الأحد 29 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

وسكتت «سهير البارونى» عن «الحواديت»




حسام عبد الهادى روزاليوسف الأسبوعية : 04 - 02 - 2012


رغم أنها لم تكن نجمة بمفاهيم النجومية المطلقة، ولم تكن من الممثلات التى يراهن المنتجون عليهن فى شباك التذاكر، لكنها كانت الورقة الرابحة فى أى عمل يحتاج إلى عنصر مساعد لرسم البسمة وإشاعة البهجة فى نفوس الجمهور، فكانت «سهير البارونى» دائمًا هى فاكهة العمل الفنى، سواء كان مسرحيًا أو سينمائيًا أو تليفزيونيًا، هى امتداد ل«مارى منيب» و«زينات صدقى» وواحدة من نجوم الزمن الجميل الذين كانوا نجوما اسما وفنا، ولم يكونوا أبدا نجوما شهرة ومالا، وإن كنت أتصور أن النجومية الأولى هى الأقوى والأبقى، والتى صنعت نجوما بحجم «عبدالفتاح القصرى» و«حسن فايق» و«رياض القصبجى»، اسمها كان عنوانا لكوميديا السهل الممتنع التى تؤديها ببساطة دون مبالغة أو افتعال، فتضحك أيضا بسهولة ويسر دون معاناة، «سهير البارونى» التى لم تشعر أو تشعرك بأية معاناة فى أدائها كانت تعانى من شىء واحد فى آخر أيامها- وهو ما قالته لى فى مكالمة هاتفية- تجاهل المسئولين عن الفن والثقافة لها فى الأعمال التى ينتجونها، فلم يكن أحد يسأل عنها أو فيها، وكذلك تجاهل الزملاء الذى كان بالنسبة لها أكثر مرارة، المرة الوحيدة التى تخلت فيها «البارونى» عن تقديم البسمة لجمهورها كان فى فيلم «آه يا ليل يا زمن» مع «وردة الجزائرية»، و«رشدى أباظة»، فى هذا الفيلم عبرت هى و«وردة» عن معاناة المرأة المغتربة والصعوبات التى تواجهها وهى مكسورة الجناح، أداء «البارونى» فى الفيلم كان أقرب إلى الواقع للدرجة التى تصورنا فيها أن ما تقوم به حقيقة وليس تمثيلاً، الغريب أن «سهير البارونى» التى شاركت معظم نجوم الكوميديا بداية من ثلاثى أضواء المسرح «سمير غانم» و«جورج سيدهم» و«الضيف أحمد» فى المسرحية الشهيرة «حواديت» والتى شهدت بداية انطلاقها فى الستينيات، وحضورها طاغ مهما كانت نجومية من يقف أمامها، فقد كانت تتمتع بحالة خاصة من التألق والقبول، وظلت حواديتها الفنية تمتعنا إلى أن سكتت عن الحواديت واستجابت لنداء الرحيل.