الثلاثاء 2 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
البـرادعى المتـآمر!

البـرادعى المتـآمر!


كعادته دق مرتين بيده قبل أن يدلف إلى المكتب الواسع برئاسة الجمهورية حيث كان د.«البرادعى» مسترخيا على كرسى هزاز يستمع إلى موسيقى موزارت وذهنه سارح فى أيام «النووى فى فيينا» ومنزله الريفى بجنوب فرنسا منتظرا رد الفعل على استقالته حتى جاءه صوت مساعده: «الإقبال تاريخى يا فندم من الشعب على قبول استقالتك.. فرحة عارمة فى الشوارع والبيوت» ثم خفت صوته قليلا قبل أن يستطرد: «حتى الهاشتاج الأكثر نشاطا على تويتر كان بعنوان «فى ستين داهية يا برادعى»!
 
صدمة تويتر لم يستوعبها «البوب».. أيهزم فى ملعبه؟.. أين الفولورز؟.. أمهر من يكتب تويتة على ظهر البسيطة يخسر بهذه البساطة(!).. عاد بذاكرته لسنوات بعيدة لما كان دبلوماسيا غضاً ابن الثلاثين عاما حيث ولى وجهه شطر البيت الأبيض، وتملكه الهوى الأمريكى، وكيف تطورت هذه الحالة الغرامية إلى حد طلب رسمى من إدارة الولايات المتحدة الأمريكية لهانز بليكس - رئيس هيئة الطاقة النووية الأسبق فى ڤيينا - لضم «البرادعى» ضمن فريقه ومديرا لمكتبه!
 
تلك العلاقة الحرام التى وصلت إلى حد أنه لما طرح أن يتولى رئيسًا للوكالة من دول العالم الثالث تقدمت مصر بترشيح السفير الدكتور «محمد شاكر» لخبرته الدبلوماسية فى نزع السلاح بعد المفاضلة بين المصريين الثلاثة الذين كان لهم خبرة فى هذا المجال.. وكان من ضمن الثلاثة أسماء التى تملك هذه الخبرة «البرادعى» واستبعد اسم الاخير بسبب تقرير متابعة نشاط خارجى من جهة سيادية المصريون لعلاقاته وارتباطه الوثيق مع الإدارات الأمريكية وعلى ضوء ما تم الحصول عليه من معلومات موثقة لتلك الجهة السيادية عنه أثناء عمله مع «هانز بليكس»!
 
فور أن أسقط اسمه من الترشيح المصرى دفعت الولايات المتحدة حليفتها الصغرى المنتمية إلى دول العالم الثالث كوريا الجنوبية إلى ترشيح د. البرادعى، فكان مرشحها فى منافسة مع الترشيح المصرى وحصل البوب على أغلبية الأصوات بلوبى أمريكى داخل الأروقة وأسقطوا ترشيح مصر للسفير محمد شاكر، وقام البوب بالرد والانتقام من وطنه فى عام 2004 عندما صرح أنه يعلم أن مصر لديها بعض القدرات النووية ولكنه لا يعلم حجمها وثبت عدم صحة هذه التصريحات.. رجل وطنى بمعنى الكلمة!
 
بوز الأخص، وجه بومة.. منذ وطئت قدماه أرض البلاد، انقلبت أحوالها، لم تر استقرارا، ازدادت الأمور انشطارا، وسرنا جميعا إلى طريق الدمار.. لن يجدى الآن أن يخرج المبشرون بابن تويتر البار د. «محمد البرادعى» ويعلنوا كفرهم به.. متصورين أن ذلك يعفيهم من تحميلهم المسئولية، وإيهامهم الناس بقدراته الافتراضية حتى إنه صدق نفسه!
 
لا أدرى أى عقلية تلك التى تحكم رجلا صوروه قيمة وقامة، أن يتصور بضعة آلاف من الرسائل الإلكترونية وصلته على حسابه على «فيس بوك» و«تويتر»تمجده، كافية لجعله يحلم برئاسة مصر!
التدقيق واجب فى نوايا «البرادعى» التى تكشف عن رغباته التفكيكية للدولة المصرية، وقصده وتعمده لإضعافها والسعى إلى تمزيق وشائجها بما يحقق مصلحته ومصلحة قوى خارجية على جثة الوطن.. فما يصدر منه عبر نافذته الافتراضية «تويتر» وإصراره وترصده وتعكيره للماء المعكر أصلا، يكشف رغبته الجامحة لإضعاف الجبهة الداخلية والهجوم على نظام الدولة وتعرية ظهرها فى توقيت حساس بهدف توريط مصر فى عدد من الأفخاخ السياسية والسير بها نحو الهاوية.. وأصبح «البرادعى» هو «عراب» هذا السيناريو الذى وصل به إلى نقطة الذروة عندما تقدم باستقالته من منصب نائب رئيس الجمهورية فى توقيت لا يخلو من دلالة!
 
