
حسين دعسة
مصر السيسى تستنهض الشراكة «الألمانية - الإفريقية»
من وسط منطقة تشتعل بما فيها من اضطرابات وتداعيات الحراك الشعبى فى لبنان والعراق والجزائر والحرب فى سوريا وقطاع غزة، كانت مشاركة الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى فى «القمة المصغرة للقادة الأفارقة المشاركين فى المبادرة الألمانية للشراكة مع أفريقيا» والتى تترأس اتحادها ومنظماتها الإقليمية الدولة المصرية.
وفى خضم اشتعالات سياسية أعلنتها الإدارة الأمريكية عن وضع المستوطنات الصهيونية الإسرائيلية فى وعلى الأراضى الفلسطينية واعتبارها لا قيمة لها عبر القانون الدولى ولا لإدانتها أمريكيا تعلن قانونها الخاص وتجيرها أراض لدولة الاحتلال خلافا لاتفاقية جنيف الرابعة.
الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى - وفى قمة ألمانيا- كان الشخصية العربية القوية والوحيدة، الذى تناول قضية تحقيق التنمية المنشودة، لدول المنطقة عبر مصر وفى أفريقيا، معتبرًا أنه: «لا يكتمل -هذا الجهد- دون الخوض فى كيفية تهيئة المناخ المواتى كشرط أساسى لإنجاح أى مسعى جاد للنهوض بالقارة الأفريقية».
إن سخونة الأجواء العربية واختلاط الرؤى السياسية فى مناخات متباينة الانتماء السياسي، جعلت من وجود الرئيس السيسى فى ألمانيا القمة، قراءة مختلفة لحال مصر وقوتها ومدى استقرارها فى ظل رئيس يسعى إلى إنجاح الإدارة والإصلاح والنظر بقوة إلى مصالح مصر العربية والإسلامية والعالمية، عدا عن الالتزامات تجاه القارة الأفريقية.
- عمليا :
أوضح الرئيس السيسى أن القمة تتزامن هذا العام مع الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقى، والتى وضعت جهود تنمية القارة فى مقدمة برنامج عملها (...) ولا شك أن تعزيز الروابط مع شركاء القارة فى التنمية – على غرار هذه الشراكة – شَكّلَ مكونًا أساسيًا من هذا الجهد، جنبًا إلى جنب مع التمسك بالملكية الأفريقية لمختلف أطروحات التعاون وتجنب فرض المشروطيات والتسييس.
عدا عن ذلك فقد نجحت مصر فى وضع شروط «تحقيق التنمية المنشودة فى أفريقيا» معتبرة أنه : «لا يكتمل دون الخوض فى كيفية تهيئة المناخ المواتى كشرط أساسى لإنجاح أى مسعى جاد للنهوض بقارتنا؛ فمن إصلاح عملية اتخاذ القرار الاقتصادى الدولى، والوفاء بالتعهدات الدولية المتصلة بالتنمية، وتتداعى آثارها على مختلف المستويات الوطنية والإقليمية والدولية، فإن تعدد هذه الأوجه يكرس مفهوم وحدة المصير المشترك وقاعدة الفائدة المتبادلة، بحسب ما جاء بكلمة الرئيس السيسى.
الرئيس السيسى كشف أمام العالم عبر القمة الألمانية ما استقرت عليه تطورات ونتائج الإصلاح الاقتصادى فى مصر، وبصفة خاصة من حيث التحسن الكبير فى مؤشرات الاقتصاد الكلى، ومنها تصاعد معدل النمو ليصبح الأعلى فى منطقتنا، مع استمرار انخفاض معدلات التضخم والبطالة إلى نسب لم تتحقق منذ سنوات، وقد تأسس ذلك على تنفيذ استراتيجية التنمية المستدامة «رؤية مصر 2030»، بكل برامجها الإصلاحية والتربوية والإعلامية والتنموية والشبابية.
تسعى مصر، كما كشف عن ذلك الرئيس؛ لأن تصبح مركزًا رقميًا إقليميًا لنقل حركة البيانات بين قارات آسيا وأفريقيا وأوروبا، ما يتيح مرور أكبر عدد من الكابلات البحرية عبر أراضيها ومياهها الإقليمية، وهو ما يفتح الباب لجذب الاستثمارات المباشرة فى هذا المجال، وتعظيم الفوائد التى يتيحها الاقتصاد الرقمى، باعتباره أحد أهم عناصر التمكين الاقتصادى المعاصر، فى كل دول العالم اليوم.
إن القاهرة، هى عاصمة القرار العربى وما صدر عن الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، من إدانة بأشد العبارات لما أعلنه وزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو من أن بلاده لم تعد تعتبر المستوطنات الإسرائيلية بالضفة الغربية مخالفة للقانون الدولى، واعتبره تطورًا بالغ السلبية.
أمر مؤكد أن جهود مصر فى احتضان مؤسسات العمل العربى والأفريقى والإسلامى المشترك، يحمى منطقتنا ويشكل عملية ردع لكل مشاريع الدولة الصهيونية وحليفتها الإدارة الأمريكية أو ما تسعى اليه دول هدفها الصراع على قدرات البلاد العربية والتدخل فى مستقبل قضايا المنطقة، وتحديدا إيران وتركيا وعديد الدول التى تعمل فى ركاب المشاريع الإرهابية والساعية إلى التطرف وبالتالى تتهاوى الدول واقتصادياتها لصالح الصهيونية والأرجوغانية والفارسية.
الوجود الدولى القوى لمصر فى العالم وجود له سنده الحضارى وقوته النابعة من شعب عظيم وجيش قوى مجهز وقادر على الحماية.
فاصلة؛
= القطيع!
بدأت الانتفاضة العراقية يوم 1 تشرين الأول ( أكتوبر ) كصيحة احتجاجية صغيرة بالضد من الفساد المتغوّل من الوجود الفارسى الإيرانى على أرض العراق.
غير أنّ نموّها وثباتها دفعا النخب السياسية المنعزلة فى المنطقة الخضراء، فضلًا عن بعض العراقيين، إلى الاستيقاظ من سباتهم العميق وبالتالى المطالبة بحرية العراق.
* كاتب أردنى