منحة البطراوى.. زهرة الصبار كُتب 13 مرة بدون «سميحة»

هبة محمد علي
«وجه جديد قديم» هذا هو التعبير الأدق لوصف الفنانة منحة البطراوى، التى عرفها الجمهور منذ أكثر من ثلاثين عاما كصحفية، وناقدة مسرحية، ثم ممثلة صاحبة حضور متميز، واليوم يتعرف عليها الجمهور مرة أخرى، بشكل مختلف من خلال دور «سميحة»فى فيلم «زهرة الصبار»، والذى نالت عنه جائزة أفضل ممثلة من مهرجان دبى وفى السطور التالية تتحدث منحة البطراوى عن «زهرة الصبار»، وتفصح عن أحلام لها فى المهنة والحياة..
> تعاونت مع المخرجة «هالة القوصى» فى «زهرة الصبار» رغم أنها تجربتها الأولى فى السينما، ألم يقلقك هذا الأمر؟
- أعشق التجارب الجديدة، وشاركت فى العديد من مشروعات التخرج فى معهد السينما، لذا فإن تلك النقطة تحديدا لم تقلقنى مطلقا، ثم أننى أعرف «هالة» من خلال كتاباتها عن التصوير الفوتوغرافى فى جريدة القاهرة، وكنت معجبة بطريقتها فى التعبير، سواء من خلال الكتابة، أو الصور، وما وجدته فى السيناريو من إنسانية فى شخصية «سميحة» كان مشجعًا جدا على خوض التجربة، خاصة أن سيناريو «زهرة الصبار» أعيد كتابته 14 مرة، ولم يكن لشخصية «سميحة» أى تواجد سوى فى النسخة الأخيرة.
> دائما ماتوصف الأعمال التى شاركتِى بها بأنها أفلام مهرجانات، وليست أفلاما تجارية، هل تستهدفين ذلك؟
- لم أستهدف ذلك بالتأكيد، لكن من الطبيعى ألا يفكر فى التعاون معى أصحاب الأفلام التجارية، لأننى لست محترفة، وأتعامل مع السينما بمنطق الهواة، والأفلام التجارية تفضل الممثل النمطى، الذى يمثل بضغطة زر، وليس الهاوى الذى يفضل أن يعيش الشخصية.
> وقفت أمام عدسة الكاميرا منذ ثلاثين عاما فى فيلم سرقات صيفية من إخراج يسرى نصر الله، كيف حدث التحول من الصحافة والنقد إلى التمثيل؟
- لم يكن تحولًا بالمعنى الحرفى للكلمة، فقد كنت عضوة فى إحدى الفرق المسرحية فى السبعينيات، و«يسرى نصر الله» كان يعرف مدى عشقى للتمثيل بحكم كوننا زملاء مهنة واحدة، حيث كان يعمل وقتها فى الصحافة، ولأن فيلمه الأول «سرقات صيفية» كانت ميزانيته محدودة جدا، استعان بعدد من الممثلين المبتدئين حتى لا يكلف الشركة المنتجة، وكنت واحدة منهم.
> كيف كان التعامل مع نصر الله بوصفه مخرجا وليس زميلا، خاصة أنك كررت التجربة معه لعدة مرات؟
- بالفعل، فقد تعاونت معه بعد «سرقات صيفية» فى أربعة أفلام أخرى، وهى «مرسيدس»، و «احكى ياشهرزاد»، و «حديقة الأسماك»، وقلت جملة واحدة فى فيلم «المدينة»، والحقيقة أنى أشعر براحة كبيرة جدا فى العمل معه، لأنه يتميز بالإنسانية الشديدة، ليس فقط مع الممثل الذى يؤدى الدور، لكن إنسانيته تمتد إلى الشخصيات التى يقدمها فى أفلامه، فيتعامل مع الشخصية كأنها لحم ودم، ويتفهم أبعادها السياسية، والتاريخية، والنفسية، لذلك، يعتبر هو المخرج الوحيد الذى تأثرت بالعمل معه، لأن أدوارى مع المخرجين الآخرين كانت صغيرة للغاية، لم تسمح لى بأن أستفيد من تجربتهم، أو أتأثر بهم.
> لك تجربة وحيدة فى الإخراج المسرحى من خلال مسرحية «أمنا الغولة» لماذا لم تكررى تلك التجربة؟
- «أمنا الغولة» تجربة عزيزة جدا على قلبى، أدين فيها بالفضل للفنان «عبدالغفار عودة»، حيث كان مسئولا عن المسرح المتجول، والذى كان ملحقا بمعهد الموسيقى، بشارع رمسيس، ومنحنى الفرصة لإخراج تلك المسرحية، وعرضها على المسرح دون أن أكون عضوة فى نقابة المهن التمثيلية، وأذكر أن تلك المسرحية التى لعب بطولتها الفنان «سيد رجب» قد حضرها العديد من الشخصيات المهمة، وأشادوا بها مثل الفنان «سعد أردش»، و«على الراعى»، و«لويس عوض»، وغيرهم، أما عن فكرة عدم تكرار التجربة فلا يوجد سبب محدد لها، لكننى أحلم حتى الآن بالعودة للإخراج المسرحى بمسرحية للأطفال.
> على ذكر المسرح، توقفت عن كتابة النقد المسرحى بعد فترة من العمل فى التمثيل، فما السبب؟
- توقفت عن الكتابة عن المسرح عندما اكتشفت أننى أكرر نفسى،عندما تدهور حال المسرح تماما من وجهة نظرى، فلم يعد شئ يعجبنى، والخلاصة فإن حال المسرح (سد نفسى) عن الكتابة عنه.>