الثلاثاء 24 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

ومن يفتعل الأزمة للرئيس؟!

ومن يفتعل الأزمة للرئيس؟!
ومن يفتعل الأزمة للرئيس؟!


لا تعرف يا أخى لماذا يدق البعض «الإسفين» بين الصحافة
وبين الرئيس السيسى.. مع أن الصحافة بالذات على نفس موجة السيسى.. وهى التى بشرت به واستبشرت.. وذات يوم قال السيسى أن جمال عبدالناصر كان محظوظا بوجود صحافة قوية ساندته فى معاركه العديدة.
الصحافة فى مجموعها تؤيد السيسى وتقدم له الدعم والمساندة.. لكنها أيضا تكشف الأخطاء وتعرى السلبيات سعيا نحو الأفضل.. الصحافة تعارض أحيانا.. لكنها لا تعادى السيسى ولا تنكر فضله.. وفى تقديرى فإن الدور الأصيل للصحف هو الوقوف على يسار النظام.. فلماذا محاولات الوقيعة إذن ومصر تتعرض من جديد للحرب النفسية من الخواجة؟!
الخواجة لايتوقف ولايستسلم والواشنطن بوست تتعجب لأن مصر تتسلم السلاح والمعونة من أمريكا.. ومع هذا تعتبرها عدوها الأول.. قبل داعش وجماعات التطرف.. مقال مسموم يكشف الخبايا والنوايا.
ومن الواضح أن هناك من يقف ضد السيسى بوضوح لوقوفه ضد المشروع الاستيطانى لإعادة تقسيم المنطقة تحت شعار «نحو شرق أوسط جديد» ولا تنسى أبدا أن سيناء كانت معروضة للبيع أو الإيجار حتى سقط الإخوان.. فإذا بالمشروع يسقط معها.. مصر كانت مرشحة لأن تكون سوريا جديدة.. قبل وصول السيسى للحكم.
أنا شخصيا أؤيد السيسى.. لكنى أرى أن الجزيرتين مصريتان.. أو على الأقل لنا حقوق استراتيجية فيها.. وقد وقفت أمريكا طوال ستين عاما ضد كوبا المواجهة لها.. لأنها رأت هناك ما يهدد أمنها القومى.
وأبدا لن تركع مصر ولن تسلم راياتها للإخوان الشامتين الذين أقاموا الأفراح والليالى الملاح عندما انفجرت أزمة نقابة الصحفيين.. وأبدا لن يختلط الزيت بالماء.. ولن نقف فى يوم ما فى معسكر الشامتين الواقفين على الرصيف المواجه للوطن.. يتحصنون فى خنادق الأعداء.. يقذفون أهلنا بالطوب والحجارة.. ويفرحون بالمحن تعصف بالوطن.
إن مهمة تشويه الرموز والحكام من أولى وظائف أجهزة المخابرات.. ودق الأسافين بين صفوف الجماهير إحدى وسائلهم.. ولا تنسى أن السيسى يقف لهم مثل العقلة فى الزور.. وقد أقدم على خطوات توجع الخواجة.. كتنويع مصادر السلاح والعلاقات مع الدول.. والاقتراب والتحالف مع الصديق الروسى.. ثم لا تنسى دوره فى تخريب المشروع الاستيطانى فى سيناء وفضحه للمخطط الجهنمى لتقسيم مصر!
أقصد أن أجهزة الخواجه لا تتوقف أبدا.. وهنا وجب الانتباه للجبهة الداخلية التى تواجه الأزمة والتصدع.. ونعم نحن نؤيد السيسى مع أن الأداء الداخلى ليس كما توقعنا وحسبنا.. وهناك العديد من الملفات التى تحتاج للتعامل الصارم والواضح معها أهمها ملف الحريات العامة وملف الفساد وملف الغلاء الذى يكتوى به المواطن الغلبان.. ولكن من قال أن البديل هو إزاحة السيسى الذى يقف فى الخندق الوطنى رغم كل السلبيات.
لقد أثبتت الأحداث الأخيرة أن الجبهة الداخلية بعافية حبتين.. ولن أقول أنها متصدعة.. ولو أننى من عبدالفتاح السيسى لتفرغت تماما لبناء الجبهة التى تدافع عنك وتقف إلى جوارك وقت الشدة.. ولكن هناك أولويات لبناء الجبهة.. منها أن تشرك المواطن فى صناعة القرار.. بالحوار العلنى معه.. خصوصا أن هناك تحالفا فى الجبهة الأخرى لتحويل مصر لمنطقة صراع.. هناك حالة من التربص والترصد وافتعال الأزمات وكلها لن يتم تجاوزها سوى ببناء الجبهة الداخلية والانحياز إلى الناس التى تقف وراء السيسى رغم مرارة الغلاء وتغول الفساد وسيطرة الفلول بغرض شد البلاد للوراء.
أقول لك شيئا.. وقد أنجزت الدولة بالأمس مشروعا حيويا مهما هو تسكين أهالى الدويقة فى مساكن آدمية كخطوة على الطريق.. وكان المفترض أن تشيد الصحافة كلها.. المؤيدة والمعارضة بهذا المشروع الحيوى.. لولا أن الصحافة مشغولة ومهمومة بأخبار احتجاز أحد رموزها بتهمة هو بريء منها تماما؟!