الأربعاء 13 أغسطس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

الحيوانات تحمى مريم العذراء: «The star» ميلاد المسيح بعيدًا عن البشر!

الحيوانات تحمى مريم العذراء: «The star» ميلاد المسيح بعيدًا عن البشر!
الحيوانات تحمى مريم العذراء: «The star» ميلاد المسيح بعيدًا عن البشر!


أنتجت السينما العالمية عدة أفلام عن حياة «السيد المسيح» بشكل خاص منذ عام 1912 وحتى وقتنا الحاضر، وكانت البداية عندما تم إنتاج From the Manger to the Cross وهو أول فيلم صامت، بالأبيض والأسود، سُرِدت فيه قصة حياته استناداً إلى «العهد الجديد» فى الديانة المسيحية، وهو الفيلم المعروف أيضا باسم Jesus of Nazareth، كما تناولت بعض الأفلام جزءا من حياة «السيد المسيح»، سواء كانت لميلاده، طفولته، أو حتى شبابه.. بينما حاول آخرون إنتاج فيلم يتحدث من وجهة نظر الذين عايشوه.. باختصار الجميع يتعامل مع شخصية «السيد المسيح» - كالشخصيات المقدسة - بدرجة عالية من التقدير.

المفارقة تلك المرة هو إنتاج فيلم رسوم متحركة، كوميدى، أمريكى، يدور حول ميلاد «السيد المسيح»، لكن من وجهة نظر جديدة تماما، وهى ميلاده من خلال أعين الحيوانات، الذين هم أبطال الفيلم وليس البشر!.. وقد شارك العديد من النجوم فى الأداء الصوتى لشخصيات هذا الفيلم، منهم المذيعة الأمريكية الشهيرة «أوبرا وينفري».
فيلم The Star  الذى - بدأ عرضه منذ شهر نوفمبر الماضى - بطله هو الحمار الصغير «بو» - ويقوم بأدائه الصوتى «ستيفن يون» - و«بو» يحلم بحياة أفضل من طحن الحبوب فى الحظيرة المظلمة، لهذا يهرب للانضمام إلى القافلة الملكية مع أفضل صديق له الحمامة «ديف»، ويتعرف فى رحلته بالنعجة «روث»، وسرعان ما يتعثر الحمار فى «ماري» أو «العذراء مريم»، وكذلك فى «چوزيف» أو «يوسف النجار».
بطبيعة الحال كانت جميع الحيوانات من حولهم قادرة على التحدث مع بعضها البعض، لكن لا يستطيعون التواصل مع البشر، وفى الوقت نفسه يصل للملك «هيرودس» رسالة عن وصول وشيك لملك جديد، وعليه يرسل الملك أتباعه الأشرار لقتل الملك القادم أى «السيد المسيح».
مدة الفيلم 86 دقيقة، وفيه تصبح الحيوانات أبطالاً فى حياة «ماري» و«جوزيف»، فيدافعون عنهما، بل إن الحمار «بو» يدل «ماري» و«جوزيف» على الحظيرة التى يجب أن تلد بداخلها «السيد المسيح»، ثم يقوم بحراستهما، ويقاتل الأشرار أثناء ولادة «ماري»، ليعود ويجد أن «السيد المسيح» قد وُلِدَ!
يوضح الفيلم وجهة نظره، فلولا «الحمار» ما أتى «المسيح»!.. وتعد تلك الفكرة جدلية لأنه لا وجود لمثل تلك القصة فى «العهد الجديد» فى الديانة المسيحية، كما أنه من الصعب منطقيًا تقبل فكرة أن الحيوانات هى أبطال قدوم «السيد المسيح»، فحياة «ماري» و«جوزيف» تظهر وكأنها قصة ثانوية تخدم فكرة الفيلم فقط، كما أن صُناع الفيلم تجنبوا تصوير مشهد ولادة «السيد المسيح»، وركزوا على بطولة الحمار وأتباعه!
أيضاً يُحطم الفيلم الصورة الكلاسيكية للشخصيات المُقدسة، فمثلاً الحمار «بو» أذكى من «جوزيف» أو «يوسف النجار»!.. كما أن هناك مشاعر غيرة بين «جوزيف» و«الحمار» بسبب «ماري» لأنها كانت تشفق على «بو»، فيستنكر «جوزيف» هذه المبالغة فى العطف على «الحمار»!
وفى أحد المشاهد عندما حاول «جوزيف» الإمساك بـ «الحمار» داخل فناء بيت «ماري» - ليساعدهم فى حمل أشيائهم إلى «بيت لحم» - يرفض «الحمار»، ويظهر بأنه أكثر دهاءً من «جوزيف»!.. وفى مشهد آخر عندما وجد «بو» الحمار «جوزيف» و«ماري» أثناء رحلتهما، فحاول أن يشرح لهما أنهما فى خطر من قبل أتباع الملك، وبطبيعة الحال فكلاهما لم يفهما سوى «نهيقه»، فيحاول «الحمار» تقليد البشر، فيقلد «جوزيف» بشكل ساخر، مِمَا يجعل «جوزيف» يستاء لأن الحمار يحاول تشبيه نفسه به؟!
