الأربعاء 20 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

التفاصيل الكاملة للقمة «العربية الإسلامية الأمريكية» بالرياض

التفاصيل الكاملة للقمة  «العربية الإسلامية الأمريكية» بالرياض
التفاصيل الكاملة للقمة «العربية الإسلامية الأمريكية» بالرياض


ليس غريبا أن تحظى زيارة ترامب للرياض بكل هذا الصخب الإعلامى العربى والغربى، فالدبلوماسية الأمريكية والسعودية تنتظران صفحة جديدة من العلاقات تبدأ بتحجيم دور إيران فى المنطقة وتنتهى بوعود أمريكية بمزيد من الدعم العسكرى للمملكة.
الرياض تستعد للزيارة المرتقبة بـ 3 قمم تبدأ من 19 وحتى 21 مايو الجارى، أولها قمة ثنائية بين ترامب والعاهل السعودى الملك سلمان بن عبدالعزيز، والقمة الثانية بين ترامب وقادة دول الخليج العربى والقمة الثالثة بين ترامب وقادة الدول العربية والإسلامية، وكان من أبرز ما علقت عليه الصحف الغربية ما تحويه زيارة ترامب إلى الرياض، حيث سيجتمع مع الملك سلمان والرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى، على هامش الزيارة ولم يحدد حتى الآن هل سيعقد هذا اللقاء الثلاثى قبل القمة العربية الإسلامية الأمريكية أم بعدها.
ومن أبرز المدعوين للقمة من القادة العرب، العاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى والرئيس الفلسطينى محمود عباس أبومازن، ورئيس الإمارات ورئيس الجزائر والملك المغربى محمد السادس والرئيس التونسى وأمير دولة الكويت والسلطان قابوس، وملك البحرين وأمير قطر والرئيس اليمنى والعراقى، بجانب الرئيس التركى رجب طيب أردوغان ورئيس وزراء باكستان نواز شريف ورئيسة وزراء بنجلاديش الشيخة حسينة، ورئيس تركمانستان قربان قولى بردى محمدوف وغيرهم من الدول الـ41 المشاركة فى التحالف الإسلامى الذى دعت له السعودية فى 2015.
مسئول كبير فى الإدارة الأمريكية، قال إن القمة المرتقبة تظهر أن الولايات المتحدة تستعيد الثقة الاستراتيجية وتعمل على استيعاب قدر هائل من العمل لتعزيز التحالفات وتقاسم الأعباء حول القضايا الأمنية مع حلفاء «ناتو» الشرق الأوسط بحسب وصف صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.
من جانبه، يسعى ترامب من خلال القمة إلى وقف تمويل الجماعات الإرهابية المتطرفة، ولا سيما داعش، والجمع بين المساهمات من الشركاء الإقليميين وتحديدا ما وصفه أحد كبار المسئولين الإداريين بأنه «حل طويل الأجل للإرهاب»، ومن ضمن خطة ترامب لمكافحة الإرهاب زيادة التسليح الأمريكى للدول العربية والإسلامية المشاركة.
وقد أكد وزير الخارجية السعودى أن القمة ستعزز التعاون بين الولايات المتحدة والدول العربية والإسلامية فى مجال مكافحة الإرهاب، وزيادة التعاون الاستخباراتى والأمنى بين الولايات المتحدة والدول العربية والإسلامية.
التقارب فى وجهات النظر بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية يتناقض بشكل صارخ مع عقيدة الرئيس السابق باراك أوباما، التى اعتبرت أن إيران والمملكة العربية السعودية تتحملان اللوم على حد سواء لعدم الاستقرار الإقليمى، وكان تركيز الإدارة السابقة على النظر فى تطبيع العلاقات مع إيران، على الرغم من توسع الميليشيات الشيعية التابعة لها فى جميع أنحاء الشرق الأوسط، وكانت دعامة أساسية لتشجيع المزيد من زعزعة الاستقرار.
إلا أن التفاهم الجديد بين ترامب والملك سلمان سيوفر الاستراتيجية الصحيحة لمكافحة الإخفاقات الخطيرة فى سياسة باراك أوباما، والتى سمحت لطهران والمنظمات والكيانات الموالية لها لإثارة الفوضى فى المنطقة.
كما أن الحرب الجارية فى اليمن سوف تكون من أبرز النقاط التى ستناقشها القمة، حيث إنها جانب من جوانب مكافحة النفوذ الإيرانى فى المنطقة، فإيران تدعم الحوثيين فى اليمن مما يؤدى إلى تفاقم الحرب الأهلية فى البلاد ويثير الاضطرابات فى المنطقة بشكل عام.
