الجمعة 20 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

ابن الـوز «مش فنان»!

ابن الـوز «مش فنان»!
ابن الـوز «مش فنان»!


«التوريث» عملة المصريين المظلومة.. ثاروا ضده فى 2011، لكنهم رغم ذلك يطبقونه يوميا، كل فى مجاله، ولم يعد مصطلح «أبناء العاملين» مقصورا على المصالح والجهات الحكومية، فهو آفة اجتماعية تتسبب فى منح فرص لا تكون الكفاءة أو الموهبة أحد معاييرها. . فى المجال الفنى تحديدا لا يمكن التعويل كثيرا على التوريث، حيث تمثل صلة القرابة دافعا مهما، وجسرا ذهبيا للظهور والانتشار، لكنها لا تعطى لصاحبها أى ضمانة على الاستمرار، والبقاء.
ورغم أن التجربة أثبتت أن خداع الجمهور بفرض أنصاف الموهوبين على الساحة لا يمكن أن يستمر، فإنه لا يزال هناك من النجوم من لم يتعلم الدرس.
حظ سيئ
ياسين أحمد السقا، واحد من الجيل الأحدث فى فريق «الفن بالوراثة» جعل منه المخرج محمد ياسين بطلا، ليس على الشاشة هذه المرة، لكن فى أحاديث يلوكها كل أبناء الوسط الفنى، عندما صارحه بأنه لا يجيد التمثيل، والقصة تعود ليوليو الماضى، حيث كان الصغير يستعد لخوض أولى خطواته الفنية الجادة، فى إحدى المسرحيات التليفزيونية التى تصورها شيريهان من أجل أن تعود بها مجددا إلى الساحة، من إخراج محمد ياسين، حيث انفعل الأخير فى البروفات على الشاب وطالبه بأن يتعلم التمثيل أولًا، ونصحه أن يتجه لورش تمثيل قبل أن يفكر فى العودة.
أعقب ذلك نفى للواقعة من قبل السقا الكبير على صفحته الشخصية فى الفيسبوك، قال فيه «الضنا غالى اللى عايز يوجه لى كلام يواجهنى.. مايستخدمش أولادى..أولادى خط أحمر».. المشكلة الأكبر أن ياسين قد أعلن مطلع فبراير الماضى عن مشاركته فى فيلم «ليلة هنا وسرور» الذى يلعب بطولته محمد عادل إمام، ونشر على حسابه على الإنستجرام صورا عديدة لتدريبات بدنية كان يؤديها استعدادا للدور، ولكنه استبعد فى اليوم الأول من التصوير، مما دفعه لحذف جميع الصور والتعليقات من حسابه، ودفع والده لإصدار بيان صحفى قال فيه إن ابنه لن يكمل الفيلم بسبب انشغاله بدراسته! .
الأعجب هو أن الممثل الذى حل محل ياسين فى الفيلم هو خالد الذهبى، ابن المطربة أصالة نصرى، الذى أطلق على نفسه اسما فنيا «خالد العريان» تيمنا بزوج والدته طارق العريان، الذى يعد أبا روحيا له.
ولـ «ياسين» مع الأعمال الدرامية قصة أيضا، حيث تردد منذ فترة أنه سيدخل الوسط الفنى من بوابة الدراما التليفزيونية، عبر مشاركته فى مسلسل «عائلة الحاج نعمان» للمنتج صادق الصباح الذى سبق وأن أنتج عدة أعمال درامية فى مواسم رمضان لوالده أحمد السقا، منها «الحصان الأسود» و«ذهاب وعودة» ومع ذلك فإن المسلسل الذى انتهى عرضه قبل وقت قصير على قناة osn المشفرة، والذى سيبدأ عرضه فى غضون أسابيع على قناة Mbc مصر لا يوجد به أى ظهور لـ «ياسين السقا».
وعلمنا من مصادرنا الخاصة أن المخرج أحمد شفيق قد اعتذر للمنتج صادق الصباح، وللنجم أحمد السقا، عن عدم مشاركة نجله فى المسلسل، لأنه لا يوجد دور يتناسب معه عمريا ضمن أدوار المسلسل، مما يعنى أن دور الطفل ناصر ابن فتحى السماك الذى قام به ياسين عام 2010 فى فيلم والده «ابن القنصل» هو الوحيد حتى الآن له، رغم محاولاته المستمرة اقتحام الوسط، التى يلازمها للأسف سوء الحظ.
جلباب أبى
محمد عادل إمام.. أيضا قدمه والده أثناء طفولته فى فيلمين هما:  «كراكون فى الشارع» عام 1986. و«حنفى الأبّهة» عام 1990، توقف بعدها لسنوات طويلة حتى عاد فى 2006 شابا فى دور طه الشاذلى فى الفيلم الذى أحدث ضجة وقتها «عمارة يعقوبيان»  ثم حاول والده  تقديمه ليتم تصنيفه كوميديانا فى فيلم «حسن ومرقص» الذى عُرض عام 2008، بعدها قام بأوّل بطولة سينمائية مطلقة فى فيلم «البيه رومانسي» عام 2009. لكنه لم يحرز النجاح المنتظر.
مع ذلك بقى محمد إمام على الساحة سينمائيا وتليفزيونيا، وتصدر فيلمه الأخير «جحيم فى الهند» الإيرادات فى موسم 2016، التى وصلت إلى 30 مليون جنيه، كما عرض مسلسله الأخير «لمعى القط» على الشاشة التى كانت تضم أعمال والده لسنوات طويلة، شاشة Mbc ، كل ذلك رغم اتهامات النقاد الدائمة له بتقليد والده، فى الأداء والحركات، وعدم محاولته للتطوير.
