الإثنين 21 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

مرفت التلاوى: أم أيمن وأخواتها أكثر ذكورية من الرجال!

مرفت التلاوى: أم أيمن وأخواتها أكثر ذكورية من الرجال!
مرفت التلاوى: أم أيمن وأخواتها أكثر ذكورية من الرجال!


هى صاحبة تاريخ طويل فى العمل الدبلوماسى والسياسي، شاركت فى كتابة العديد من الاتفاقيات والمواثيق الدولية المختصة بقضايا النساء، تولت منصب المجلس القومى للمرأة فى فترة عصيبة من عمر البلاد منذ ثورة يناير مرورا بفترة حكم الإخوان حتى مارس 2016 لتتقلد منصب المديرة العاملة لمنظمة المرأة العربية.
خاضت «التلاوي» معارك طويلة مع جماعة الإخوان المسلمين، كانت حائط الصد عن نساء مصر فى هذه السنة الكبيسة التى حكمت فيها الجماعة مصر.. عن كواليس هذه المرحلة ودور النساء فى ثورة 30 يونيو.. تحاور «روزاليوسف» السفيرة مرفت التلاوي.. إليكم نص الحوار

 كيف تقيّمين الدور الذى لعبته المرأة فى ثورة 30 يونيو؟
- المرأة لعبت دورًا مميزًا وتاريخيًا، يحسب لها، نزلت بكل حماس وشجعت باقى أفراد الأسرة للنزول يوم 30 يونيو، أنا شخصيا كنت على منصة ميدان التحرير وكنت أرى أغلبية الميدان من السيدات، كانت المرأة الأكثر استياء من حكم الإخوان، وعبرت عن رفضها لهذا الحكم الفاشى بطريقة جادة وحقيقية بالنزول للميادين، واستمر حماسهن حتى الانتخابات الرئاسية فكن يرقصن ابتهاجا بالتغيير الذى شاركن فى صنعه.
 فى رأيك هل كان الخوف على مستقبل الحريات والحقوق دافعًا قويًا للنساء للتحرك؟
- بكل تأكيد، النساء أكثر فئة تستشعر الخطر، والإحساس بالأمن ضرورة لا يمكن أن تستغنى عنها، لذا شعرت بأن حياتها ومستقبل أسرتها مهددان، لذا شاركت بكثافة وصوتها كان أعلى من صوت الرجال، ضاحكة .. «لا أستطيع القول إنها وقفت جنبا إلى جنب مع الرجل، بل هى وقفت والرجال هم من أتوا بعدها».
 ما السيناريو الذى كنت تتصورينه، لو استمر حكم المرشد خاصة فيما يتعلق بحقوق المرأة أيضا؟
- كانت ستصبح فترة ظلامية بشعة تستمر لأجيال حتى نخرج منها، كانوا ينوون تغيير شخصية مصر، «الإخوان تقريبا كانوا عايزين ينقبوا مصر»، ويعزلونها عن العالم، لصالح مشروعهم الرجعى المتخلف، ومازلنا نحصد نتائج حكمهم الكارثى حتى الآن، ففى عام واحد عادوا بكل المكتسبات التى حصلت عليها المرأة من حقوق وقوانين إلى الخلف، من خلال الفتاوى الدينية السيئة، مما أدى إلى ارتفاع معدلات تسرب الفتيات من التعليم والزواج المبكر.
 لو سألتك عن عنوان تصفين به مصر تحت حكم الإخوان؟
- كانت نكسة، نحن عشنا عامًا من النكسة الاجتماعية، الأخلاقية، الدينية والتاريخية، كانوا يسعون لتغيير شخصية مصر وتدمير كل أدوات القوى الناعمة، ولو كانوا استمروا كان ممكن نقول «على مصر السلام»!
