احمد باشا
المبـادرات الحـرام!
لا تبادر .. واسكت، وابتعد .. فات زمن المبادرات، ولم يحن وقت المصالحات.. ظاهرها الرحمة وباطنها إيجاد مخرج لأولاد البنا وإغراق البلاد مجددا فى مستنقع الإخوان!
المبادرة الحق كانت الأولى من الفريق أول عبدالفتاح السيسى فى بيان الـ 48 ساعة بمطالبة الإخوان ومؤيدى المعزول بالمشاركة فى خارطة الطريق التى دعا إليها، وتم تطبيقها فعليا، كانت بادرة حسن نية وتحذير جاءت فى موعدها.. عسى أن يفيق الذين ظلموا ولم يفيقوا!
حتى لقاء المصالحة الذى عقده الرئيس عدلى منصور ودعا له حزب الحرية والعدالة والنور قاطعوه ورفضوه!
بعد ذلك أى محاولة لرأب الصدع تذهب سدى، انظروا من أين جاءت؟ وكيف انتهت؟ وكيف استقبلها الإخوان باستهزاء أو بشرط فرض عودة رئيسهم المخلوع والمتهم فى قضية تخابر؟!
لطيف «هشام قنديل» لم نسمع له حسا أو نلمس له فعلا أو نجاحا إلا فى صناعة الفشلوقت أن كان رئيس حكومة فى الزمن الأغبر.. ليطل علينا بعد أن خلع مع رئيسه وهو أدنى من أن يبادر.. خسئت يا رجل الإخوان وكبرت كلمة تخرج من فيك.. فلا مرسى سيعود لحكم البلاد كما تتمنى ولا جماعته لها مكان فى خريطة الوطن!
ليس لها من دون الثورة كاشفة وفاضحة .. «العوا» - محامى الخراف- اتلم على المتعوس وخايب الرجا.. باقى أضلاع مثلث الشر «طارق البشرى»، «فهمى هويدى» ليمارسوا ألاعيب الحواة والشياطين ويقدموا مبادرة معجونة بالسم السياسى تقوم على نقاط معينة.. تمثلت فى أن يفوض رئيس الجمهورية سلطاته الكاملة، لوزارة مؤقتة جديدة يتم التوافق عليها فى أول جلسة سياسية وذلك استنادا للمادتين 141 و142 من الدستور.
والبند الثانى أن تدعو الوزارة المؤقتة فى أول اجتماع لها لانتخابات مجلس النواب خلال 60 يوما، والبند الثالث أن يتم تشكيل وزارة دائمة بعد الانتخابات والرابع تحديد إجراءات انتخابات رئاسية وفقا للدستور، وأخيرًا إجراء تعديلات الدستورية المقترحة، وأخيرا العفو عن مرسى وكل قيادات الجماعة وعدم ملاحقتهم.. وهى المبادرة التى أعلنت الجماعة أنها ستدرسها ورحب بها حزب النور واعتبارها لبنة للبناء عليها والتعديل بها!
كما أطلق ما يسمى بالاتحاد العالمى لعلماء المسلمين الذى يرأسه داعية الشيطان «القرضاوى» مبادرة تقضى بعودة ما يزعمونه «الشرعية» بكل مكوناتها والإسراع فى إجراء انتخابات برلمانية.. ثم الاتفاق على استفتاء عام أو داخل البرلمان المنتخب على الرئيس «المعزول» محمد مرسى!
جميعها مبادرات حرام.. تخون إرادة الشعب، وتحاول أن تلف حبل حول عنق الثورة وتضغط لاستخدام ورقة «مرسى» وخروجه الآمن لاستخدامه سياسيا، وتحلل الدماء الطاهرة التى سالت وروت أرض الوطن على أيدى عصابات وميليشيات الإخوان.. كلها تساوى بين الثائر والإرهابى.. بين الوطنى والعميل.
لا مبادرات قبل قصاص ومحاكمات ووقف العنف وفض الاعتصامات.. وأن يسيروا خاضعين فى الإطار الذى حددته خارطة الطريق التى وافق عليها الشعب فى أكبر جمعية عمومية لأمة فى التاريخ تخرج 3 مرات فى فارق زمنى بسيط.
قبل سنوات عديدة وقعت الأمة المصرية فى خطأ استراتيجى عندما ارتكنت ووثقت فى مبادرة نبذ العنف التى وقعتها الجماعة الإسلامية وقادتها بإلقاء السلاح والتوقف عن الأفكار التكفيرية والجهادية فى مقابل الإفراج عنهم.. والتى قادها المغفور له اللواء «أحمد رأفت» - وكيل جهاز أمن الدولة الأسبق- الذى كان معروفا لدى قيادات الجماعات الإسلامية باسم «الحاج» بعد سنوات عصيبة شهدتها البلد فى مواجهة الإرهاب وانتصرت الدولة فيها!
وأول ما واتتهم الفرصة بوصول أحدهم - مرسى وجماعته- للحكم .. لحسوا كل المبادرات والتوقيعات .. ورفعوا السلاح .. وبشروا بدين العنف .. ونثروا الدماء على رؤوس الأشهاد .. فلا يمكن أننلدغ من نفس المبادرة مرتين.
على الحافة الثانية من النهر تأتى ضغوطات أوروبية مغلفة بسوليفان المبادرة تحملها فى حقيبة يدها «كاثرين أشتون» التى تحاول بشتى الطرق دمج الإرهابيين والمجرمين فى صفوف الشعب المصرى.. وأن تجد لهم مكانا حتى يعاد استخدامهم ضدنا.. فهم أفخاخ وألغام بشرية مزروعة بيننا جاهزة للانفجار عندما يضغط الأمريكان على الزر!
جفت الأقلام وطويت الصحف وانتهى زمن المبادرات الحلال منها قبل الحرام!







