
احمد باشا
شاهد على عصر الليمون!
تعرفهم بسيماهم.. مناضلون على تويتر نهارا ثائرون على الفضائيات ليلا متحالفون مع الإخوان باقى اليوم!
وقف الخلق ينظرون إليهم وهم يعضون أصابع الندم على غلطتهم فى حق الوطن.. خرجوا من لقاء «فيرمونت» الشهير يزفون لنا بشرى اتفاقهم مع مرشح جماعة الإخوان المسلمين والتفوا حوله ودعموه وابتسموا أمام الشاشات والجماهير حتى «تطلع الصورة حلوة» وغرروا بالشعب المسكين وألبسوه فى الحيط!
نفس «القفا» الذى لزقه المناضل الثورى «أحمد دومة»- ذو الأصول الإخوانية- للبسطاء والشباب الغض عندما كان يخرج مدافعا عن حرية «خيرت الشاطر» قبل الثورة، ثم ترديده هتاف «يسقط يسقط حكم العسكر» نيابة عن الإخوان، كان أن لزقه حارس «الشاطر» نفس «القفا» عندما تخلص من تأثير جرعة الليمون السارى فى عروقه وتظاهر أمام مقر الإرشاد!
محللون وخبراء وفقهاء سياسيون وإعلاميون وثوريون أضافوا السكر على عصير الليمون، روجوا مقولة «شفيق مرشح فلولى».. ناصبوه العداء.. أشاعوا أن بحور دم الشهداء تقطع الطريق إلى وصوله لكرسى الرئاسة.. عليهم الآن أن يواجهوا بحور «الكريم الكراميل» التى سالت من أجساد جيكا وكريستى والجندى وأبوضيف!
من حمدى قنديل إلى وائل غنيم مرورا بالإبراشى، ويسرى فودة ومحمود سعد، وجورج إسحاق وأحمد ماهر وغيرهم كثر، لا سامحكم الله صنعتم من الفسيخ شربات، فأصبح شربات فسيخ.. الشربة منه مذمومة مسمومة!
«قنديل» انتقل من التبشير بالبرادعى إلى الكفر به، ثم لدغ نفسه وإيانا فى نفس الجحر مع «مرسى»، ولا تزال عنده شجاعة التنظير علينا بآرائه السديدة.. «الإبراشى» أخفى عن الشعب حوارا مسجلا كاشفا لتحالفات مرسى مع النظام السابق وغيره من الأمور ربما كانت قللت من أعداد عاصرى الليمون على أنفسهم.. «ماهر» غامر بمصير 6 إبريل واستبق الإعلان الرسمى وشارك احتفال الإخوان فى الميدان، وكانت المحصلة قتل وسحل واعتقال أفراد حركته!
كل من استشهدوا منذ انتخاب الرئيس دماؤهم فى رقبتكم أنتم.. أنتم الجناة الأصليون، لأنكم من عبدتم الطريق ممهدا لوصول النظام، بلعتم الطعم بسذاجة الأطفال جهلا، أو ألبستونا خازوق النهضة قسرا!
وفروا اعتذاراتكم لأنفسكم، فلن ترد الروح فى جسد شهيد، ولن تعيد للوطن ابتسامته، ولا للخائف أمانه، ولا للمظلوم حقه، ولا للاقتصاد عافيته، ولا للقانون هيبته، ولا للمجتمع اعتداله، ولا للمرأة حقوقها!
قبلتم أن تكونوا «أسانسير» يستقله الإخوان للسلطة، وبعد وصولهم أغلقوا الباب خلفهم.. أصبحتم معلقين بين السما والأرض، تلاحقكم لعنات 90 مليون مصرى انخدعوا فيكم وفى رؤيتكم وفى توجهاتكم.
بالله عليكم استحوا واخرجوا من المشهد غير مأسوف عليكم، كفى توريطا لكم ولنا، عسى الله أن يبدلنا خيرا منكم، إن كنتم تريدون بنا السوء، فإن الله رد لكم مكيدتكم وكانت أن انقلبت الآية لتتكشف حقيقة الجماعة وحقيقة خوائكم!
∎∎
عاصرو الليمون أقنعوا الشعب بمرشح الجماعة لمصلحتهم الخاصة، تصوروا أن الإخوان سذج مثلهم وسوف يستعينون بهم، ولما تجاهلوهم عادوا يولولون فى منتصف الطريق كاشفين رؤوسهم مثل الولايا يدعون: «اللهم إنا عصرنا له الليمون وأحسنا به الظنون ونصرناه على مرشح البونبون، وسألناك له العون، لكنه أخلف وأجحف، وتجبر واستكبر، فحاسبه اللهُمَ أشد الحساب على كل قطرة ليمون معصورة وكل دمعة أم مكسورة وكل آهة محسورة وكل ضحكة محصورة وكل قنبلة غاز فَجّرها فى شعبه من بورسعيد للمنصورة»!
ولن يستجيب الله لكم.. لسوء مقصدكم.
والله من وراء القصد.