الدولة تحقق المعادلة: 2018 عام ذوى القدرات الخاصة

بث الأمل فريضة.. مصر تتغير بالفعل.. المتابع لما يحدث على أرض الواقع سيدرك - يقينًا - أن الصورة لم تعد كما كانت.
بنية أساسية كنا نحتاج إلى سنوات طوال لكى ننجزها.. مشروعات قومية عملاقة تعمل كعنصر جذب للاستثمار الأجنبى.. مستهدفات استراتيجية للقضاء على العشوائيات.. مدن سكنية جديدة.. وإتاحة مزيد من الفرص أمام الشباب.
يحدث كل هذا، ومعاول الشائعات لم تتوقف.. إذ تراوغ.. وتناور.. وتحاول أن تنال من كل ما هو إيجابى.. ومع ذلك يستمر البناء!
ربما سمعت عن مدينة ومنتجع هضبة الجلالة، أو مشروع الريف المصرى، أو المثلث الذهبى.. لكن هل عرفت إلى أى حد آلت الأمور داخل تلك المشاريع؟
هذه المشاريع (بخلاف مصانع ومحاجر أسوان، ومدينة دمياط للأثاث، والمدينة الترفيهية بالقطامية، والمركز اللوجيستى للحبوب بدمياط، والمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، ومدينة الجلود بالروبيكى، ومونوريل الإسكندرية) ليست مشاريع نظرية.. لكنها أصبحت حقيقة، وأمرًا واقعًا.
هذا بخلاف مشاريع بناء الإنسان المصرى.. تطوير منظومة التعليم، القضاء على فيروس سى، تجديد الخطاب الدينى ومحاربة التطرف ولا تنسى أن عام 2018 هو عام ذوى القدرات الخاصة.
وعلى هذه المساحة, سنصل إلى تقديم شرح وافٍ للمشروع القومى للمدن الجديدة، والمشروع القومى للطرق، وما وصل إليه مشروع المليون وحدة سكنية، وميناء غرب بورسعيد، وميناء العريش، وميناء الطور.. سنتحدث عن مدينة «جرجوب» التى ربما يسمع عنها الكثيرون للمرة الأولى.. ومشروع تطوير بحيرة العرب، وتطوير مدينة القناطر الخيرية.. والطاقة الشمسية بسفاجا، ومزارع الرياح جنوب الزعفرانة، ومشروع تطوير هضبة الأهرام بالجيزة.
فى الحلقات السابقة تحدثنا عن الجيل الجديد من المدن ومشروعات الإسكان الاجتماعى وجهود الدولة فى القضاء على العشوائيات إضافة إلى مشاريع الطرق والكبارى الجديدة وفى الحلقة السابقة تحدثنا عن مبادرة 100 مليون صحة والتى تهدف للقضاء على فيروس سى.. واليوم نتحدث عن ذوى القدرات الخاصة وهل تحقق بالفعل شعار «عام 2018 عام ذوى القدرات الخاصة».
روزاليوسف
لم يكن إعلان الرئيس عبدالفتاح السيسى، خلال افتتاحه للملتقى العربى الأول لمدارس ذوى الاحتياجات الخاصة والدمج، فى مدينة شرم الشيخ، مطلع أكتوبر الجارى، عن أمله أن يستمر عقد هذا الملتقى خلال السنوات المقبلة, سوى تكليل لما قامت به الدولة طيلة عام كامل فى سبيل دعم ذوى القدرات الخاصة ليتحول شعار:
(2018 عام ذوى القدرات الخاصة) لحقيقة واضحة.
وفى هذا السياق.. كان أن أمر السيسى، بتخصيص مبلغ قيمته 500 مليون جنيه من صندوق «تحيا مصر»، تحت تصرف وزير التربية والتعليم الدكتور طارق شوقى لرعاية ذوى الاحتياجات الخاصة.. إلا أن ثمة تفاصيل أخرى.

