الإثنين 28 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

استقالة زير النساء!!

استقالة زير النساء!!
استقالة زير النساء!!


القاعدة المثالية لتعامل الرجل مع المرأة يمكن إيجازها فى عبارة واحدة: «ما يحبه الرجال فى الرجال، تكرهه النساء فى الرجال»، فكثيرون ظنوا أن الرجل الحازم، صاحب الفضائل يمكن أن تفتن به امرأة كما فعل مريدوه من الرجال، فسيكولوجية المرأة تختلف، وليس أدل على ذلك من رفض النساء لرجال أصحاب دماثة ونبل كالإمام على، وسبينوزا، وأوسكار وايلد، فقيمة شر الرجل عند المرأة أشبه بالتوابل الحارة التى لا غنى عنها فى أطباقها وأصنافها، وفى الحكاية المثيرة عرفنا الغزالة أنثى والثعلب ذكرا، وإن لم يكن الرجل ماكرا لن يستطيع الإمساك بالغزالة!!

  دستور آلونبى وأم أبان
أوسكار وايلد رغم خسارته الحب والنساء، فإنه قد قدم أعظم نصيحة للرجال فى مسرحيته «امرأة بلا أهمية» على لسان بطلتها السيدة آلونبى: «نحن النساء نعشق الفاشلين، إنهم دائما يعتمدون علينا، نحن الأكاليل التى تغطى صلعتهم». ومقولة «آلونبى» هى دستور للنساء على مر العصور، فالنساء دائما  ينفرن من الرجال الأشداء ويفضلن الرجل اللين الخاضع لمطالبهن، وخير مثال على ذلك قصة زواج السيدة أم أبان بنت عتبة، وتفاصيل الحكاية كما أوردها ابن منظور فى كتابه «مختصر تاريخ دمشق» غاية فى الدهشة، وغايتها دلالة على ما تفكر فيه النساء، وتحبه فى الرجال: «خطب عمر بن الخطاب أم أبان، فأبته، فقيل لها: ولم؟ قالت: إن دخل دخل ببأس، وإن خرج خرج بيأس. ثم خطبها الزبير بن العوام، فأبته، فقيل لها: ولم؟ قالت: ليست لزوجه منه إلا شارة فِى قَرَامِلِهَا (أى لا يدعها تحكم حتى فيما تصل به شعرها). ثم خطبها على بن أبى طالب، فأبت، فقيل لها: ولم؟ قالت: ليس لزوجه منه إلا قضاء حاجته، ويقول: كنت، وكنت. وكان، وكان. ثم خطبها طلحة بن عبيد الله، فقالت: زوجى حقاً! قالوا: وكيف ذلك؟ قالت: إنى عارفةً بخلائقه، إن دخل دخل ضحاكاً، وإن خرج خرج بساماً. إن سألت أعطى، وإن سكت ابتدأ، وإن عملت شكر، وإن أذنبت غفر».
والقصة خير مثال على سطحية المرأة فى انتقاء الرجال، فالجميع تساوا أمام «أم أبان» فى المكانة الدينية (كلهم صحابة)، واختلفوا فى درجات المال والوجاهة الذكورية، فاختارت طلحة لوسامته وماله ولين أفعاله مع النساء.
  بريق الضعف عند المرأة
 يقول أنسى الحاج فى كتابه «الخواتم»: «ما يحّبه الرجل فى المرأة ليس فقط ضعف الكائن الاجتماعى المستضعَف والمستغَلّ، كما يعتقد بعض النَسَوّيات. ثمّة ضعف آخر فيها يستهوى، هو قلق الأم على الرجل، ولو عشيقها، ولو أكبر منها سنّاً. تلك الرقّة المسئولة التى هى فى باطنها حكمة وقوّة». وصدق الحاج فى وصفه فهذه هى الطبيعة والفطرة الإنسانية أن تكون النساء الضعيفات مغناطيسا صلبا  يجذبن بهذا الضعف المستحب صدور الرجال، ولا يحدث العكس إلا من خلال بيولوجى أو سيكولوجى، فالضعف الأنسوى مكمن اللذة عند الرجل ومصنعها عند المرأة، إضافة أن سادية الرجل أمر محبب عند المرأة، ومازوخية المرأة أمر محبب عند الرجل.
  أكذوبة المساواة بين الجنسين
عرفت الحضارات القديمة قيمة الذكورية المثالية! فى معاملة المرأة، فأحسنت نساؤها عن نساء العصر الحديث، فأكثر النساء المجيدات فى تاريخ الإنسانية هن من نساء العصور القديمة، واللاواتى كن بمنزلة أقل (بالنسبة للرجل) فصرن بمكانة تاريخية أكبر!!  