وبعيدا عن المنعطف السياسى ستشهد القمة الاتفاق على التعاون الاقتصادى بين الولايات المتحدة والدول المشاركة وخاصة ذات الاقتصاد المتدهور، حيث إن الإدارة الأمريكية ترى أن الحد من البطالة ورفع مستوى المعيشة والنهوض بالاقتصاد فى الدول العربية والإسلامية أحد أسلحة مكافحة الإرهاب حتى لا ينساق الشباب إلى الاستقطاب من الجماعات المتطرفة واستغلال الإحباط والفقر والجهل للتلاعب فى أدمغتهم.
أيضا ستشهد القمة على المستوى الاقتصادى تغيير خريطة الاستثمار الأمريكى، حيث إن الفترة الماضية شهدت تغلغل التنين الصينى والدب الروسى فى منطقة الشرق الأوسط.
وأهم ما سيتم الاتفاق عليه هو استئناف مفاوضات السلام بين العرب وإسرائيل ولذلك سيقوم ترامب بعد إنهاء القمة فى الرياض بالسفر إلى إسرائيل للقاء رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو ويلتقى الرئيس الفلسطينى مجددا بعد لقائه فى الرياض فى بيت لحم، وقال عادل الجبير وزير الخارجية السعودى فى تصريحات للصحفيين إن ترامب لديه احتمال كبير بالنجاح فى جهوده من أجل التوصل إلى اتفاق سلام مع الإسرائيليين والفلسطينيين.
وتعهد ترامب بالقيام بكل ما هو ضرورى للتوسط فى السلام بين إسرائيل وفلسطين، وهو الأمر الذى فشل فيه رؤساء أمريكا المتعاقبون، وأضاف الجبير إن الدبلوماسية التقليدية فشلت فى التوسط فى السلام، وبالتالى فإن نهج ترامب الجديد يمكن أن تتاح له فرصة كبيرة للنجاح.
وسيكون الجهد قائما على أساس مبادرة السلام العربية والحل الذى يشمل حل الدولتين، حيث إن القمة «العربية الإسلامية الأمريكية»، تمثل فرصة أيضا لمناقشة ما أثير حول نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، وفى هذا الإطار من المتوقع أن تطرح أمام القمة جهود السلام وحل الدولتين، فى تصور نهائى لحل القضية الفلسطينية.
وسوف يلتقى ترامب عباس ونتنياهو مباشرة بعد قمة الرياض بحسب صحيفة تايمز أوف إسرائيل، وسيتم الإعلان عن عقد قمة ثلاثية فى بيت لحم مع عباس ونتنياهو فى 22 و 23 مايو.
ووفقا لتقرير القناة العاشرة الإسرائيلية وافق عباس على القمة المقترحة من أجل إرسال الرسالة بأنه مستعد لاستئناف المفاوضات فورا دون شروط مسبقة، وقد أعرب نتنياهو وعباس عن تأييدهما لاهتمام ترامب بإحياء عملية السلام، على الرغم من أن الاثنين سعيا أيضا إلى توجيه اللوم على بعضهما البعض لعدم تحقيق تقدم فى الماضى.
ومن القضايا الشائكة التى سيتم مناقشتها فى القمة هى الأزمة السورية والتى ستتضمن بنوداً أهمها قضية اللاجئين ومحاولة ترامب لفتح العرب دولهم لمزيد من اللاجئين، فضلا عن استئناف الضربات الأمريكية على سوريا ووقف إمداد الإرهابيين فى سوريا بالسلاح والمال والدعم اللوجيستى من بعض الدول العربية أو الجمعيات الأهلية فى أراضيها مثل السعودية وقطر.
ومن أهم القضايا أيضا التى ستتناولها القمة الأزمة الليبية ومحاولة القضاء على نفوذ التنظيمات الإرهابية فى البلاد فضلا عن دعم قائد موحد من شأنه العمل على تعزيز الاستقرار والأمن فى المنطقة.
وسيجتمع ترامب والرئيس التركى رجب طيب أردوغان فى 16 مايو بحسب صحيفة المونيتور الأمريكية ومن المقرر أن يتوجه الشيخ محمد بن زايد الاثنين المقبل إلى واشنطن لإجراء محادثات مع ترامب فى البيت الأبيض ومع مسئولين آخرين فى الإدارة وعضو فى الكونجرس، وبحسب التقرير فإن دولة الإمارات العربية المتحدة هى الدولة الخليجية الأقرب إلى الجيش الأمريكى، حيث تقوم بعمليات مكافحة الإرهاب ضد الجماعة المتطرفة التابعة لتنظيم القاعدة وحركة الشباب الإرهابية فى الصومال، كما تعمل مع المسئولين الأمريكيين فى مواجهة استراتيجيات التطرف والإرهاب فى مركز تعليمى فى أبوظبى.
الجدير بالذكر أن السعودية ستدفع 68 مليون دولار لاستضافة ترامب، وطبقا لوثيقة سرية، فقد طلب الملك السعودى من وزارة المالية تخصيص مبلغ 68 مليون دولار لتمويل الاحتفالات التى ستقام خلال زيارة ترامب إلى المملكة العربية السعودية.
وأشارت الوثيقة إلى أن المبلغ سيتم دفعه لتمويل القمة «الإسلامية العربية الأمريكية»، بالإضافة إلى جميع الأحداث ونفقات الترفيه.