 بحكم منصبك- آنذاك- كرئيس للمجلس القومى للمرأة، ما كواليس لقائك بالرئيس الأسبق «محمد مرسى العياط»، كيف كان يتعامل الرجل خلف الكاميرات والاجتماعات الرسمية؟
- الرجل كان غاية فى الأدب والتهذيب، ويستمع كثيرا، ولكن لا ينفذ شيئا، وهو ما جعلنى أقاطع أى دعوات من الرئاسة، لأننى اكتشفت أنه ليس هو الرئيس وأن الحكم ليس فى الاتحادية ولكن بالمقطم مقر مكتب الإرشاد، لذا «د. مرسي» كان منظراً أكثر منه رئيسًا حقيقيًا لجمهورية مصر.
 ما المواقف التى أكدت لك أنه لا ينفذ كلامه؟
- فى لقائى معه قبل سفر وفد مصر لحضور لجنة المرأة بالأمم المتحدة فى دورتها 57، أكد أنه لا يستغنى عن وجودى بالوفد، وأن سفر الدكتورة باكينام الشرقاوى ليس إلا حضورًا يعكس دعمه للمرأة بالأمم المتحدة، وقلت له: «ميصحش إنه يكون فيه وفدين لمصر»، ولكن فوجئت بها فى الأمم المتحدة، وعند عودتى من نيويورك فوجئت بما هو أخطر هو محاولته لتغيير المجلس القومى للمرأة كاملا.
 وكيف كانت علاقتك بنساء الجماعة؟
- سيئة للغاية، فهم ذكوريون أكثر من الرجال، أفكارهم عدائية لحقوق المرأة، وكانت «أم أيمن» وأخواتها هدى غنية وأميمة كامل، أسوأ من الرجال المحافظين للإخوان، فكنت أجد مرونة فى الحديث مع عصام العريان عن الحديث معهن فهن لا يعتقدن بأهمية وجود المرأة خارج منزلها.
وأول لقاء جمعنى بهن مع النائب محمد أنور السادات الذى حاول تقريب وجهات النظر معهن، ووافقته على الدعوة، وذهبت مع مجموعة من السيدات، وكان حوار «الطرشان» فهن يحفظن مجموعة كلمات تصب كلها ضد وجود المجلس القومى للمرأة، والاكتفاء بمجلس الطفولة والأمومة أو مجلس للأسرة!.
 بعد أربع سنوات.. ما أكبر مكتسبات المرأة من 30 يونيو؟
- دستور 2014 يمكن لكل سيدة أن تفتخر به، لأول مرة يضم أكثر من 20 مادة تخص حقوقها، ويكفى المادة (11) التى اعترفت بالمساواة بين الرجل والمرأة فى جميع المناصب، وتمكينها السياسي، وكانت ثماره وصول 90 نائبة لأول مرة فى تاريخ البرلمان، ولكن أرجو ألا ننام على هذه المكتسبات والحقوق التى كفلها الدستور، وأن تكون هناك سيدات حارسات لهذه الحقوق، حتى لا تؤخذ منا مرة ثانية.
 كنت عضوًا فى لجنة الخمسين.. ما الصعوبات التى واجهتك، وهناك كتابات ترى أنه مازال حبرا على ورق فيما يتعلق بحقوق النساء؟
- كان وجود النساء فى اللجنة مهمًا للغاية، لأنه لا يوجد رجل حتى لو كان ليبراليًا أو علمانيًا سيدافع عن المرأة وحقوقها مثل المرأة نفسها، وواجهت صعوبات كبيرة فى اللجنة، لأن بعض الليبراليين الموجودين كانوا غير مهتمين أو غير مساندين، بل أحيانا كانوا معارضين لحقوق النساء، وأعلم أن سيدة واحدة فى منصب المحافظ و4 وزيرات بالحكومة لا يكفي، ولكن يجب أن نستمر فى الحفاظ على كل خطوة ونطالب باستكمالها بمئات الخطوات.
