الثلاثاء 2 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
أنا فرحان فى «أردوغان»!

أنا فرحان فى «أردوغان»!


فى ذيل خيرت الشاطر التصقت إحدى استمارات تمرد أثناء رحلته الأخيرة لتركيا لتحط معه فى مطار اسطنبول ليستقبله «أردوغان» ويستقبل الشباب الثائر هناك الاستمارة ويعيدوا توجيهها ويرفعوها فى وجه الحاكم العثمانى الجديد!

 
 
 
 
استغل ظروفنا العصيبة وإدارتنا الفاشلة ليعيد أمجاد إمبراطوريته العثمانية وتعود مصر مجرد ولاية، بعد أن سيطر على مفاصلها بالاقتصاد.. كان الرد الشعبى المصرى مزلزلا.. استورد حكامنا منتجاتهم وصدر شبابنا لهم الثورة والتمرد ليذوق  كأسا من حميم، ويشرب منه شرب الهيم!
الحاسة المصرية السابعة استشعرت انتهازيته، فبعد أن كان يجرى تسويقه وترويجه فى صورة الحاكم العادل، رفعناه فى مصاف الخلفاء، حتى أصبح بطلا شعبيا أسطوريا، نقارن بين أدائه وأداء حكامنا حتى رفعناه على الأعناق ليصعد فوق مستوى أحلامنا وطموحاتنا وننعى حظنا العثر أن أما مصرية لم تنجب مثيله لينتشلنا إلى مستقبل أفضل!
من قمة أحلامنا إلى قاع واقعنا ألقينا «أردوغان».. انقلبنا عليه من أقصى إلى أقصى.. مس الذات المصرية بتدخلاته.. تسلل عبر الثغرة الإخوانية ليعشش فى قلب وعقل الدولة المصرية.. وكالة الأناضول نموذجا!
سفهاء منا ربطوا ومازالوا بين صورته وأدائه فى الترويج لعبدالمنعم أبو الفتوح.. نفس الهامة الباسقة والخلفية المتأسلمة والتلون السياسى.. فكان القدر رحيما ومجيبا لدعواتنا «ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا»!
هذا التباين السريع فى الموقف المصرى من «أردوغان» كان كاشفا ودالا على حيوية داخلية وسرعة فى الإيقاع الشعبى.. شعب حسم أمره بعد عام من انحراف الأداء الرئاسى ليجدد ثورته.. فأعمارنا لا تحتمل انتظارا، وأقصر من أن نصبر أياما أخرى!
الشعبان- المصرى والتركى- كلاهما يتطلع لمستقبل أفضل، ومساحة حرية أرحب.. رسالة مسجلة بعلم الوصول من «التحرير» و«تكاسيم» لا تهمشونا وتجردونا من قرارنا فى اختيار مصيرنا دون وصاية أو ولاية من حاكم أو رئيس، فتمردوا وثاروا ولا سبيل للرجوع!
 خانته حساباته، وتصور أن التاكسى الطائر الذى يستقله «الشاطر» فى رحلاته المكوكية لاسطنبول كفيل بإخضاعنا والسيطرة علينا ونصبح تحت الجناح التركى!
لا تخفى شماتة وفرحة المصريين وأنا منهم فى الرجل.. حتى وإن فقدنا ثرواتنا وحاول الإخوان والنظام تقزيمنا تبقى الكرامة خطا أحمر وكنزا لا يفنى عند المصريين!
لم أتوقف عند لحظة الانفجار الشعبى التركى التى لها من الأسباب ما يبررها ويدعمها فى وجه الرجل الذى يستعد لتعديل الدستور ليصبح رئيسا للبلاد فى يده صلاحيات أكبر ويمارس تضييقات أعنف ضد الحريات، بقدر ما توقفت كثيرا أمام المنتج الإبداعى المصرى الذى نجح فى تصدير أفكاره غير المألوفة فى الممارسات الثورية المتمردة التى نقلها عنا الأتراك ُِۖك -  مَُّّفِ وهى مختومة بشعار الأيزو المصرى!
أبشرو وتفاءلوا يا مصريين.. أمة مثلكم عصية على الأخونة، مرت عليها الأمم والغزاة وظلت باقية أبد الدهر، محروسة اسما على مسمى .. ولا تتسرعوا بالانبهار بالجميلات السوريات، فالجمال التركى على الأبواب، وحتى بناتنا لهن نصيب فى مهند وزملائه!