فى الأيام الغبرة التى كان فيها نائبا للرئيس.. وضعنا أيدينا على قلوبنا، ونحن نعلم مبتغاه وخطورة المنصب الذى تولاه.. خان الإرادة الشعبية لثورة 30 يونيو ووصفها بانتفاضة .. ظل طوال مدته- أكثر من شهر بقليل- يناور باحثا عن مدخل جديد للإخوان دونما اعتبار لملايين حاشدة خرجت تسقط نظاما وجماعة.. ظل خنجرا مسموما مزروعا فى ظهورنا بيد أمريكية غربية!
 
من وراء سلطات الدولة دعا «كاثرين أشتون» لزيارة البلاد والتوسط والتدخل فى شئوننا، نسق مع الأمريكان، أقام وزنا لمرسى المتهم بالتخابر وتنتظره اتهامات بالخيانة وجرح الكرامة المصرية عندما سمح لشخصيات ووفود دولية بزيارته وزيارة قيادات الإخوان فى السجن، فضحه وزير الخارجية القطرى، عندما كشف عن اتفاقات وترتيبات واسعة برعاية غربية تقضى بتقديم الدولة المصرية تنازلات مؤلمة تعيد جرح كبريائها بالإفراج عن قيادات جماعة الإخوان الإرهابية فورا ومرسى بعد 6 أشهر، وعدم فض الاعتصام بالقوة حتى تتزعزع ثقة المواطنين فى جيشهم وقيادتهم بعد أن فوضوهم فى اتخاذ اللازم والمناسب!
 
أصيب بضيق شديد عقب ما حدث فى 30 يونيو، وشعبية السيسى تلمس عنان السماء وقدرته على حشد الجماهير الغفيرة بكلمة.. هدد بالاستقالة، وتلكك برفض استخدام القوة فى فض الاعتصام.. وساوى بين المتظاهر السلمى والإرهابى على غرار مرسى ستيل الذى ساوى بين الخاطفين والمخطوفين.. ذهب بعيدا عن مهمته الوطنية واشتكى وطلب زيادة راتبه وانتقال إقامته إلى أحد القصور الرئاسية، ونفذ ما طلب وتم إخلاء أحد القصور التى كان يقيم فيها الأخضر الإبراهيمى المبعوث الدولى للأزمة السورية وطلب منه المغادرة حتى يستقر «البوب» الذى وعدته أمريكا بمنصب «الإبراهيمى» نفسه الذى تنتهى مهمته بعد شهر!
 
دخل الأجواء المصرية من بوابة واسعة.. زادت من شوفينيته، وضاعفت من نرجسيته.. هتفوا له مجاذيبه «شد القلوع».. صنعوا هالة حول «رجل التويتر» ونفخوا فى حالته وضخموه وصنعوا منه أسطورة وهمية صدقها وحدهم.. روجوا أن أى انتقاد للرجل يأتى فى إطار اغتياله معنويا للخوف من قوة تأثيره وأنه سوف يزعزع نظام الحكم وحاولوا إقناع الجميع بذلك.. رغم أنهم يعلمون أنه صنيعتهم لحرقه فى إطار تصفية الحسابات وممارسة الكيد السياسى الذى احترفوه.. وفى النهاية «أخذ ديله فى سنانه وخلع»!
 
خرج من باب العار تلاحقه اللعنات، وافق على استخدامه، جرى الدفع به ليطرح أفكارا خبيثة تخص ضرورة الكشف عن ميزانية الجيش المصرى فى الموازنة وحرمانه من مؤسسته الاقتصادية وإخضاعه كاملا للإرادة والإدارة الأمريكية، بل وصل به الأمر أن يهين الجيش فى إحدى تويتاته مغردا أنه ليست مهمة الجيش فى مصانع المكرونة.. فحقت عليه لعنة الفراعنة!
 
لا هو يخطف اللباب ولا يشغف الألباب، لا هو أقام صلاة للمعارضة ولا نقض وضوءاً للنظام.. لو أنه زعيم كبير لالتف حوله الناس.. لو أنه سياسى مدهش لاجتذب الألوف.. لو أنه محنك حقيقى لتبدى فى تصرفاته بعض من المناورات.. فى حين أن كل ما يفعله يقود إلىخطايا تلو خطيئات.. كفر به كل من بشروا به.. منحوه نوبل حتى يتحصن دوليا ويتحرك بحرية، زرعوه فى بلادنا قبل 25 يناير 2011 ليحرك مياها راكدة، ويمهد الطريق لوصول الإخوان للحكم وقد حصل، وبعد سقوطهم كان الترتيب أن يمهد الإخوان لوصول البرادعى.. سقوط مرسى لا يعنى سقوط مشروع الشرق الأوسط الكبير!
 
يشرفنى أن ألعق بيادة جيش بلادى الأبية على أن أقبل أن أكون مداسا فى أقدام الأمريكان!
العميل «محمد البرادعى».. المهمة انتهت!