1 - رعاية ذوى الإعاقة

أفرد الدستور المصرى مادة تضمن حقوق الأشخاص متحدى الإعاقة فى جميع مناحى الحياة، وأخرى أضافت الإعاقة كسبب من أسباب التمييز فى الدستور، وثالثة لضمان تمثيل مناسب لمتحدى الإعاقة فى الانتخابات المحلية وانتخابات مجلس النواب.
وفى نفس الوقت، تم إعداد أول قانون لضمان حقوق الأشخاص متحدى الإعاقة والذى شارك فى إعداده هيئات الأشخاص متحدى الإعاقة ووافق عليه البرلمان المصرى فى ديسمبر 2017.
كما قامت الدولة بإطلاق المبادرة الرئاسية لدمج وتمكين الأشخاصِ ذوى الإعاقة فى قطاع الاتصالاتِ وتكنولوجيا المعلوماتِ، بهدف توفير الخدماتِ التعليميةِ والصحيةِ بسهولةٍ والحصول على فرصة عمل لهم، وتهيئة المبانى الحكومية، والعلاج عن بُعد للأشخاص ذوى الإعاقة، وجعل مراكز الشباب كمراكزَ مجتمعية دامجة، فضلا عن مشروع الدولة الجارى حاليًا لتوفير الإتاحة بالمحاكم والخدمات القضائية.


2 - أجندة التنمية المستدامة 2030

مع وضع استراتيجية مصر 2030، نجد الاهتمام بالتعليم الدمجى وتطورات القرارات التابعة له وصولًا لصدور القرار الوزارى رقم 42 لسنة 2015 المعنى بتطبيق التعليم الدمجى للتلاميذ ذوى الإعاقة البسيطة بالفصول النظامية بالمدارس
فما هو المقصود بالتعليم الدمجى؟
الدمج هو تربية وتعليم الطلاب ذوى الاحتياجات الخاصة قى مدارس التعليم العام وتزويدهم بخدمات التربية الخاصة فى مدارس الدمج.
هذا بالإضافة إلى قرار المجلس الأعلى للجامعات بقبول الطلاب ذوى الإعاقة السمعية فى الجامعات المصرية. وهو الأمر الذى يتسق مع ما نادى به الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة.
كما تقدم الخدمات الصحية فى مصر للأشخاص ذوى الإعاقة كغيرهم دون تمييز على أساس نوع الإعاقة، كما شرعت وزارة الصحة فى إدراج مكون الإعاقة فى الاستراتيجية القومية للصحة وتشمل الاستراتيجية خدمات التدخل المبكر للكشف عن الإعاقة.


3 - معاش كرامة

فيما يتعلق بالمساواة والحق فى ضمان مستوى معيشى لائق للأشخاص ذوى الإعاقة من خلال إنهاء الفقر  بكل أشكاله وإنهاء الجوع، فلأول مرة يتم تخصيص «معاش كرامة» يتقاضاه الشخص ذو الإعاقة نفسه ضمن برامج الحماية المجتمعية؛ كذلك خصصت وزارة الإسكان 5% من الوحدات السكنية للأشخاص ذوى الإعاقة ضمن مشروعات الإسكان الاجتماعى.
وعلى صعيد العمل والتوظيف، تم مؤخرًا توفير 5000 فرصة عمل للأشخاص ذوى الإعاقة فى أجهزة الدولة.
وفيما يخص تمكين جميع النساء والفتيات ذوات الإعاقة،كفل الدستور المصرى للمرأة حقها فى تولى المناصب القيادية، حيث تولت سيدتان منصب أمين عام المجلس القومى لشئون الإعاقة من ضمن أربعة أمناء تولوا المجلس حتى الآن، كذلك يضم مجلس النواب الحالى لأول مرة فى تاريخ مصر سبع نائبات ذوات إعاقة.


