الجمعة 20 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

أوروبا ولعت وقلعت هدومها

أوروبا ولعت وقلعت هدومها
أوروبا ولعت وقلعت هدومها


فى الوقت الذى يؤكد خبراء الأرصاد الجوية أن الصيف الجارى واحد من أقسى الفصول حرارة خلال المائة عام الماضية، ومع الأنباء عن حرائق الغابات ووفاة المئات، وتوقعات المتخصصين بأن تعانى الكرة الأرضية من طقس حار حتى 2020.. هناك صورة أخرى ليست «مكفهرة» للحرارة وهى صورة النجوم الذين استقبلوا الموجة القاسية وفق مقولة سعيد صالح فى مدرسة المشاغبين: «لما تتزنق اقلع».

وعادت موجة الحر بالربح على أصحاب الفنادق والمجمعات السياحية الواقعة على الساحل وضفاف البحيرات وعززت أرباح بائعى المرطبات والمثلجات وسمحت لمحبى اللون الأسمر بالتمتع ببشرة برونزية كتلك التى يشتهر بها نجوم السينما.
ليس من السهل أن نرتدى الملابس فى القيظ، لكن النجوم يرون خلاف ذلك بارتداء الملابس القصيرة جدا والإقبال على الملابس عارية الظهر والرقبة التى تكشف أكثر.. وقد ظهرت النجمات وعارضات الأزياء مثل سيندى كروفورد.
وبالرغم من المخاطر التى يشكلها ارتفاع الحرارة على صحة الإنسان فإن البعض حول موجة الحر إلى طقس احتفالى كما هو الشأن فى سويسرا، إذ يعتبر بعض الأوروبيين ارتفاع الحرارة فرصة لا تعوض.
منذ عام 2003 وأوروبا خاصة فرنسا تحديدا تعانى من موجات حرارة غير عادية أدت فى البداية - وبسبب عدم الاستعداد سواء وجود تكييفات أو مراوح مع وجود وسائل التدفئة حولت البيوت والمكاتب والمصالح الحكومية - إلى أفران حقيقية مما أدى إلى وفاة عدد كبير جدا من المواطنين، أكثرهم من كبار السن وتشهد مدن فرنسية منذ أيام موجة حر مشابهة فاقت الأربعين درجة فى بعض المدن الداخلية، ما جعل السلطات تضع 33 مقاطعة تحت مراقبة خاصة، ووضعت 26 مقاطعة ضمن مستوى الإنذار البرتقالى الثانى على سلم من ثلاث درجات.
بالرغم من الإرشادات التى قدمتها السلطات الفرنسية بالبقاء داخل المنازل وشرب السوائل فإن الكثير من سكان باريس والسياح اختاروا تبريد أنفسهم بمياه النافورات العمومية وصار مشهد نزول الأطفال والكبار فى النافورات العامة فى باريس عاصمة النور والجمال مألوفا وعاديا وهو شيء لا تجرمه السلطات لأنه أحد الحلول المجانية لمحاربة الموت حرا لغير القادرين ومن اضطرتهم الظروف للتواجد فى الشارع بعيدا عن الشواطئ والنوادى وحمامات السباحة.
ووضعت 26 مقاطعة ضمن مستوى الإنذار البرتقالى الثانى مع توفير مواقع عامة مكيفة مثل المكتبات ودور السينما والمراكز التجارية للراحة، لتفادى تكرار «الكارثة الإنسانية» 2003 التى قضى خلالها أكثر من 15 ألف شخص خاصة من كبار السن بسبب الحر.
وسجلت بريطانيا أيضا أعلى درجة حرارة لها خلال العام الجارى وصلت درجات الحرارة خلال ساعات النهار إلى 35 درجة مئوية فى معظم أنحاء بريطانيا، الأمر الذى دفع آلاف البريطانيين إلى أحواض السباحة والشواطئ هربا من الحرارة المرتفعة.
كما تعرضت بلجيكا إلى موجة حر شديدة، إذ سجلت بعض مناطقها 34 درجة مئوية، فيما سجلت مناطق أخرى درجات بين 32 و33 درجة وتعد هذه الدرجات قياسية بالنسبة إلى بلجيكا.
