الأحد 3 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

د. حسام عيسى: «دولة التكفير» أمامكم.. و«مبارك الجديد» من خلفكم!

د. حسام عيسى: «دولة التكفير» أمامكم.. و«مبارك الجديد» من خلفكم!
د. حسام عيسى: «دولة التكفير» أمامكم.. و«مبارك الجديد» من خلفكم!




بدا د. حسام عيسى أستاذ القانون الدولى بجامعة عين شمس وأحد الوكلاء المؤسسين لحزب الدستور أكثر تشاؤما، خلال حواره معنا حول مستقبل الثورة المصرية فى حال فوز أى من المرشحين الفريق أحمد شفيق أو د.محمد مرسى بجولة الإعادة، ووصف الفترة القادمة بالأصعب.
 

 
عيسى انتقد بشكل لاذع مواقف الإخوان ومرشحهم د. مرسى بعد الثورة ووصفهم بالقوة التكفيرية التى تريد أن تحول مصر لدولة ذات صبغة دينية تعود بالمجتمع للوراء.. كما أنه توقع أيضا عودة المجتمع إلى الوراء فى حالة فوز الفريق شفيق الذى يسعى- على حد قول د. عيسى- لإعادة إنتاج نظام مبارك بمساعدة بقايا النظام الواقفة ضد الثورة والتغيير خوفا على مصالحها.. وأكد أنه أول مصرى سينزل إلى الميدان فى حال عودة القمع والإرهاب مجددا سواء عن طريق مرسى أو شفيق.. حول رؤيته الشاملة للوضع فى حالة وصول مرسى وشفيق للحكم دار هذا الحوار.
 ∎ فى رأيك ما مصير الثورة بعد أن أصبحنا مطالبين بالاختيار بين د.محمد مرسى والفريق أحمد شفيقف؟
 - الوضع سيتأزم بعد وصول أى منهما لكرسى الرئاسة.. سياسيا انتخاب أى منهما لن ينهى المرحلة الصعبة التى تمر بها مصر بل هى بداية مرحلة أشد صعوبة تمثل خطرا كبيرا على البلاد.
 ∎ كيف ترى الوضع فى حال فوز الفريق؟
 - أحمد شفيق عدو الثورة الأول.. وهو أحد رجال مبارك، والنظام الساقط المختفى فى الجحور طوال الفترة الماضية يقوم بتمويله ودعمه لكى يصل إلى كرسى الرئاسة.. شفيق سيعيد نظام مبارك مجددا، ستعود السيطرة الأمنية، وينهى الوعى السياسى ويعطله.. هو ذكر مسبقا أنه سيقوم بتحويل ميدان التحرير إلى «هايد بارك»، وهذا أمر له دلالة قوية، فهو يسخر من الثورة، عندما يريد تحويل مكان الاحتجاج والرفض لسياسات الظلم والقهر إلى مجرد مكان يجتمع فيه الأشخاص دون تأثير على الأوضاع.. شفيق يستخدم فى أحاديثه أساليب مبارك القمعية والإجرامية أحيانا وسيستخدمها فى حال الوصول للحكم.
 ∎ وفى حالة فوز د.مرسى كيف يكون الوضع؟
 - د. مرسى هو رجل التكفير وهذا نهج جماعته.. يقول إن الإخوان طرف فى الثورة وأنا أشك فى ذلك فهم دخلوها بنية السرقة واستطاعوا سرقتها بالفعل.. والتكفير الذى سيتبعه مرسى هو بداية نوع جديد من القمع باسم الدين.. ولن يحكم الإخوان بالديمقراطية أبدا.. ومن يتخوف من حكم المرشد فى حالة فوز مرسى فهو محق.. المرشد سيحكمنا باسم الدين وهذا النوع من الحكم مظاهره مرعبة وحكم الإخوان لا يقل خطورة عن حكم شفيق.. أتذكر جيدا مواقفهم المتطرفة فى بيانهم ضد المصريين عندما وصفونا بالكفرة.. وفى مليونية مايو عندما قالوا إن الليبراليين لا دين لهم ونعتوا زياد بهاء الدين نجل الكاتب الكبير أحمد بهاءالدين بابن الصليبية، كما أذكر تشبيه القرضاوى لمخالفى الإخوان بقوم لوط.. كل هذه الأشياء توضح حجم الكارثة التى سوف نلقاها مع الإخوان.. الخلاصة أن «مرسى و«شفيق» كليهما غير كفء ولايصلحن لإدارة البلاد.
 ∎ ما توقعاتك بشأن موقف الحركات الاحتجاجية فى حالة فوز «مرسى» وكذا «شفيق»؟
 - القوى الاحتجاجية التى تتمثل فى شباب الثورة والمؤمنين بها وبأهدافها سيخرجون للميادين إذا حاول المرشح الفائز فرض أى ممارسات تعيد النظام السابق أو تضر بمصر.. مع أول فعل سينزلون للميادين وسأكون بينهم.. فإذا حاول شفيق مثلا قمع المعارضة ولم يسترد أموال المصريين المنهوبة أو ساهم فى خروج رجال أعمال مبارك من السجون ستكون نهايته ولن يعيش، وكذلك مرسى أو الجماعة إذا حاولوا فرض سيطرتهم على الشعب واستحوذوا على السلطات ومارسوا أى نوع من أنواع القمع باسم الدين فلن يصمت لهم الشعب وسيخرج عليهم كما خرج على سياسات مبارك البشعة.