4 - المجلس القومى للطفولة والأمومة

قام المجلس القومى للطفولة والأمومة بإنشاء خط الأطفال ذوى الإعاقة 08008886666 كآلية للتواصل مع الأطفال  ذوى الإعاقة وأسرهم والمتعاملين معهم لتزويدهم بالمعلومات عن الخدمات التى تقدمها لهم الدولة ، كما أنه يسهم فى مساندتهم للوصول إلى حقوقهم سواء الصحية، أو التعليمية، أو الاجتماعية بدون أى أعباء مالية.
و يقوم الخط بتقديم العديد من الخدمات لهؤلاء الأطفال على مدار اليوم من التاسعة صباحًا حتى التاسعة مسًاء، حيث يوفر لهم الحصول على الاستشارات الطبية مجانا، ومساعدة الأطفال ذوى الإعاقة وأسرهم، حيث يعتبر هذا الخط قناة اتصال مباشرة بين المجلس وهؤلاء الأطفال وأسرهم، ومن خلاله يتم الاطلاع على أهم القضايا التى تمسهم، والسعى لحلها مع الجهات المعنية، وتلبية الاحتياجات المختلفة لأسر الأطفال ذوى الإعاقة من محدودى الدخل، سواء كانت طبية أو اجتماعية بالإحالة إلى الجهات المختصة.
إضافة إلى توفير المعلومات التى تهم ذوى الإعاقة وأسرهم، وإنشاء قاعدة بيانات عن الإعاقة فى مصر تستهدف تصنيف لنوعية الإعاقة وتوزيعها الجغرافى.


5 - وزارة التضامن والمجلس القومى لشئون الإعاقة

تقوم وزارة التضامن الاجتماعى بتنفيذ مجموعة من الأنشطة والخدمات والبرامج الاجتماعية والتعليمية والطبية والصحية والترفيهية والرياضية والبرامج الإرشادية والتدريبية للأشخاص ذوى الإعاقة بمختلف إعاقتهم، كما تتبنى الوزارة أسلوب التـأهيل المرتكز على المجتمع كمنهج واستراتيجية عمل نحو دمج الأشخاص ذوى الإعاقة بالمجتمع والحد من الإعاقة وتقديم الخدمات التدريبية والتأهيلية وخدمات التشغيل للمعاقين وأسرهم فى مجتمعاتهم المحلية بل وفى أماكن سكنهم.