«طقس مجنون» هكذا وصف الكثير من الألمان الطقس فى بلادهم، فبعد أن شهدت ألمانيا موجة حر شديدة اجتاحتها عواصف رعدية خطيرة وأمطار غزيرة أسفرت عن أضرار مادية فى بعض المناطق كبرلين وتوقعت خدمات الأرصاد الجوية الألمانية أن تضرب موجة حر ألمانيا نهاية الأسبوع الجاري، بعد تلك التى ضربت البلاد فى يونيو الماضي، فى مناطق كولونيا وفرانكفورت وشتوتجارت وغيرها.
وتسببت موجة الحر فى رومانيا فى وفاة 5 أشخاص لوصول الحرارة إلى 35 مئوية، وقالت السلطات حينها: إن الموجة تسببت فى دخول آخرين حالة الغيبوبة.
وكثفت سلطات صحية فى عدة دول أوروبية توجيهاتها للسكان خاصة المسنين والأطفال لتجنب الخروج من منازلهم وحذرت من ممارسة الأنشطة فى الهواء الطلق فى ساعات الظهيرة وما بعدها، بسبب درجات الحرارة المرتفعة والرطوبة العالية وأشعة الشمس القوية.
وتم تقليص ساعات عمل الموظفين بالقطاع العام فى منطقة والونيا البلجيكية تفاديا لتنقلهم وسط ازدحام السير،وتستعد السلطات فى العاصمة البلجكية بروكسل لإلغاء كل الأحداث العامة والرياضية الرئيسية إذا استمرت درجات الحرارة المرتفعة، ووصل مستوى التلوث إلى درجات خطيرة، أما فى إسبانيا فقد وصلت درجات الحرارة إلى 44 درجة مئوية، وهو ما حمل المرصد الوطنى للأحوال الجوية على رفع مستوى الإنذار إلى أعلى درجة بمنطقة قرطبة، مما يعنى أن الطقس يمثل «تهديدا كبيرا» على الصحة العامة.
ورغم كثرة عدد الوفيات منذ بداية العام 2015 فإن هذا العدد يبقى منخفضا مقارنة بسنة 2005، حيث توفى أكثر من 15000 شخص، معظمهم من المسنين، بسبب نقص الإمكانيات لمواجهة موجة الحرارة العالية التى اجتاحت فرنسا خلال الصيف.
أما الأكثر سوءا من الحرارة نفسها فهو ما يجرى بسببها، من انقطاع التيار الكهربائى الهائل غرب فرنسا الكبرى بعد أن انصهرت الأسلاك، وحركة السكك الحديدية التى تعطلت، وقد زادت أسعار الخبز بعد أن فسد الكثير من العجين بفعل الحرارة فى المخابز وتعطل الأفران الكهربائية.
وأعلنت حالة تأهب قصوى فى جنوب إسبانيا بعد تسجيل 44 درجة مئوية فى الجبل حول قرطبة، وتضرب موجة الحر بلدانا أخرى مثل «جيران» إسبانيا الذين أعلنوا حالة التأهب منذ أيام تفاديا لتكرار كارثة 2003، عندما تسببت موجة القيظ فى وفاة 70 ألف شخص يفوقون المعدل الاعتيادى فى أوروبا.
وقال أنخيل الكاثار من هيئة الرصد لقد تشكلت كتلة من الهواء الساخن خلال أيام من الشمس الساطعة، وبما أنها تصادف مع إعصار مضاد فى إسكندينافيا فستؤثر على أقصى غرب أوروبا خلال الأيام المقبلة.حتى الحيوانات تعانى من الحرارة مثل البشر فقد تم تزويد حدائق الحيوان الأوروبية بألواح ضخمة من الثلج والماء المثلج ووضع بعضها فى برك اللهو للحيوانات وقد اختار الشامبنزى فى حديقة حيوانات كريفيلد الألمانية الترويح عن نفسه خلال موجة الحر بعصير فواكه مثلج ويعانى الكثير من الحيوانات خلال ارتفاع الحرارة من الإعياء والعطش، كما دعت جمعيات الرفق بالحيوان بضرورة الاعتناء بها خلال هذه الفترة.