لمصر فقط !

سمير راضي
أثار كاريكاتير الشاب الفنان محمد أنور كثيرا من الزوابع والغضب والارتياح عند هذا وذاك، واختلف البعض عليه وهذا أمر طبيعى ومنطقى.. بل ذهب البعض الآخر باتهام الطرف الآخر بأنه أحد أذرع الإخوان أو الجماعات الإرهابية.. وهذا أمر غير طبيعى وغير منطقى.. لأسباب عديدة منها حناجر الفضائيات وأقلام المرتزقة ليس عندهم من الشجاعة والجرأة أن يقولوا للقيادة السياسية أن هناك خطأ ما فى إدارة الأمور والخاصة بالشباب الذى يمثل أكثر من 70٪ من عداد هذا الوطن العظيم.. وأنا أعتقد أن من الأمانة والوطنية فى هذا الوقت العصيب أن نصارح أنفسنا بمشاكلنا الحقيقية دون خوف أو إزعاج.. وهذا دور الإعلام الأمين.
وبالمصادفة العجيبة أننى كتبت فى الأسابيع الماضية فى ذات المجلة العريقة أن المواطن المصرى أصبح تائها، بل يفقد كل يوم مصداقيته فى إعلامه الوطنى لاختلاط العام بالخاص تارة.. وتضارب المصالح الشخصية بين رموز التيارات السياسية تارة أخرى.. فضلا عن الانغماس فى المزايدة الخيالية تارة ثالثة.. ناهيك عن البعد عن آداب وأصول الحوار بين اختلاف وجهات النظر الطبيعية فى الأمور.. وقد ضربت أمثلة عديدة عن اللامبالاة التى تحيط بالمسئولين كما يكتب فى الصحف القومية أو الخاصة بأن نسبة لنقول احترام المسئولين للرد على المكتوب بالصحف القومية لا يتعدى 3٪.. معنى هذا أن هناك فجوة كبيرة بين القارئ المصرى الذى هو المواطن الأصيل وبين المسئولين من وزراء أو محافظين أو حتى رئيس الحكومة.
ومع ذلك نجد من الإخوة الأفاضل من الإعلاميين والصحفيين سبابا وشتائم من كل نوع لمجرد أن هذا الصحفى أو ذاك أنار لمبة أو شمعة بسيطة ليقول إن هناك خطأ ما، على اعتبار أنه صحفى بحكم القانون والدستور.. على اعتبار أن هناك نخبة من الأقلام ورموز الفضائيات تحتكر الحقيقة والكمال ورجاحة الرأى الوحيد السديد، ومن دونهم يجب أن يقذف به فى النار فورا حتى دون محاكمة، لأنه ببساطة لا يجلس على الكافيه الفلانى.. ولا يحضر مجلسنا الخاص هنا أو هناك.. أو لا ينتمى إلى الخط الفلانى السياسى.. فى حين أن رئيس الجمهورية شخصيا أعلن أكثر من مرة أن ظهيره السياسى الشعب كله وليس حزبا أو تيارا بعينه، بل هناك من يضغط عليه للسير فى هذا الاتجاه.. ولكنه يرفض بشدة وهذا الأمر بالطبع لا يسعد فلانا وعلانا سواء كان شخصا أو تيارا.. المهم أن أصبحت نتيجة ما دار فى الساحة السياسية والإعلامية فى الفترة الماضية من هرج ومرج وفوضى وعدم مصداقية، فضلا عن المزايدات السمجة.. وصل الحال باتهام رئيس تحرير مجلة قومية عريقة مثل «روزاليوسف» بأنه إخوانى أو من الخلايا النائمة، أو من أنصار الطابور الخامس من أعداء مصر.
وكاتب السطور لا يدافع عن مسئول التحرير بالمجلة التي طالما اختلف معه في أمور كثيرة يعلمها الجميع ولكن في إطار احترام الآخر دون الطعن في وطنيته أو مصريته.
وأخيرا.. ولكم في الإذاعة البريطانية في عهد عبدالناصر أسوة.. فلا تساعدوا علي هرب المواطن المصري من حضن إعلامه الوطني من أيديكم.. ولله الأمر.∎