6 - وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات

تم توقيع بروتوكول تعاون مشترك بين وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والاتحاد الدولى للاتصالات بهدف إطلاق المركز الإقليمى للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات للأشخاص ذوى الإعاقة فى مصر، والذى يعد تنفيذًا للمبادرة العربية الإقليمية للاتحاد الدولى للاتصالات بشأن إتاحة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، باعتباره مركزًا إقليميًا للأشخاص ذوى الإعاقة بالمنطقة العربية فى مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، يهدف إلى دعم جهود بلدان المنطقة فى تعزيز إتاحة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لذوى الإعاقة.
كما تم إطلاق تطبيق «انطلق» الذى يمكن ذوى الإعاقة من التعرف وتحديد الأماكن التى يمكن الوصول إليها على هواتف الأندرويد والهواتف التى تعمل بنظام IOS.
كما تم افتتاح مدرستين للأشخاص ذوى الإعاقة، وهما مدرسة التربية الفكرية، ومدرسة الأمل للصم وضعاف السمع بمدينه الغردقة.
أيضا تم تسليم 130 جهاز حاسب لوحى (تابلت) للطلبة ذوى الإعاقة السمعية والبصرية والذهنية بمدينة الغردقة مقدمة من وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، فى إطار خطة الوزارة لدعم المدارس بالأجهزة والتكنولوجيات المختلفة وتحميلها بالبرمجيات المساعدة والتعليمية والترفيهية لمساندة ذوى الإعاقة على التقدُم فى العملية التعليمية باستخدام التكنولوجيا؛ كما يشمل المشروع أيضًا تنفيذ دورات تدريبية للطلبة من ذوى الإعاقات المختلفة لتدريبهم على كيفية التعامل مع الحواسب اللوحية والبرمجيات المحملة عليها.
أيضا تم توقيع بروتوكول تعاون مشترك بين وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ومحافظة الجيزة، من أجل تطوير 20 مركزًا مجتمعيا لخدمة سكان المحافظة من خلال تقديم خدمات التدريب والتأهيل من خلال كبرى الشركات العالمية، لتطوير المنتج البشرى من شباب وسكان المحافظة لمواكبة تطور سوق العمل ورفع قدراتهم التكنولوجية. كما تشتمل الاتفاقية أيضا على دعم المحافظة بـ 5 وحدات للعلاج عن بعد للمساهمة فى التيسير على المواطنين من ذوى الإعاقة من سكان المحافظة الذين يعانون فى الانتقال لتلقى الخدمات العلاجية.
كما تم توقيع بروتوكول تعاون مشترك بين الوزارة ومحافظة البحر الأحمر لدعم 10 مراكز بالمحافظة وتحويلها إلى مراكز مجتمعيه متكاملة دامجة لخدمة سكان المحافظة، بالإضافة إلى دعم المحافظة بـــ5 وحدات علاجية للعلاج عن بعد فى 5 قرى فقيرة بالمحافظة، تساهم فى تطوير القطاع الصحى للمحافظة باستخدام أدوات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
إضافة إلى توقيع اتفاقية لتنفيذ برامج لتأهيل 20000 معلم خلال 3 سنوات من المتعاملين مع الطلبة ذوى الإعاقة بمدارس الصم وضعاف السمع والمكفوفين والتربية الفكرية، وتدريبهم على استخدام الأدوات المساعدة والتكنولوجيا من أجل رفع كفاءة العملية التعليمية، هذا إلى جانب توفير الاحتياجات لـ3000 مدرسة تشمل جميع مدارس التربية الخاصة ومدارس التعليم العام المهيئة كمدارس دمج خلال 3 سنوات، ويشمل ذلك الأجهزة والبرمجيات المتخصصة اللازمة لدعم العملية التعليمية لمدارس التربية الخاصة بذوى الإعاقة، وأيضًا دمج الطلاب ذوى الإعاقات البسيطة فى مدارس التعليم العام ومؤسسات التعليم العالى.
كما وفرت الوزارة منحة لتدريب 2000 شخص من متحدى الإعاقة خلال 3 سنوات على استخدام الحاسب الآلى بشكل احترافى وبشهادات معتمدة دوليًا، وأيضًا التدريب على برامج متخصصة مثل التسويق الإلكترونى، وإدخال البيانات، وصيانه الحاسب الألى مما يؤهلهم لسوق العمل.
وتم تخريج دفعة جديدة من منحة التأهيل والتدريب من أجل فرصة عمل افضل فى محافظتى أسيوط وقنا، وتوظيف بعض الخريجين بهاتين المحافظتين.


7 - مبادرة «قادرون باختلاف»

خلال افتتاحه للملتقى العربى الأول لمدارس ذوى الاحتياجات الخاصة والدمج، أعلن الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، انطلاق حملة «قادرون باختلاف»، والتى تهدف إلى دمج ذوى الاحتياجات الخاصة مع زملائهم الأصحاء.
وأضاف «شوقى»، خلال كلمته، أن دمج ذوى الاحتياجات الخاصة يأتى من منطلق الإيمان ببناء الإنسان المصرى، مستعرضًا فيلم تسجيلى على المبادرة يوضح تصور وزارة التربية والتعليم فى دمج ذوى الإعاقات المتعددة فى التعليم.
وعلق الدكتور طارق شوقى قائلًا: «الواقع صعب ويحتاج عمل كثير على أرض الواقع سواء من ناحية وضع تصور لمدارس التربية الفكرية سواء من ناحية المناهج أو تدريب المعلمين على التعامل مع التلاميذ علميًا وإنسانيًا»، وأكد أنه تم افتتاح فصول مخصصة لذوى الإعاقة بها تعليم يتناسب مع كل حالة».
ونتابع لاحقًا