
احمد باشا
تفاصيل مؤامرة عمرو حمزاوى على ثورة 30 يونيو فى ألمانيا وأمريكا!
لفتنا الأسبوع الماضى إلى خطة حزب مصر القوية لإثارة الفوضى فى البلاد تنسيقا مع التنظيم الدولى للإخوان وما أسمتهم بالجهات والشخصيات المناوئة لثورة 30 يونيو وتسميها انقلابا وأن تضعها فى مواجهة أحداث 25 يناير وكأنها مواجهة بين ثورتين تنتقص من مصلحة الأولى على حساب الثانية!
الخطة الشيطانية صنيعة «أبوالفتوح» وأعوانه كانت تهدف لمحاولة أن يتسع المحيط المناهض لثورة 30 يونيو ليشمل شخصيات غير محسوبة على جماعة الإخوان والتيار الدينى لإعطائها صبغة أكثر تنوعا وتلونا بإقناع باقى القوى بإعادة تشكيل جبهة ثورية لمواجهة الثورة المضادة حتى يخرج المشهد للرأى العام الخارجى بأن شرائح مختلفة فى الداخل ترفض ما جرى!
لم يكن الإخوان ولا أبوالفتوح ولا الأمريكان يجدون صعوبة فى البحث عن هذه العناصر والشخصيات فبعضهم جرى تجهيزه مسبقا لهذه الأدوار والبعض الآخر يقدم خدماته طواعية للباب العالى فى واشنطن!
يتقدمهم السياسى والناشط «عمرو حمزاوى» حيث يولى وجهه شطر البيت الأبيض.. وهو من أطل علينا عبر نافذة جريدة المصرى اليوم عبر مقالات موجهة كان ينشرها بصفته باحثا فى معهد كارنيجى أضفت عليه هالة وحماية ونسى الجميع أنه لا شىء يأتى من الغرب يسر القلب!
ففى الوقت الذى لم تجرؤ فيه الولايات المتحدة وأجهزتها أن تصف ما جرى فى 30 يونيو بأنه انقلاب عسكرى أمام الملايين الغفيرة التى خرجت من كل فج عميق ثائرة على حكم الإخوان.. تركت أذنابها وذيولها ينطقون بها كما فعل «حمزاوى» إذ أعمى الله بصيرته وأعمى هو بصره ووصف ما جرى بأنه «انقلاب عسكرى ناعم» تماما مثله!
«حمزاوى» يتحسب خطاه ويتحسس مسلكه ويجيد استخدام كل الأوراق والأفكار التى يخاطب بها الغرب للبرهنة على موقفه المؤيد للنظام الإخوانى الساقط وأن ماجرى فى 30 يونيو ليس ثورة شعبية وإنما خطة محكمة وضعها الجيش لإسقاط رئيس منتخب «مرسى» حتى يصلوا إلى السلطة مرة أخرى!
يعلم جيدا الربط الذهنى فى وعى الجماهير عن علاقته بالأمريكان والغرب، فكان حريصا ألا يقبل أى دعوات توجه له من قبل السفارة والمراكز البحثية الأمريكية على وجه الخصوص ولا يشارك إلا فى تلك التى يشترط عليها عدم الإعلان عن وجوده ليتحرك بحرية أكبر دون رصد من الميديا والرد على غيه فى حق الدولة المصرية!
مؤخرا شارك فى ورشة العمل «القانون والاقتصاد المؤسسى للثورات» التى عقدت فى 7 نوفمبر 2013 بجامعة هامبورج بألمانيا حيث قدم خلالها ورقة بعنوان «الديموقراطية فى مفترق الطرق انعكاسات على مصر» وشاركه فيها وزير التضامن الأسبق «جودة عبدالخالق»!
كعادته ظهر مضطربا فى آرائه.. يسير على حبل مشدود.. يتقافز أحيانا فى حركات بهلوانية سياسية حسبما تأتيه الأوامر.. كانت الثورة فاضحة له ولأمثاله ونزعت عنهم كل الأقنعة عندما تآمر على جيش بلاده ولا يزال يحتفظ بجنسيته المصرية على الورق فقط ونجح سريعا أن يستغل ربط الجماهير الغفيرة بين الفريق السيسى والزعيم عبدالناصر ورفع صورتيهما متجاورتين لينفخ فى روح ناصر ويذكى نيران الكراهية والرفض الغربى لتجربة ناصر واعتبار تصدر السيسى المشهد الآنى هو استنساخ لتجربة ناصر التى يرفضها الغرب بما فيها عودة للدكتاتورية!
«السياسى الكنيش» ربط بين ما تشهده العلاقات بين مصر ودول العالم وخاصة من الولايات المتحدة الأمريكية بالرجوع إلى النظام الدكتاتورى والانقضاض على الشرعية مستشهدا فى ذلك بأن الرئيس عبدالناصر كان لا يعنيه مواقف القوى الخارجية، الأمر الذى يكرره الفريق السيسى وهو الأمر الذى ينعكس بالسلب والتأثير الواضح على الاقتصاد المصرى!
بل وزاد، وحاول أن يقف فى مواجهة الرغبة الشعبية الجامحة فى ترشيح السيسى للانتخابات الرئاسية المقبلة واعتبرها تكريسا صريحا لفكرة الانقلاب وعودة لحكم ما أسماه سيطرة العسكريين على السلطة فى البلاد!
كان جل همه أن يضع الجيش المصرى فى مرمى نيران الغرب المتحفز دوما والمخطط مسبقا لإسقاطه بأيدى حمزاوى وأشباهه وأن يعلق فى رقبته خطايا لم يقترفها وجرائم لم يرتكبها!
عمرو متلون حربائى.. بوصلته مضبوطة حيث تكون المصالح الأمريكية.. جاء فى أول عهده يطالبنا بالجهاد ضد الدولة الدينية.. ثم انقلب على وجهه يدافع عنهم ويبشر بهم مجددا، ويرفض عزلهم أو إقصاءهم!
«حمزاوى» هوالتطور الطبيعى للسفسطة السياسية.. يتحدث لساعات بلكنة غريبة.. يصك مصطلحات مبهمة.. تنظير لا ينقطع.. يمارس الرومانسية السياسية على الشاشات.. كلامه مجرد هرى، وغى، ورغى، وتحريض على جيش بلاده!!