الثلاثاء 2 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
هل تنضم مصرإلى دول مجلس التعاون الخليجى؟!

هل تنضم مصرإلى دول مجلس التعاون الخليجى؟!


كنت ممن أعلنوا كفرهم بالقومية العربية، لم أكن ابنا بارا لفكرتها.. لم أتشرب ظروفها ومراحلها التاريخية إلا فى فترات احتضارها، جيلى ومن بعدى لم يتشرب منها غير خطب جوفاء، وإحباطات متتالية، ومواقف خالدة تخص أشخاصها وتذكرهم بالخير!
 
الظروف السياسية الحالية ركبت بنا آلة الزمن، أعادتنا إلى تاريخ فات، كنا تصورنا أنه مات، تقريبا نفس الأحداث والملابسات مع تغير فى الوجوه والشخوص، فرض علينا القتال، ومن رحم الأزمة تولد الآمال، وتتبدل الأفكار، وتتغير التوجهات!
 
مصر العظيمة فى أزمتها الأخيرة ، تكالبت عليها الأمم، ضغطوا عليها بما لا تطيق، لم تجد سندا يعينها، ولا يدا تتكئ عليها، ولا ظهرا تطمئن إليه إلا أمتها العربية.. قبل أن يستوعب العالم خطاب ''السيسى'' وإعلانه المزلزل بعزل مرسى بإرادة الشعب كان أن جاءه مدد من المملكة السعودية وكلمة للملك ''عبدالله'' بالاعتراف الفورى بثورة 30 يونيو المجيدة!
تلت ذلك رسائل تطمينية، وتحركات دبلوماسية، ومعونات مالية بلغت 12 مليار دولار من السعودية والإمارات والكويت، وضغوطات عربية لكسر حصار، وفخ منصوب لإسقاط درة العرب مصر.. غامرت دول الخليج بمصالحها وعلاقاتها الاستراتيجية بالغرب وأمريكا تحديدا، بل غامرت بأمنها ونظم حكمها حتى ترد عنا كيد الأعادى!
 
كلمات الملك عبدالله يوم الجمعة الماضية نزلت بردا وسلاما على الشعب المصرى، أطفأت نارا مستعرة، رسختها جولات مكوكية دبلوماسية للأمير ''سعود الفيصل''- وزير الخارجية السعودى- إلى عواصم أوروبية كانت شاهدا على أنه خير خلف لخير سلف الملك فيصل- رحمة الله عليه- وأعاد إلى الأذهان موقفه التاريخى إبان حرب 37 عندما استخدم سلاح البترول فى وجه الغرب، وكذا تحركات بندر بن سلطان إلى روسيا، ومراسيل إماراتية ساهمت فى وأد الهجمة الشرسة!
 
03 يونيو تاريخ فارق.. يؤسس لما بعده، ويغفر ما قبله فى العلاقات المصرية الخليجية.. من جفاء الستينيات، وتوتر السبعينيات، ثم حميمية العلاقة فى عهد مبارك التى تجاوزت الرسميات وأصبحت أكثر شخصنة، ثم فتور وتشكك وترقب وعداء فى فترة المعزول مرسى.. لم تؤسس العلاقات المصرية الخليجية بوضع يضمن لها استقرارا!
 
الحميمية لا تمنحها أنظمة الخليج بالتبعية والوراثة لكل قادم جديد لحكم مصر من دون تقديم أوراق اعتماده، وهو حتى ما فشل فيه مرسى وجماعته، ولما كان ما يدور فى مصر يؤثر فوريا فى محيط الخليج والعكس صحيح، وأن دوائر الأمن القومى متجاوزة المساس إلى حد التقاطع والتداخل، وبما أن جامعة الدول العربية استنفدت كل فرصها فى تحقيق الوحدة العربية، سبقها بخطوات فاعلة مجلس التعاون الخليجى.
 
على الإدارة المصرية، وعلى الحكومات الخليجية إعادة النظر فى طبيعة ومستقبل العلاقة بما ترتب بعد 03 يونيو، فلا غضاضة أن تفتح عضوية مجلس التعاون الخليجى طالما استقر وضعه وثبتت فاعليته لتشمل مصر، فهى الأولى والأقرب وتمثل إضافة وحماية لأمن الخليج واستقراره.
 
أقر أن العروبة تجاوزت وحدة اللسان، والاشتراك فى العرق، وطبيعة الإقليم، إلى حد الإخوة فى الدم والمصير المشترك، فهى كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الدول العربية بالسهر والحمى.. فطن لها ''ناصر الزعيم'' و''زايد الخير'' وفيصل العظيم''.. حان وقت استنساخ التجربة على أسس أفضل!