 هل ترى أن الأزهر المؤسسة الأصلح لتجديد الخطاب الدينى، خاصة أن المنابر كانت شاهدا طوال سنوات على أفكار رجعية كثيرة منها ما يخص النساء؟
- أرى أن الأزهر كمنارة علمية دينية يدافع عن الدين الإسلامى الوسطى منذ إنشائه قبل نحو 1000 عام، يواجه مشكلات، تم اختراقه من أعضاء جماعة الإخوان، وكانوا يسعون لتنصيب يوسف القرضاوى مكان أحمد الطيب، ولكن سقط الإخوان ولم يسقط رجالهم من الأزهر، فمازالت أفكارهم المتشددة تسيطر على الأزهر، والدليل كل الأزمات الأخيرة، يطالب الرئيس بتجديد الخطاب الدينى لا يفعلون شيئا حتى الآن منذ دعوته 2014 بتوثيق الطلاق الشفهى وهو موضوع مهم وخطير يرفضون أيضا! يقترحون قانونًا عن مناهضة الكراهية يخرج قانوناً عنصريًا ومتطرفاً.
 أين وثيقة حقوق المرأة فى الإسلام.. التى طالبت بها الأزهر منذ سنوات؟
- «للأسف أم أيمن وأم عفريت» أثرت على الشيخ الطيب وقت حكم الإخوان، وبعد أن كانت هناك وثيقة عظيمة لحقوق المرأة، اشتركنا كمجلس قومى للمرأة ومجموعات نسوية فى كتابتها مع الأزهر، أرسل لى الشيخ النسخة الثانية منها بعد التعديل ووجدتها سيئة جدا، فقلت له وقتها «أحسن ما تطلعهاش»، للأسف رغم رحيل أم أيمن، فإن العلماء متحجرى الفكر مازالوا موجودين بالأزهر، وليس لديّ أمل فى خروجها بالشكل المطلوب هذه الفترة.
الأزهر حتى يكون قادرًا على تجديد الخطاب الديني، عليه أولا تطهير المؤسسة من الداخل وتجديدها من هؤلاء الأفراد المتشددين، ويغير من فلسفته ويثبت بالفعل أنه يقوم بالدور الوسطى المعروف عنه منذ سنوات.
 ما تقييمك لأداء 90 نائبة، هل نصرن حقوق المرأة؟
- الأداء جيد بالنسبة لبعضهن، ولكن هناك أداء سيئًا للأخريات، حيث يقدمن تعديلات على قوانين مهمة للمرأة وللأسرة بطريقة سطحية جدا، وأبرزها قانون الأحوال الشخصية، بل المصيبة أن أسمع من بعض النائبات والنواب أفكارًا متطرفة رجعية مثل الإخوان، فمثلا حزب ليبرالى كالوفد يقدم مشروع تعديل لقانون الأحوال الشخصية معاديًا لحقوق المرأة، هذا أمر غير مقبول واستهتار كبير منهم، لا يصح بعد كل السنوات التى بذلناها للحصول على هذه المكتسبات يتم إلقاؤها على الأرض بجهل.
 كانت لك معركة مع مجلس الدولة لرفضه تعيين فتيات منذ 2014.. مازالت الأزمة مستمرة.. ما تعليقك؟
- مجلس الدولة يصمم على رفع شعار «للرجال فقط»، وهذا غير دستوري، فلا يصح أن يكونوا رجال قانون ويضربون بالدستور عرض الحائط، والمادة 11 تنص صراحة على المساواة بين الرجل والمرأة فى توالى المناصب القضائية وكنت حريصة أثناء لجنة الخمسين على إضافة لفظة «القضائية».
 شهور تفصلنا عن انتخابات الرئاسة 2018.. لو ترشحت سيدة ببرنامج واضح.. هل تنتخبينها؟
-  لا مانع من ترشح المرأة، ولكن الواقع المعاش يجب مراعاته، فالظروف لا تسمح ولا الثقافة المجتمعية تقدر ترشح النساء لهذا المنصب، «لسه بدرى علينا أوى عشان تكون الست رئيسة مصر»!، ولكن أهم من كونها رئيسة أتمنى أن تكون الثقافة المجتمعية أكثر ليبرالية مما نحن عليه، نحتاج إلى ثورة تشريعية تواجه تسرب التعليم والزواج المبكر.