- العلاقات الدولية تحكمها المصالح المشتركة وكل دولة تسعى لتحقيق أهدافها وطموحاتها، وفى الوقت ذاته كل دولة حرة فى علاقاتها ولا نتدخل فى شئون أحد، وما يهمنا هو الصالح المصرى ومصالحنا فقط. 