
احمد باشا
عـمرو «حمـساوى»!
فى أحد اجتماعات أمانة السياسات الحزب الوطنى فوجئ الحضور بأن «حمزاوى» حاضر وفاعل، وكانت المؤشرات تنبئ بأن أستاذ العلوم السياسية «الكنيش» يحاول جاهدا تقديم فروض الولاء والطاعة حتى يكون له دور فى الحزب المنحل وكانت مراسلات جرت بينه وبين قيادات شابة فى الحزب المنحل شاهدة على ذلك!
فجأة، حماسة غامرة ملأته بعد أن نجح بأصوات الدباديب والقلوب فى الوصول إلى برلمان المسخرة بعد 25 يناير.. أصبح نائبا عن دائرة مصر الجديدة المخملية.. نفش ريشه.. نكش شعره.. وقف على المنصة ينادى بضرورة إقرار قانون العزل السياسى لرموز نظام مبارك!
الأسد تحول إلى أرنب فجأة.. هرموناته الثورية أخذت فى التآكل بعد 30 يونيو.. بلع لسانه.. تخلى عن «حظاظة» يده التى تمنحه الطاقة والشجاعة.. خفت صوته أمام جرائم الإخوان، لم تؤثر فيه دماء جنودنا فى رفح، ولا خيانة الوطن، ولا بلطجة الميليشيات المسلحة، ولا الهجمات الإرهابية.. طلب لهم السماح والعفو والاندماج!
«كيوت» عمرو حمزاوى قلبه الضعيف لا يحتمل فض اعتصام رابعة بالقوة، يقترح أن نعرض عليهم فض بؤرتهم الإرهابية المسلحة مقابل توزيع أطنان من غزل البنات عليهم، وأن تكتفى قوات الشرطة بحمل مسدسات «فوشيا» ومدرعات «بينك» مرسوم عليها قلوب ودباديب لزوم الاستايل!
«حمزاوى» وشاكلته يولون وجوههم شطر البيت الأبيض.. طل علينا عبر نافذة جريدة المصرى اليوم من خلال مقالات موجهة كان ينشرها بصفته باحثا فى معهد كارنيجى أضفت عليه هالة وحماية ونسى الجميع أنه لا شىء يأتى من الغرب يسر القلب!
لم تجرؤ الولايات المتحدة وأجهزتها أن تصف ما جرى فى 30 يونيو بأنه انقلاب عسكرى أمام الملايين الغفيرة التى خرجت من كل فج عميق ثائرة على حكم الإخوان.. تركت أذنابها وذيولها ينطقون بها كما فعل «حمزاوى» إذ أعمى الله بصيرته وأعمى هو بصره ووصف ما جرى بأنه «انقلاب ناعم» تماما مثله!
كان حاضرا وفاعلا ومناقشا فى اجتماع الفضيحة على الهواء مع المخلوع «مرسى» وحوارييه لمناقشة كيفية الرد والتعامل على سد النهضة الإثيوبى على طريقة المطار السرى.. مجرد قبوله الدعوة كانت مؤشر سقوط انتهى به إلى الهاوية السياسية بعد 30 يونيو!
من نادى بإقصاء وعزل رموز نظام مبارك والحزب الوطنى يتهم الجماهير الغفيرة بممارسة فاشية الإقصاء لأنها رفضت شعبيا إرهاب الإخوان واستقواءهم بالخارج.. يدين مليونية تفويض الجيش والشرطة لمواجهة الإرهاب الإخوانى ولم يشجب أو يندد أو يذرف دمعة على دماء أبرياء سالت لمجرد أنها هتفت سلميا «يسقط يسقط حكم المرشد» علقوها وصلبوها وعذبوها وقتلوها فى الاتحادية ورابعة والنهضة والمقطم!
متلون حربائى .. بوصلته مضبوطة حيث تكون المصالح الأمريكية.. جاء فى أول عهده يطالبنا بالجهاد ضد الدولة الدينية.. ثم انقلب على وجهه يدافع عنهم ويبشر بهم مجددا، ويرفض عزلهم أو إقصاءهم!
التطور الطبيعى للسفسطة السياسية.. يتحدث لساعات بلكنة غريبة.. يصك مصطلحات مبهمة.. تنظير لا ينقطع.. يمارس الرومانسية السياسية على الشاشات.. كلامه مجرد هرى، وغى، ورغى!
مضطرب فى آرائه.. يسير على حبل مشدود.. يتقافز أحيانا فى حركات بهلوانية سياسية حسبما تأتيه الأوامر.. كانت الثورة فاضحة له ولأمثاله ونزعت عنهم كل الأقنعة.. نصيحة أخيرة ألا يغامر ويبادر بخوض الانتخابات البرلمانية.. عليه أن يختفى عن الاستحقاقات المستقبلية لأن الجماهير لن تغفر له ما تقدم!