 ∎ هل سيحتج الإخوان فى حال فوز شفيق؟
 - الإخوان لن يستطيعوا فعل أى شىء إذا فاز شفيق.. فهم قبلوا الانتخابات وليس لهم حق الاعتراض.
 ∎ حتى إذا حاول إعادتهم للمعتقلات.
 - فى هذه الحالة الأمر   مختلف.. إذا حاول شفيق فعل ذلك لن يقفوا مكتوفى الأيدى.. سينزلون إلى الشارع ولن يكون الإخوان وحدهم، بل كل القوى الثورية ستعترض.. فهذه جريمة لا مجال مطلقا لإقصاء أى طرف أو ممارسة أى قمع بعد ذلك.
 ∎ هل لديك تصور لمصير بقايا نظام مبارك فى حال فوز مرسى؟
 - هذه قوى تتلون طوال عمرها مع الوضع القائم، ولن يفعلوا شيئا، بل سيحاولون الاستفادة من أى نظام قادم.. سيكونون مع مرسى وليس ضده فهى قوى نفعية قادرة على التكيف مع أى وضع سياسى ومن الممكن أن نراهم مطلقين للحاهم تماشيا مع دولة الإخوان.
 ∎ تعتقد أن المؤسسة العسكرية ستقبل تسليم السلطة بالكامل للإخوان ؟
 - المجلس العسكرى لن يترك الساحة فجأة.. لن يبتعدوا تاركين كل شىء ويذهبوا لمنازلهم.. وأنا ضد الهتاف بسقوط حكم العسكر فهو هتاف حقير من وجهة نظرى، لا أحد يريد سقوط جيشه.. وأنا أحترمهم طوال عمرى ولم أكن أبدا ضد العسكر فعبدالناصر الزعيم العظيم كان عسكريا ولا يجب أن ننسى ذلك، ولكن هذا لا يعنى أن شفيق سيكون مثل عبدالناصر لمجرد أنه عسكرى، ولكن أنا مختلف مع المجلس العسكرى فى أشياء كثيرة.. وأنا مع انتقادهم بشدة دون الهتاف بسقوطهم.. فإذا كانوا يسعون لوصول البلاد لبر الأمان فمع مرسى لا بر ولا أمان.
 ∎ فى رأيك هل سيناريو ثورة 25 يناير قابل للتكرار ضد حكم شفيق أو مرسى؟
 - سيكون هناك مقاومة بالطرق السياسية.. من الممكن أن تتطور لثورة فى حالة خرقهما لأهداف الثورة التى نادى بها المصريون فى يناير.. فمع أول سياسة قمعية ستعود قوى التحرير للميادين لتثور من جديد.. وللعلم كلا الطرفين من الممكن أن يرفع أسلحته فى وجه الشعب ويقتلوه. شفيق من خلال إعادة الدولة الأمنية والإخوان عن طريق التكفير الذى اتهموا به المجتمع بأكمله.
 ∎ إلى أى مدى كلاهما قادر على فرض سياساته وهويته على المجتمع فى الفترة القادمة؟
 - أعتقد أن كليهما قادر على ذلك، فالإخوان بإمكانهم تغيير هوية المجتمع وهم بالفعل يجهزون 135 ألف قيادى للاستيلاء على الإدارة المصرية فى الفترة القادمة، وهذه المعلومة ذكرها أحد أصدقائى الإسلاميين وهم ليسوا جزءا من الوطن المصرى.. أما مشروع شفيق القائم على عودة نظام مبارك فقادر على إعادة سياسة النهب والسلب لإمكانيات مصر إذا سمح بعودة نظام مبارك برموزه وسياساته.. نحن للأسف أمام مشروعين أحدهما يريد عودة دولة مبارك والآخر يريد دولة دينية.
 ∎ هل تعتقد أن الثورة المصرية خلال عام ونصف استطاعت تحقيق كل أو بعض أهدافها؟
 - أعتقد أن الثورة لم تحقق أهدافها حتى الآن.. فالثورة ليست إسقاط الرئيس فحسب.. ولكنها تغيير مجتمعى ويتبعه تغيير دستورى.. والدستور المزمع كتابته الآن يتعرض لمأساة.. فتشكيل لجنة الدستور من الواضح أنه قائم على اتفاقات وتربيطات، والدليل على ذلك صلف وعجرفة الإخوان فى التعامل مع باقى القوى السياسية، وأعتقد أن المجلس العسكرى على وفاق مع الإخوان فيما يخص الدستور لأنهم يتصرفون بعجرفة واضحة.. والبرلمان لم يرق لمستوى الثورة.. والعدالة الاجتماعية لم تتحقق بعد.. والأموال المنهوبة لم تسترد حتى الآن.. وأى رئيس قادم سيعطى ظهره لأهداف الثورة.. ستقوم ضده ثورة جديدة.. ولا أعتقد أن الأمور ستستقر فى حال فوز أحدهما بمقعد الرئاسة.