الأربعاء 3 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
أردوغان «الألعبان»!

أردوغان «الألعبان»!


 
قالها «فؤاد نجم» قبل أن يصعد إلى السماء : «التجارة بالدين أكثر ربحا من تجارة المخدرات والدعارة» لخص تجارب صعود الإخوان والمتأسلمين فى التجربة التركية ومحاولة استنساخها الفاشلة فى مصر!
 
الأمم تصاب بالبلاء فى أولاد لقطاء ينتسبون لها، ذاقت أمريكا من نفس الكأس لما انحرف بها بوش الابن، ومن بعده أوباما.. وتجرعتها تركيا على يد الدكتاتور «أردوغان» وحاولوا إخضاعنا قسرا لتجربة الفاشل «محمد مرسى»!
لاعب كرة ماهر، مراوغ، يمارس السياسة بمنطق الحواة، يتناقلون أساطيره ورواياته.. يتحدثون عن شوفينيته.. شفافيته.. قدراته المذهلة على إصابة مرمى الخصوم وشفاء النفوس ودغدغة مشاعر البسطاء وهو خريج مدرسة الأئمة والخطباء!
 
تربى وتغذى على «معالم على الطريق» لسيد قطب، والمودودى لينمو أكثر تطرفا وحقدا وغلا وإرهابا، تأصلت فى نفسه غصة من ماضية وقت أن كان يعمل بائعا للسميط والماء فى أزقة إسطنبول القديمة فأضحى شرها ونهما للسلطة والنفوذ والثورة واستطاع أن يخفى كل صفاته القبيحة خلف ستارة عريضة منقوش عليها آيات قرآنية وأحاديث نبوية واستغلالات دينية!
من يفتش وراء قصة صعود «أردوغان» ومشروعه السياسى لا يندهش، فهى خليط مدهش ويكاد يكون متطابقاً بين طريقة وأسلوب وخداع وخيانة الإخوان للوصول إلى الحكم برئاسة مرسى وسمات ومواصفات بهلوانية وشخصية تتشابه مع شخصية عبدالمنعم أبوالفتوح.. فالمنبع والمصب واحد بين الجميع!
 
اعتنق التقية، يعادى الأمريكان والإسرائيليين فى العلن.. ينام فى سريرهم هو وعائلته كل ليلة.. لسنوات طويلة، ظلت أبواق الإخوان تروج لأسطورة «خليفة المسلمين الجديد»، رجل كل العصور الذى وقف فى وجه أمريكا ليفرض كرامة بلاده، ويبصق فى وجه إسرائيل ويعلمها الأدب.. «واشنطن» هى التى صنعت «أردوغان»، وهى التى تملك ملفاته القذرة، قد تتظاهر بالغضب منه حتى تساهم فى صنع مزيد من شعبيته التى تحميه وتخدم مصالحها.
 
«أردوغان»، مجرد أكذوبة تضاف لأساطير الإخوان، تلك الأساطير التى جعلت من «محمد مرسى» إماماً للرسول الكريم عند أهل «رابعة» وجعلت من مبتكر شعار «رابعة» نبياً مرسلاً، رغم أنه فى الواقع، مجرد سجين سابق دخل عنوة للساحة السياسية التركية، مثل محمد مرسى أو خيرت الشاطر، أنشأ حزبه، «العدالة والتنمية»، بدعم وضغط أمريكى فج، يتشابه مع ضغط الإدارة الأمريكية لإنشاء حزب «الحرية والعدالة» بعد الثورة، وبعلاقات وطيدة مع رجل المخابرات وسفير واشنطن السابق فى أنقرة «مورتون إبراهاموفيتش».
 
كانت بداية التوتر بين أردوغان وإسرائيل، قبل ذلك بعام، ففى عام 2009 قاطع رئيس الوزراء الإسرائيلى «شيمون بيريز» كلمة «أردوغان» فى منتدى داڤوس بسويسرا لتبدأ بعدها فترة احتقان فى العلاقات الإسرائيلية - التركية. وبعد الغارة الإسرائيلية على السفينة مرمرة، بدا أن العلاقات العسكرية مع إسرائيل قد انتهت، إن لم تنقطع العلاقات التجارية أيضاً، بعد أن أعلن أردوغان تعليق العلاقات التجارية والعسكرية والتصنيع العسكرى المشترك، مع إسرائيل، وحذر أيضاً رجال الأعمال من التعاون مع تل أبيب.
 
لكن، كان للمعارضة التركية فى البرلمان رأى آخر فى مسرحية «أردوغان» التى يتظاهر فيها بدعم الفلسطينيين بوصفه «الزعيم المسلم الوحيد القادر على الوقوف فى وجه العدو الصهيونى» كما يروج لنفسه، فقد وقفت نائبة حزب الشعب الجمهورى المعارض، أمينة أولكر طرخان، لتواجه أردوغان بتصريح ابنه أحمد براق بأن «العلاقات التجارية لسفنه وعبّاراته فى إسرائيل ما زالت مستمرة» على الرغم من مطالبة والده لرجال الأعمال الأتراك بإنهاء تعاملاتهم مع إسرائيل بعد حادث السفينة مرمرة مما جعل البرلمان التركى يستجوب أردوغان: هل ابنك مستثنى من الحظر التجارى مع إسرائيل؟!
 
لفساد ابنه قصة أخرى فاحت رائحتها .. يدارى عليها بفساد أكبر لحزبه وحكومته ومسئوليه.. كما هى مع المعزول «مرسى» فى كراهية جيش بلاده ، والانحياز للأهل والعشيرة على حساب الكفاءة، فلا محل ثقة إلا من كان على دين الإخوان.. تقف بلاده على فوهة بركان الفساد والخواء، مهما طال الأجل ستسقط تجربته ومشروعه.. «أردوغان» يؤمن بالله ولكن لا يثق فيه.. والله عند حسن ظن العبد به!