ابن الوز
لكن مثل تلك الحوادث المتفرقة لا تعنى بالضرورة أن أبناء الفنانين جميعهم معدومو الموهبة، حيث تعتبر دنيا وإيمى ابنتا الكوميديان الكبير سمير غانم، والفنانة دلال عبد العزيز، حالة فريدة من نوعها بين أبناء الفنانين، فقد تمكنت كل منهما من أن تصبح نجمة شباك، كما حققتا نجاحا باهرا فى الدراما، لتثبتا المثل القائل إن «ابن الوز عوام» بل إنه أحيانا يكون أكثر مهارة فى العوم من والده، مثل موهبة أحمد الفيشاوى، التى تفوق بها على والده فاروق الفيشاوى، ووالدته سمية الألفى، حيث ظهر ذلك جليا فى العديد من الأدوار الهامة التى قدمها، فى السينما، مثل «ساعة ونص» و«678» «واحد صفر» و«الشيخ جاكسون».
خطوات مُتقطعة
هذا هو الوصف الأمثل لمشوار هيثم أحمد زكى نجل الفنان الراحل أحمد زكى، والفنانة هالة فؤاد، فبعد الموهبة الكبيرة، التى ظهرت من خلال تألقه فى فيلم «حليم» الذى شارك والده فى بطولته عام 2006 وخوضه تجربة البطولة المُطلقة من خلال فيلم «البلياتشو» عام 2007، غاب هيثم عن الشاشة السينمائية والدرامية لثلاث سنوات، وبعدها عاد من خلال المشاركة فى بطولة فيلم «كف القمر» ومسلسلات «الصفعة» و«السبع وصايا» و«أستاذ ورئيس قسم» ليتوقف مجددا ويعود بعدها فى فيلم «الكنز» العام الماضى، وقد يكون عام 2018 هو عام تغيير الإستراتيجية بالنسبة لهيثم، خاصة أنه يشارك فى بطولة الجزء الثانى من فيلم «الكنز» والجزء الثانى من مسلسل «كلبش»، اللذين يجرى التحضير لهما حاليا.
آخر العنقود
أن يتوارى أبناء النجوم عن الأضواء وهم صغار حتى لا يكون معوقا لهم عن ممارسة حياتهم الطبيعية طريقة متبعة عند أغلب النجوم، ولكن البعض منهم يفعل مثلما فعل نجوم سابقون، حيث يقدمون أطفالهم للفن منذ الصغر، حتى يبدأوا الطريق مبكرا، البعض منهم استمر وأصر على استكمال الطريق، والبعض الآخر قدم دورا أو اثنين ثم توقف، ولعل أحدث النجوم الصغار المتواجدين على الساحة حاليا هم عمر محمد نور ،ابن المطرب محمد نور..
شارك عمر مؤخرا فى فيلم «نص جوازة»، ومن قبله «الباب يفوت أمل»، كما يتقاسم البطولة مع والده فى فيلم يجرى الإعداد له باسم «جواز صالونات» من إخراج أحمد البدرى، أما رابى عمرو سعد، فيمكن اعتباره نسخة من والده، فى التمكن، ونظرات العين المعبرة، ورغم ظهوره لأول مرة فى فيلم «حديد» عام 2014، فإنه بدأ يلفت الأنظار إليه فى دور الطفل فى مسلسل «يونس ولد فضة»، ثم «وضع أمنى»، والثلاثة هي أعمال من بطولة والده، ليتعاقد بعدها مع المنتج صادق الصباح، ويشارك فى الجزء الأول من مسلسل «عائلة الحاج نعمان» ليكون بداية انطلاقة جديدة له بعيدا عن والده.
أما الطفلة شاهينست ابنة انتصار فهى أحدث المنضمين إلى الساحة من أبناء الفنانين، حيث ظهرت فى مسلسل «كلبش» رمضان الماضى، ولعبت دورا يشبه الحقيقة، فقد كانت ابنة انتصار فى المسلسل.
وراثة الغناء
التوريث فى الغناء أكثر تعقيدا، حيث تتقلص فيه نسبة الرمادية، فالوريث إما يمتلك صوتا جميلا، أو لا، فلا مجال للتجريب والمحاولة هنا كما في التمثيل، لذلك فالعدد يتقلص بشكل ملحوظ بالمقارنة مع التمثيل، ويمكن اعتبار جنا ابنة عمرو دياب وريثة شرعية لعرش والدها، خاصة أنها لم تقدم نفسها من خلال ألبوم أو أغنية مصورة، حيث تطرح أغانيها على الإنترنت، وعلى صفحتها الشخصية، وتلقى رواجا هائلا، وإشادات بالغة، قد لا يتلقاها من ينفقون الآلاف على أغنياتهم، والسبب فى ذلك عذوبة صوتها، وإتقانها للإنجليزية التى تداوم على الغناء بها، نظرا لإقامتها بالخارج معظم الوقت وقد طرحت صاحبة الـ17 عامًا أغنية بعنوان «Mouth Taped Shut»، عبر قناتها الرسمية على موقع «يوتيوب» حققت آلاف المشاهدات.
 الأمر يتكرر مع كبار النجوم، مثل ابن علي الحجار، الذى احترف الغناء منذ سنوات قريبة، وأحيا عددا من الحفلات داخل مصر وخارجها، كما أصدر عددا من الأغنيات، ودعمه والده على الحجار، عندما شاركه الغناء فى إحدى الحفلات منذ شهور فى ساقية الصاوي، لكنه حتى الآن لم يخلق لنفسه بصمة تميزه، أما أدهم صالح، نجل المطرب الشهير مدحت صالح، فقد قدم ألبوما وحيدا عام 2014 لم يلق أى رواج، رغم جودة خامة صوته التى تشبه كثيرا والده.