فى إطار الطريقة الساخرة التى سار عليها الفيلم، حاول أن يكون ساخرًا أيضًا على شخصية النبى «زكريا» بوصفه البطيء والأكول!.. ففى مشهد توصيل «زكريا» وزوجته لـ«ماري» إلى بيت «جوزيف» لإعلان الزواج، فكانت أن تأخرت «ماري» عن الموعد، واتهمت زوجة زكريا النبى بأنه هو السبب دائماً فى تأخرهم!
بينما ظهر فى مشهد أثناء الاحتفال، بأنه لا يتوقف أبدًا عن الأكل، وأن هذا هو السبب فى عدم رغبته بالرحيل لأنه يريد مزيدًا من الطعام دائما! .. بل وأظهره الفيلم أيضاً بأنه يخطف العديد من الأطعمة بكمياتٍ كبيرة، لدرجة أن يحملها بيديه وذراعيه أثناء جذب امرأته له عنوة ليرحل!.. بل إنها قالت له أثناء تهنئته لـ «ماري» و«جوزيف» على الزواج بالقول: «أعتقد أننى كنت أحبك أكثر عندما كنت لا تتحدث»!
وقد طغى على حوار الفيلم الطريقة المُعاصرة والسخرية المتلاحقة، وهو ما أدى إلى الكثير من الانتقادات للفيلم، سواء من النقاد، ممن هم متفقون مع محتوى الفيلم أو حتى المعارضين له! .. وقد علقوا بأن الفكاهة الحديثة اللاوعية مع فيلم بهذا القدر من الأهمية - والذى عادةً ما اتسم بروح الكلاسيكية - أدت إلى نتائج غير مُحببة فى قالب فنى اعتبروه «غير مفهوم»!
وقد ذكرت جريدة «واشنطن بوست» أن فكرة إعادة تصوير قصة «المهد» من وجهة نظر حيوان فى الواقع «مُشتتة»، وذلك لأن الفيلم يدور كاملاً حول «المخلوقات الكوميدية» فى الأرض المقدسة، بقيادة حمار صغير، والتى صارت شخصيات رئيسية فى الحكاية.. كما أكدت مرةً أخرى على وجود بعض الجمل الساخرة المريبة فى حوار الفيلم، منها سوء فهم أحد الحيوانات لجملة «ملك اليهود»، حيث سمعها King of the Shoes  - أى ملك الأحذية - وليس King of the Jews!
الفيلم سار على خط رفيع، فحاول تجنب التفاصيل التى قد تسيء للمشاهدين غير المسيحيين - حسبما أشار العديد من النقاد وربما قد يعود السبب وراء هذا الأمر إلى أن أحد كُتاب الفيلم يهودى الديانة حسبما أوضح مخرج الفيلم «تيموثس ريكارت» فى حوار له مع موقع «ديسنت فيلم»، فقال: «كاتبنا الرئيسى هو يهودى، إضافة إلى وجود عدد من المسئولين التنفيذيين اليهود، وبوذيين أيضًا»!
وذكر موقع «بيف مجازين» أن جمهور الفيلم الأكبر من الأطفال، والذين كان لديهم رغبة فى تعلم قصة ميلاد «السيد المسيح» بشكل يناسب أعمارهم!.. إلا أنه - وحسب الموقع - كان لابد من مراعاة بعض الألفاظ والأفعال فى الفيلم، فعلى سبيل المثال عبرت الحمامة «ديف» عن حزنها بالقول: «إننى أشعر بالبؤس الشديد، لهذا سأذهب لأجد شخصًا ما أتغوط عليه»!
وقد حصل الفيلم على نسبة قبول %44 فقط بموقع Rotten Tomatoes.. وجاءت أحد التعليقات على الموقع بأنه يظل للفيلم ميزة هو صدقهم فى سرد قصة السيد المسيح، حتى وإن كانت بشكل شاذ، وهو ما يجعله فيلمًا من المُمكن أن يُشاهد فى يوم عطلة»!
ومن التعليقات الأخرى، كتب «إد بوتون» فى مجلة The Times لماذا لم يفكر أحد فى إعادة سرد قصة المسيح فى فيلم رسوم متحركة للحيوانات من قبل.. لأنها فكرة مخيفة تماما»!.. كما علقت «هيلين أوهارا» على موقع «تايم أوت» الإخبارى البريطانى بالقول: «إذا كان لديك أطفال صغار، متدينون، فمن الأفضل تجنب هذا الفيلم»! .. وقد قيم موقع «إيريش تايمز» الفيلم بنجمتين فقط من أصل خمس نجوم، وعلق بأن طبيعة الفيلم ولغة الحمار المعاصرة، تتناقض مع فكرة الحفاظ على «الإيمان» مع قصة «المهد» تلك!
يبدو أن فكرة «خالف تُعرف» خدمت هذا الفيلم جيدًا، فقد حظى بشهرة عالمية واسعة، مما جعله يحظى بعائد يُقدر بـ 60 مليون دولار  حتى هذه اللحظة ومازال عرض الفيلم مستمرا فى عدة دول، وينتظر عرضه فى دول أخرى.>