وخير دليل على ذلك نساء الأديان الإبراهيمية، فالسيدة مريم  لا يذكر أنها قد تكلمت أو أبدت رأيها فى قضية، إلا مرة واحدة فأسكتها المسيح. طلبت منه أن يصنع معجزة فى عرس قانا الجليل: فقال لها: «مالى ولك يا امرأة»، أى لا تبدين رأيًا أو طلبًا فى حضرتى، فصمتت إلى آخر الدعوة والعمر ولم تبد رأيا على الإطلاق،  وكانت من عادات نساء اليهودية والمسيحية «البادئة» أن يسرن خلف الرجل فى الخطى والخطوة، لا أمامه، ويخضعن له: «أَيُّهَا النِّسَاءُ اخْضَعْنَ لِرِجَالِكُنَّ كَمَا لله، لأَنَّ الرَّجُلَ هُوَ رَأْسُ الْمَرْأَةِ» (رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس، الإصحاح الخامس. كذلك الحال فى الأديان الشرقية ففى الهندوسية تسجد المرأة لرجلها، وفى العادات العربية (قبل الإسلام وبعده) يسمى الرجل بعلا (من الإله بعل) أى إله للمرأة فهى ملكيته، وهو معيلها.
والأدلة التاريخية والدينية كثيرة عن قيمة عدم المساواة وفاعليتها المثالية على المرأة نفسها، وكذلك الدليل السيكولوجى، فمثلا  فى الطفولة  قد ترتدى الطفلة زى الصبيان، ويرتدى الصبى زى البنات، دون أن يشعر أى أحد منهما بأى إهانة لطبيعتهما أو حتى باختلال الوظيفة، ولذلك لعدم اكتمال «الإدراك العقلى» لديهما. وأما فى الكبر سيستشعر كلاهما الفرق ويخجل إذا بدلا هيئتهما، ومن ثم فالمطالبة بالمساواة بين الذكر والأنثى (بعد النضوج) هى نفسها عدم اكتمال الإدراك العقلى لطالب هذه المساواة التى هى محض أفعال صبيانية تليق بطفولة تفكير.
والمرأة العاملة، امرأة بلا أنوثة، فقد فقدت أنوثتها التى تبدل فيها «الماكياج» بشحوم المصانع وحبر الأوراق وعرق الأجساد.
ولا غرابة فى أن يثبت علماء النفس أن عرق النساء هو وسيلة فعالة للإغراء الجنسى، وليس غاية فى الكدح والعمل، ويذكر التاريخ الأدبى والنسوى أيضا أن هند نوفل أول متمردة وصاحبة مجلة «الفتاة» أول صيحة نسائية عربية، قد عادت إلى «رشدها الأنثوى» وأغلقت المجلة لأنها تزوجت وأنجبت، فتفرغت لرعاية الزوج والأبناء.
  المرأة التى أفسدها الذباب
دائما ما تقترن سيرة المرأة بالدواب والحشرات، ولا يعرف على وجه الدقة السبب العلمى والأدبى لذلك التشبيه، ففى التراث العربى، قد ذكر الإمام القرطبى فى كتابه «الجامع لأحكام القرآن» أن: «العرب تُكنِّى عن المرأة بالنعجة والشاة، لما هى عليه من السكون والمعجزة وضعف الجانب، وقد يُكنَّى عنها بالبقرة والحجرة والناقة، لأن الكل مركوب»، أما الحشرات فكان لها نصيب الأسد فى الأدب: الجرادة عند أنطون تشيكوف، وأنثى العنكبوت، والأرملة السوداء كما فى روايتى دانييل سيلفيا، وقماشة العليان. كذلك «الصنف» موجود أيضا عند العقاد والفنان التشكيلى صلاح طاهر حيث كان الذباب والصرصار حاضرا أيضا فى سيرتها.
فعندما أراد العقاد أن يطمس صورة حبيبته مديحة يسرى أو «هونى» أى العسل- كما كان يدللها-  طلب من صديقه الفنان صلاح طاهر أن يرسم لوحة سوريالية لها تفسد عسل مديحة فى مخيلته ووجدانه، فلم يجد إلا الذباب حلا!! واللوحة كانت عبارة عن: «تورتة وبرطمان عسل وصرصار وذباب كثيف يلتف حولها».
الذباب هو الحل الذى يفسد جمال المرأة الذائف.. فالمرأة التى يلتف حولها رجال عديدون كالذباب، تحرم على ذائقة الرجل الحاذق، الذى يريد أن يتذوقها وحده، ويأكلها وحده، ويهضمها وحده، فلا تكون هذه «الملهوثة» ضمن مقتنياته، فلا تتواجد إلا خلف فاترينة العرض.. للمشاهدة فقط لا للاقتناء، ليس لغلو ثمنها بل لرخصه.
  نظرية الرجل المخدة
ومن الرجال من تستلطفه النساء، ليس حبا أو إعجابا بشخصيته، بل إعجابا بأذنه فقط، والتى تسمع لها جيدا عن مغامرات حبيبها.. وكيف «طنشها»!! وترجوه أن يجد لها حلا لمشكلتها العاطفية. ووظيفة هذا الرجل هنا لا تتعدى كونه مخدة فقط،  فبدلا من أن تمسك المرأة الهاتف وتضطجع على مخدة- كما فى الأفلام الأبيض والأسود- لتحكى مع حبيبها، تضطجع على هذا الرجل، فابعد عن «الرجل المخدة».. وغنى له، وكن رجلا لتعجبها: صفف للمرأة شعرها صباحا، وابحث عنه فى أطباق الطعام ظهرا.. وشده ليلا!!